صحافيات تعرض للاعتداء والتحرش من قبل أجهزة السلطة يرفضن لقاء اشتية

صحافيات تعرض للاعتداء والتحرش من قبل أجهزة السلطة يرفضن لقاء اشتية

الضفة الغربية – الشاهد| رفضت مجموعة من الصحافيات الفلسطينيات لقاء رئيس حكومة حركة فتح وعضو لجنتها المركزية محمد اشتية، وذلك للاستماع لهن بعد أن تعرضن للاعتداء والتحرش خلال تغطيتهن للتظاهرات الأخيرة احتجاجاً على اغتيال الناشط نزار بنات.

وأبلغت الصحافيات الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم خلال لقاء مع معه مساء اليوم الأربعاء، أن أي اعتذار من طرف حكومة اشتية غير مقبول دون محاسبة المتورطين في الاعتداءات عليهن.

وأعربت الصحافيات عن استهجانهن لاعتذار ملحم ودعوة اشتية لهن في الوقت الذي لا تزال فيه هواتفهن محتجزة لدى أجهزة السلطة، ويتعرض في الوقت ذاته بنشر صورهن الخاصة من داخل تلك الهواتف بعد أن تم اختراقها.

وشدد الصحافيات على أن إحقاق الحق في قضية الاعتداء عليهن يكمن في محاسبة المتورطين، لا في اعتذارات ولقاءات قد يحدث بعدها اعتداء آخر من قبل أجهزة السلطة عليهن.

اعتداء وتحرش

هذا وقدمت العديد من الصحافيات والفتيات الفلسطينيات روايتهن للاعتداءات التي مورست بحقهن خلال قمع أجهزة السلطة للتظاهرات التي خرجت منددة بالسلطة واحتجاجاً على اغتيال الناشط بنات.

فيما كشفت بعضهن عن قيام أجهزة السلطة بنشر صور خاصة لهن من هواتفهن التي تمت مصادرتها منهن خلال تغطيتهن لقمع التظاهرات في رام الله والخليل وغيرها من مدن الضفة.

رعب وسحل

وقالت الصحافية شذى حماد في شهادتها للاعتداء التي وقع عليها من قبل أجهزة السلطة وبلطجيتها بالقول: "تواجدت كصحفية لتغطية تظاهرة سلمية بمركز مدينة رام الله، بفست محصن نرتديه فقط خلال المواجهات مع الاحتلال، ومع ذلك لم أستطع التحرك في نصف شارع في وسط المدينة، لم أستطع رفع هاتفي وتوثيق ما يدور، لم أستطع إجراء مقابلات، لم أستطع الوصول للمتظاهرين المقموعين بالضرب المبرح والسحل".

وأضافت: "في نصف شارع فقط وسط رام الله "مركز سيادة السلطة"…  منع الصحفيين من ممارسة مهنتهم.. عربدة وضرب وتكسير معدات ومصادرة هواتف وتهديدات من قبل عناصر بلباس مدني، وبعضهم ملثم، وهو استكمال لهجمة مورست ضد الصحفيين يوم السبت".

وتابعت: "كان شعور كبير بالخوف، الخوف من الضرب، الخوف من التحرش الذي تعرضت له المتظاهرات… في نصف شارع لم يكن هناك أدنى شعور بالأمن، كانت عيونهم تحاصرنا طوال الوقت وتنتظر فرصة أن نرفع هاتف أو كاميرا حتى يهاجموننا".

ضرب ونشر معلومات شخصية

فيما نشرت الصحفية فاطمة عبد الكريم عبر حسابها على فيسبوك شهادة زميلتها الصحفية نجلاء زيتون والتي تعرضت لاعتداء وحشي من قبل بلطجية السلطة خلال التظاهرات في رام الله.

وقالت عبد الكريم في البوست الذي نشرته مصحوباً بصورة الصحفية نجلاء وعلى يدها أثار الضرب: "الاسم نجلاء زيتون. المهنة صحافية.. الزراق على يدها واحد من عدة مواقع ضربت فيها في جسدها، حيث تم الاعتداء عليها خلال تغطيتها للمسيرة الرافضة لقتل الناشط السياسي نزار بنات ومن ثم مصادرة هاتفها -غير الذي في يدها- يوم السبت".

وأضافت: "منذ ذلك اليوم وهي لا تشعر بالأمان للنوم في بيتها، واليوم بدأ بعض عناصر الأمن نشر صورها ومحادثاتها الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

حراك للدفاع عن النساء

أعلنت عضو الأمانة العامة للاتحاد العامة للمرأة الفلسطينية والناشطة النسوية ريما نزال على الموقف النسوي الصادر عن الاجتماع الذي بادرت لعقده قيادات سياسية ونسوية من أطر ومؤسسات وجمعيات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالإعلان عن تشكيل حراك نسوي للدفاع عن الحريات العامة

وأكدت نزال في بيان صادر عنها مساء اليوم السبت، أن الاجتماع جاء من أجل التباحث حول الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة ممثلة بقمع أجهزة السلطة المظاهرات والحراكات السلمية المنظمة للاحتجاج على اغتيال الناشط المعارض نزار بنات وممارسة الاعتداء والعنف على الصحافيات والصحفيين ومحاسبة المسؤولين والمتورطين بقتله.

وأشارت إلى أنه "عندما تواجه الكلمة بالهراوات وقنابل الغاز وعندما تُمس رمزية الحجر الفلسطيني المقاوم للاحتلال ليتحول إلى أداة قمع لضرب رؤوس المتظاهرين وعندما تصبح هواتف الاعلاميات مستهدفة من قبل أجهزة السلطة بهدف إخفاء الحقيقة فلا بدّ من جميع الشرائح الاجتماعية ان تهب للدفاع عن العقد الاجتماعي ورفع البطاقة الحمراء في وجه منتهكي حرمة المبادئ والقيم المتعارف عليها في المجتمع ومنع المساس بحرية الرأي والتعبير.

وشددت إلى أن خصوصية وضع المرأة الاجتماعي وضرورة إدانة العنف الذي مورس ضد الصحافيات على وجه الخصوص لكونه مبني على علاقات القوة الاجتماعي والهادف إلى إخافتهن ومنعهن من تغطية الحدث.

تحرش داخل مقرات السلطة

وأعلنت المحامية ديالا عايش يوم أمس الثلاثاء، أنها تعرضت للتحرش الجسدي مرتين خلال اعتقالها في سجون السلطة يوم الاثنين الماضي.

يأتي ذلك التحرش بعد أن اعتقلت أجهزة السلطة عشرات الشبان والنشطاء من دوار المنارة وسط رام الله وكذلك من أمام شرطة البالوع والذين كانوا يتظاهرون رفضاً للاعتقالات السياسية وسحل وقمع المتظاهرين.

إغلاق