19:25 pm 9 يوليو 2021

الصوت العالي

كتب حمدي فراج: سيف القدس ونزار بنات .. ما بعدهما ليس كما قبلهما

كتب حمدي فراج: سيف القدس ونزار بنات .. ما بعدهما ليس كما قبلهما

رام الله – الشاهد| كتب حمدي فراج: الرهان على طي صفحة سفح دم نزار بنات، رهان خاسر، ينطوي على استقراءات خاطئة واحيانا ساذجة، لأسباب عديدة ابرزها ان الشهيد وكأن دمه قد أصبح في ذمة كل الشعب في كل أماكن تواجده.

 

كإنسان طليعي واسع الاطلاع، مقدام يحتذى، ومعارض مؤثر يحسب له الحساب اكثر من فصائل خنعت بالجملة و المفرّق، ولذلك نال منه القتلة، ناهيك عن طريقة القتل البدائية المستجدة "العتلة" التي لم يماثلها في عصرنا التكنولوجي الحديث الا "منشار" الخاشقجي.

من الاسباب ايضا ، ردة فعل السلطة العصبي المتخبط على أكثر من صعيد، والتي تركزت في قمع المظاهرات وسحل الناس واعتقال قامات ومعارضين ومناضلين وسيدات وهواتف الصحفيات وافتراءات لا تصمد من على شاكلة ما قاله الناطق الأمني ان المندسين بين المتظاهرين ليسوا من ملاك الأمن، فلماذا لم تقم الشرطة المتواجدة بزيها الرسمي باعتقالهم او على الأقل بمنع واعتداءاتهم الوحشية على الناس.

 

من بين التخبطات أيضا منع المفاصل المختلفة المحسوبة على السلطة استنكار الجريمة، والتعامل معها على أنها لم تقع، وذكرت الأخبار عن حالتين استنكرتا الجريمة تم وقف أصحابهما عن العمل، ما دفع الآخرين الامتناع عن الاستنكار او حتى تقديم واجب العزاء للعائلة المفجوعة.

بل لقد ذهب البعض الى ما هو ابعد من ذلك بكثير، مسؤول كبير ووزير وامين عام فصيل ان يقول "شارع بشارع" ومسؤول آخر ان يفتي بترحيل كل من يعارض الرئيس ، وفي مرة سابقة بضرورة قتله، أنهما لا يدركان ربما انهما بتصريحات من هذا القبيل يؤكدان تورط السلطة في القتل مع سبق الإصرار والترصد.

 

ولو كان لدينا سلطة قضائية مستقلة لتم اعتقالهما ومساءلتهما قانونيا بتهمة التحريض على القتل والاحتراب الأهلي، في حين انها لم تعتقل حتى الان من أطلق الرصاص على منزل الشهيد قبيل قتله، في حين  تم اعتقال معارض لأنه خطب صلاة الجمعة قبيل التشييع ، كيف يتم تحويل الصلاة من عبادة الله الى عبادة الاشخاص.

 

المظاهرات المضادة، وكأننا أمام موقفين، الاول ضد القتل والثاني معه، والحقيقة ليست هكذا أبدا، لأن الشعب الفلسطيني الذي امتهن النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار قرن كامل من الزمان، واحتضن العديد من ثورات التحرر العالمية في معسكراته التدريبية، لا يمكن ولا بأية حال ان يحتضن القتل والجريمة، الشعب التواق للحرية والذي يدفع القتل والقمع والبطش عن نفسه لا يمكن ان يكون شعبا دمويا يحتضن القتلة حتى لو كانوا من لدنه وأبنائه.

لقد ناطحت السلطة خلال الاسبوعين الاخيرين بقرون من طين وسدّت آذانها بالعجين، في حين كان يجب ان تسمع كل ما يقال، بل كل ما قيل عنها بما في ذلك نزار نفسه ، خاصة موضوع الفساد الممتدة قوافله من الاسمنت المصري مرورا بالبنزين المغشوش وانتهاء باللقاحات منتهية الصلاحية – البنزين المغشوش طرحها ابو مازن نفسه سببا لتقديم استقالته أمام التشريعي عندما قدم استقالته كرئيس للوزراء.

 

خلال الاسبوعين الماضيين من مقتلة نزار، بدت معظم سلوكات السلطة وإعلامها الرسمي تعكس مأثورنا الشعبي "يكاد المريب يقول خذوني".