التعذيب حتى الموت.. ماركة مسجلة تستخدمها السلطة لقتل المواطنين

التعذيب حتى الموت.. ماركة مسجلة تستخدمها السلطة لقتل المواطنين

رام الله – الشاهد| لم تكن حادثة اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات سوى اثبات جديد على أن السلطة تنتهج القتل كوسيلة لتأديب معارضيها، سواء كان القتل داخل السجون تحت التعذيب، أو القتل خلال الاعتقال ومهاجمة المنازل.

 

وتمتلك السلطة سجلا حافلا في هذا المجال، اذ لا يكاد يمر عام دون أن تسجل المؤسسات الحقوقية والقانونية حالات تعذيب وقتل موثقة تتورط فيها أجهزة السلطة الأمنية، دون أن يكون لها محاسب أو رادع على هذه السياسة المتبعة لديها.

 

وتنوعت قائمة ضحايا القتل والتعذيب بين مختلف الشرائح والتنظيمات الفلسطينية، فالقائد في كتائب شهداء الأقصى في نابلس أحمد الزعبور، كان أحد ضحايا القتل تعذيبا في سجون السلطة في العام 2018،  ثم زعمت السلطة أن سبب الوفاة هو تعرضه للإصابة بجلطة قلبية.

 

ورفضت السلطة تسليم الملف الطبي للمواطن الزعبور الى عائلته بحجة أن الملف سري.

 

أما المواطن محمود الحملاوي، فلقي حتفه على يد زبانية الامن الوقائي بعد 4 أيام من التعذيب المتواصل في سجن بيتونيا، ولم تفصح السلطة عن سبب الوفاة الحقيقي حتى الان مكتفية بالقول انه توفي في السجن بسبب جلطة قلبية.

 

وكان القيادي في كتائب الأقصى أبو العز حلاوة، أيضا ضحية أخرى لضحايا التعذيب في سجون السلطة، إذ استيقظت عائلته على اتصال من سجن الجنيد في نابلس يخبرهم بأن ابنهم قد توفي، بينما تصر العائلة على أنه أعدم بدم بارد عمدًا وعن سبق الإصرار والترصد.

 

ثم خرجت صور على الاعلام لجثمان المواطن حلاوة  أثبتت تعرضه لتعذيب شديد ووحشي تخلله ضرب على الرأس بأدوات حادة ومميتة.

 

وكان الشيخ مجد البرغوثي هو الآخر ضحية للتعذيب والموت في أقبية سجون السلطة، بعد ان اعتقاله بمدينة رام الله قبل أسبوع من وفاته، وظهرت آثار تعذيب على ساقيه وظهره وذراعيه بعد أن تسلم العائلة جثمانه.

 

وآخر ضحايا التعذيب حتى القتل كان النشاط والمعارض السياسي نزار بنات، الذي تعرض لعمية قتل مدبرة خلال اعتقاله من منزل اقاربه في الخليل قبل ايام، وذلك وفق ما أفادت به الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، التي قالت إن نتائج التشريح الذي قامت به لجثمان الشهيد بنات، أظهرت تعرضه لاعتداء شديد ووحشي بالضرب والسحل والتعذيب.

 

إغلاق المسالخ

ويعمل عدد من النشطاء الفلسطينيين على فضح انتهاكات السلطة بحق المواطنين داخل السجون، حيث دعا الناشط الفلسطيني فايز السويطي السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوقية إلى إغلاق سجن أريحا المعروف بسام المسلخ وذلك في ظل الجرائم التي ترتكب داخل السجن بحق المعتقلين السياسيين والنشطاء.

وقال السويطي في حديث له خلال المؤتمر السنوي لمحامون من أجل العدالة قبل أسابيع: "مسلخ أريحا سيء الصيت طالبت بإغلاقه مرات عدة ووصلتني معلومات من داخل السجن ومن ضباط في أجهزة السلطة عن تعذيب داخل السجن".

 

وأضاف: "مطلوب منا أن نوثق بعد الحالات للتعذيب الذي تعرض له المعتقلين داخل السجن من أجل نعرض شهاداتهم للرأي العام وذلك بهدف إغلاق الوكر الذي يسيء للكل الفلسطيني".

 

شهادات مروعة

وكشف شهادات لمعتقلين سابقين في سجن أريحا، عن حجم الجرائم والتعذيب الذي يرتكب داخل السجن، وكشف المواطن بلال الخواجا أن أجهزة السلطة مارست تعذيبا نفسيا وجسديا بحق ابن اخيه مصطفى الخواجا الذي كان معتقلا على خلفية نشاطه في الفعاليات المناصرة لهبة القدس ولغزة خلال جولة العدوان.

وكتب المواطن الخواجا على حسابه على فيسبوك: "تم الافراج عن ابن أخي مصطفى الخواجا من سجون السلطة من سجن أريحا المشؤوم بعد  17  يوما من الشبح والضرب والاهانات والشتائم  وظروف اعتقالية رذيلة.. بل واجباره على شتم شخصيات لها علاقة بالمقاومة في غزة كأبو عبيدة وآخرين".

 

وأضاف: "الاستخفاف والتحقير للإنجاز الاخير من مقاومة غزة.. والتوصية بأنه اذا ذكر ابو عمار يجب ان تقول (صلى الله عليه وسلم).. نصيحتي لكم.. انه كان الاولى أن تكونوا مصلحين، تبنوا جسورا للتوفيق والاصلاح، لا أن تزرعوا بذورا للفتنة والفرقة.. وأن لا تؤججوا الاحقاد والكراهية لأبناء الشعب الواحد.. يا هؤلاء لا تنسوا العدالة الربانية في الدنيا كما هي في الاخرة.. والله قوي..!".

 

لم تنتصروا وسأربيكم

ونقل الصحفي علاء الريماوي شهادة معتقل آخر في سجن أريحا، وقال في بوست نشره على حسابه عبر فيسبوك "ثلاثة أيام من الشبح و ١٦ يوما من الحجز، وسندويشات من الإهانة والتعذيب لدى اللجنة الأمنية في أريحا".

 

وأضاف: سألت عن التهمة والمسبب، كانت الاجابة بسؤال من نظم المسيرة، وجمع الناس نصرة لغزة؟ من أعطاكم الأمر بذلك؟.. تظنون أنكم انتصرتم؟ سنعيد تربيتكم من جديد؟.. أنتم لا شئ جمال الطويل تبعك بقدر اجيبه وأمزعة ١٠٠ كف على وجهه".

وتابع "أكرم سلمة صمت وهو يتنهد، ثم أردف موجها حديثه للحاضرين" المني حجم الكره، والسخط، التعامل معي كعدو، التحامل على المقاومة في الجولة الاخيرة السباب عليها، التوعد بأن فترة النقاهة انتهت".

 

وأضاف لم يكن يؤلمني الشبح وقوفا، ولا الضرب على الظهر والرقبة إنما المني كسر الصورة التي سعى اليها طاقم التحقيق المتمثلة بأن الفلسطيني قد انتصر والتأكيد على أن الجولة الاخيرة مسخرة

إغلاق