الشارع يغلي بسبب جرائم السلطة وهي تتجهز للعودة للمفاوضات

الشارع يغلي بسبب جرائم السلطة وهي تتجهز للعودة للمفاوضات

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي يشهد فيه الشارع الفلسطيني غليانا غير مسبوق جراء الفضائح والجرائم المتتالية التي تورطت فيها السلطة، تسارع الاخيرة الى مد حبال التسوية من جديد عبر مقترحات قدمتها للإدارة الامريكية بشأن استئناف المفاوضات.

 

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن أنّ السلطة الفلسطينية بعثت بمقترحات إلى الإدارة الأمريكية ترمي لإطلاق المفاوضات مع الاحتلال.

 

وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة التي قدمها مسؤولون في السلطة الفلسطينية للإدارة الأمريكية، تتضمن قائمة بنحو 30 مطلبًا لتحقيقها خلال فترة الرئيس الأمريكي جو بایدن، وتتناول ترميم صلاحيات السلطة الفلسطينية وتحسين الاقتصاد الفلسطيني، ورفع المستوى المعيشي للسكان الفلسطينيين.

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني شارك في صياغة المقترحات قوله إنّ اللاعبين الثلاثة في الساحة السياسية (السلطة الفلسطينية وحكومة بينيت – لابيد والإدارة الأمريكية)، وأنه ليس بالإمكان دفع عملية سياسية كبيرة علنية في هذه المرحلة، وأن بعض المبادرات يمكن الترويج لها بشكل علني دون لفت انتباه الرأي العام، في الساحة الفلسطينية أو الإسرائيلية.

 

وبدلا من التركيز على المطالب السياسية، تقول الصحيفة إن طلبات السلطة تنحصر في بعد اقتصادي عبر الطلب على إصدار تصاريح للزيارات السياحية إلى مناطق السلطة الفلسطينية، والعمل على إنشاء مشاريع سياحية خصوصًا في منطقة البحر الميت.

 

ومن مطالب السلطة أيضًا بحسب الوثيقة، السماح لها باستيراد الوقود مباشرة من الأردن عبر خط أنابيب مباشر، ووضع بنية تحتية لأنابيب الوقود مباشرة من الموانئ في "إسرائيل" إلى جانب تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على تصدير المنتجات، وإقامة منطقة تجارة حرة في الضفة الغربية، والحصول على تصاريح بناء لمحطات الطاقة ومشاريع الطاقة الخضراء.

 

وأشارت الصحيفة إلى مطالب إضافية تتعلق بتعزيز الشق الأمني للسلطة عبر تجديد تصاريح حمل الأسلحة لأفراد الشرطة، بعد أن انتزع الاحتلال الإسرائيلي هذه التصاريح في السنوات الأخيرة. كما تطالب السلطة أيضًا في مقترحاتها بإنشاء مطار دولي في الضفة، والسماح بتواجد طواقم فلسطينية على جسر اللنبي.

 

وكان رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، قال خلال كلمة له أمام اجتماع المجلس الثوري للحركة قبل ايام، إن سلطته ستتعامل مع أي حكومة يختارها الإسرائيليون.

 

تصريحات عباس جاءت بعد أيام من تشكيل بنيت ولابيد حكومة إسرائيلية جديدة، على الرغم من المواقف المعلنة لتلك الشخصيات من القضية الفلسطينية والمفاوضات مع السلطة.

 

تشكيل فريق للتفاوض

وكان الإعلام العبري قد كشف عن قيام رئيس السلطة محمود عباس بتشكيل فريق للتفاوض مع الاحتلال بطلب من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على ضوء تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وبهدف تعزيز دور السلطة في الضفة.

 

ونقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤول في السلطة وصفته بأنه المستوى قوله، إن السلطة ستطالب خلال محادثاتها مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، العودة إلى الوضع الذي كان قائما في الضفة قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بما يشمل وقف اقتحامات جيش الاحتلال لمناطق السلطة.

 

كما أشار التقرير إلى أن فريق تفاوض السلطة سيطلب من الجانب الإسرائيلي توسيع دور السلطة في القضايا الأمنية؛ وبحسب التقرير فإن السلطة تطالب الحكومة الإسرائيلية الجديدة بـ"إجراءات لبناء الثقة المتبادلة من أجل الحفاظ على إمكانية تنفيذ حل الدولتين".

 

ووفقا للتقرير فإن البيت الأبيض عمل على تشكيل فريق التفاوض الفلسطيني حتى قبل سقوط حكومة بنيامين نتنياهو، وبمجرد أن اتضح أن هناك حكومة جديدة في إسرائيل، عمل على تسريع إجراءات التنسيق مع الجانب الفلسطيني لتشكيل فرق التفاوض، بهدف عقد مباحثات في "أسرع وقت ممكن"، على حد تعبير القناة.

إغلاق