لوموند: عباس فقد آخر ذرة شرف لديه وهو عقبة حقيقية أمام تحرير شعبه

لوموند: عباس فقد آخر ذرة شرف لديه وهو عقبة حقيقية أمام تحرير شعبه

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أصبح عقبة أمام تحرير شعبه وفقد بذلك ما تبقى له من شرف ضئيل، وذلك في أعقاب إلغاء الانتخابات وإطلاقه موجة عنيفة من القمع السياسي ضد  المواطنين.

 

وجاء في افتتاحية الصحيفة واسعة الانتشار في فرنسا، أن عباس أصبح عقبة كبيرة في طريق تحرر شعبه، وطالبته بالخروج من المشهد السياسي الفلسطيني.

 

وأوضحت لوموند أن النهاية المأساوية للحياة المهنية لعباس، رجل أوسلو، تصب الآن في صالح المحتل الإسرائيلي.

 

فرئيس السلطة الفلسطينية، الذي يشغل منصبه منذ عام 2005، كان بمقدوره، حسب الصحيفة، أن ينهي حياته السياسية بسجل ضعيف، لكنه سجل لا يخجل منه تمامًا من خلال عدم الترشح للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة هذا الشهر.

 

وأضافت أن هذا الرجل صاحب الثمانين عاما بمثل تلك الخطوة سيدخل التاريخ كزعيم ضعيف غير ذي شأن كبير.

 

ضعيف ومنتهي

وخلصت لوموند إلى أن عباس كرس فرصة تذكّره بتلك الخصلة عندما ألغى سلسلة انتخابات الربيع والصيف نهاية أبريل/نيسان الماضي وهي الأولى منذ 15عامًا، وأطلق العنان لموجة عنيفة من القمع السياسي في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ليفقد بذلك ما تبقى لديه من شرف ضئيل، على حد تعبير الصحيفة.

 

أما وصمة العار التي ستظل تلطخ ميراث عباس فإن اسمها، حسب لوموند "نزار بنات"، ذلك الرجل ذو الأربعين عامًا الذي دأب على مهاجمة الاستبداد المتزايد لخليفة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

 

وتشير الصحيفة الى أن بنات تعرض بسبب ذلك للضرب حتى الموت في 24 يونيو/حزيران الماضي على أيدي ضباط الشرطة الفلسطينية، ولتتعرض مظاهرات الغضب التي أعقبت ذلك الاغتيال لقمع وحشي من قبل أفراد قوات الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية.

 

ولفتت الصحيفة الى الاعتداءات الخطيرة التي تمثلت في التحرش الجنسي بالعديد من المتظاهرات والصحفيات.

 

وأكدت أن عباس، بتعنته ورفضه التنازل عن منصبه، تحول إلى "كاريكاتير مستبد، إلى جائر متمسك بالسلطة الوهمية" التي أتاحتها اتفاقيات أوسلو للفلسطينيين، والتي لا تعدو كونها جهاز دولة بلا دولة وكيانا يرزح تحت الاحتلال.

 

وأشارت الى ان عباس يقبع حبيس قصره بالمقاطعة في رام الله، لا يخرج منه إلا للقيام بجولات لا طائل من ورائها في الخارج.

 

وختمت الصحيفة الفرنسية افتتاحيتها بهذا الندا: "السيد عباس حان وقت رحيلك!".

 

ربيع فلسطيني

وكانت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، قالت إن الفلسطينيين أشعلوا ربيعا جديدا بمطالبتهم برحيل رئيس السلطة محمود عباس على خلفية تورط أجهزته الأمنية في جريمة اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات.

وذكرت المجلة في تقرير أعدته أن الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع الضفة هي تعبير عن انفجار للإحباط المكبوت ضد قيادة يرى الفلسطينيون أنها غير شرعية وفاشلة، مشيرة الى أن هذا الاعتقاد دفع المتظاهرين لتحدي ومواجهة القمع من قوات الأمن التابعة للسلطة، بل والمطالبة برحيل الرئيس عباس.

 

وأشارت الى تزايد الضغط على عباس  منذ سنوات وسط نسب البطالة العالية والقيود على الحرية والفشل على الساحة الدولية، وزاد أكثر في ضوء تأجيل الانتخابات البرلمانية والمواجهات في القدس وغزة.

 

مظالم الضفة كثيرة

كما قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية واسعة الانتشار، إن الاحتجاجات التي اشتعلت في الضفة هي تعبير عن مظالم كبيرة يعشيها السكان، مشيرة الى أن جريمة اغتيال نزار بنات كشفت بعضا منها وأبرزها الوجه الاستبدادي والقمعي للسلطة.

وتناولت الصحيفة في تقرير لها الاحتجاجات ضد السلطة ورئيسها محمود عباس، والتي تصاعدت مؤخراً بعد اغتيال الناشط المعارض نزار بنات على يد أفراد من الأجهزة الأمنية، موضحة أن الآلاف من الفلسطينيين خرجوا للشوارع للاحتجاج، وقوبلوا بقمع عنيف من قوات السلطة وعناصرها الأمنية.

 

وقالت: "صحيح أن المظاهرات اندلعت بعد مقتل بنات، لكن مظالم الفلسطينيين بالضفة أعمق بكثير".

إغلاق