اندبندنت: اغتيال نزار بنات وقمع المسيرات كشف الوجه الاستبدادي للسلطة

اندبندنت: اغتيال نزار بنات وقمع المسيرات كشف الوجه الاستبدادي للسلطة

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية واسعة الانتشار، إن الاحتجاجات التي اشتعلت في الضفة هي تعبير عن مظالم كبيرة يعشيها السكان، مشيرة الى أن جريمة اغتيال نزار بنات كشفت بعضا منها وأبرزها الوجه الاستبدادي والقمعي للسلطة.

 

وتناولت الصحيفة في تقرير لها الاحتجاجات ضد السلطة ورئيسها محمود عباس، والتي تصاعدت مؤخراً بعد اغتيال الناشط المعارض نزار بنات على يد أفراد من الأجهزة الأمنية، موضحة أن الآلاف من الفلسطينيين خرجوا للشوارع للاحتجاج، وقوبلوا بقمع عنيف من قوات السلطة وعناصرها الأمنية.

 

وقالت: "صحيح أن المظاهرات اندلعت بعد مقتل بنات، لكن مظالم الفلسطينيين بالضفة أعمق بكثير".

 

عباس المهزوز

وتضيف: "تراجعت شعبية عباس بعدما ألغى أول انتخابات تشريعية منذ 15 عاماً في أبريل/نيسان الماضي، وكذلك بعد تهميشه في حرب غزة في مايو/أيار، إضافة إلى ذلك، لطالما كان يُنظَر إلى السلطة على أنها مليئة بالفساد وعدم التسامح مع المعارضة".

 

وتذكر الصحيفة أنه في حين أنَّ للسلطة وزارات وقوات أمنية وهيئة الدولة، فإن سلطتها تقتصر على المراكز السكانية الرئيسية التي تبلغ نحو 40% من الضفة بينما تتمتع إسرائيل بسلطة شاملة وتسيطر على الوصول إلى باقي الأراضي التي تديرها السلطة.

 

وتوضح الصحيفة أن حركة "فتح" العلمانية تهيمن على السلطة التي تزايد استبدادها، وتقوده دائرة صغيرة من الرجال في الستينيات والسبعينيات من العمر، بينما يترأس عباس البالغ من العمر 85 عاماً، الذي انتهت ولايته الرئاسية التي استمرت أربع سنوات في عام 2009، السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وفتح.

 

وتقول الصحيفة إن الفلسطينيين ينظرون على نطاق واسع إلى قيادة السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بامتيازات خاصة لتعاونها مع إسرائيل، على أنها فاسدة وتخدم مصالحها الذاتية، وأن سياستها في التنسيق الأمني مع إسرائيل لملاحقة حماس وأعداء مشتركين آخرين لا تحظى بأي شعبية على الإطلاق.

 

سخط شعبي

وتنوه الصحيفة الى أن المتظاهرين في المسجد الأقصى يوم الجمعة، 25 يونيو/حزيران، اتهموا السلطة بالتواطؤ مع إسرائيل، وهي تهمة تصل إلى حد الخيانة.

 

وتذكر انه خلال الأسبوع الماضي، داهمت قوات الأمن منزلاً في الضفة الغربية المحتلة لاعتقال نزار بنات، الذي انتقد السلطة مراراً وتكراراً في منشورات على الإنترنت، وضربوه بالهراوات والمواسير الحديدية قبل أن يجروه بعيداً وتعلن وفاته، لتشتعل احتجاجات واسعة على السلطة.

وتشير الى أن بنات كان أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية التي ألغاها عندما بدا أنَّ "فتح" المُنقَسِمة على نفسها التي يتزعمها ستعاني من هزيمة مُحرِجة أمام حماس.

 

وتلفت الى أنه خلال حرب غزة، التي اندلعت بعد ذلك بوقت قصير، كان يُنظَر إلى حماس على نطاق واسع على أنها تقاتل من أجل حقوق الفلسطينيين وتدافع عن القدس، بينما لم تحرك السلطة الفلسطينية ساكناً.

 

وتقول الصحيفة إنه استطلاعا للرأي أُجرِي بعد الحرب، أظهر تراجعا كبيرا في شعبية فتح والسلطة وعباس، في مقابل زيادة كبيرة في الدعم لحركة حماس، إذ قال أكثر من نصف المُستطَلعة آراؤهم إنها يجب أن تقود الشعب الفلسطيني.

 

وتوضح انه على الرغم من عدم شعبية عباس، يمكن له الاعتماد على دعم الأصدقاء الأقوياء، إذ استثمرت إسرائيل والولايات المتحدة والمانحون الغربيون بقوة في بقاء السلطة التي تدفع السلطة الفلسطينية رواتب عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية الفلسطينيين الذين سيعانون لو اضطروا للعثور على عملٍ آخر.

 

وتنوه الى أن السلطة تخفف العبء المالي والأمني عن الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية المستمر منذ 54 عاماًن وذلك عبر الإدارة الذاتية للمراكز السكانية الضخمة، إضافة الى جهدها الكبير في الحفاظ على ما تبقى من فكرة حل الدولتين، حتى مع توسيع إسرائيل المستوطنات اليهودية وتعزيز سيطرتها على الضفة والقدس.

 

السلطة تخدم الاحتلال

وتذكر الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي استثمر مئات الملايين من الدولارات في السلطة على مر السنين، وتولت الولايات المتحدة ودول أخرى تدريب وتجهيز قواتها الأمنية، بينما أعربت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أملها في تقوية السلطة والعمل معها لإعادة بناء غزة؛ حيث لا تملك أي سلطة.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السلطة غير المُنتَخَبة على حماس- التي يعتبرونها جماعة إرهابية- أو على الفوضى التي قد تنجم عن انهيار السلطة الفلسطينية، وأنهم عازمون على العمل مع السلطة لإدارة الصراع وتخفيف التوترات حتى حلول الوقت في المستقبل الذي يمكن فيه إحياء عملية السلام.

إغلاق