لماذا اغتالت السلطة نزار بنات؟

لماذا اغتالت السلطة نزار بنات؟

الضفة الغربية – الشاهد| لا تزال ارتدادات جريمة اغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات تتفاعل على الساحة الفلسطينية، وذلك في ظل حالة الغليان الذي يعيشها الشارع الفلسطيني جراء عدم محاسبة المتورطين في الجريمة.

الجريمة التي أصابت الفلسطينيين بحالة من الصدمة، دفعت الشارع الفلسطيني للخروج بتظاهرات يومية منددة بالجريمة، ومطالبة بمحاسبة القتلة ومن أمرهم، على الرغم من حالة القمع والسحل والتحرش الذي يتعرض له المتظاهرون من أجهزة السلطة وبلطجيتها.

وكتب الناشط الفلسطيني ضد الفساد فايز السويطي مقالةً عدد فيها أسباب اغتيال السلطة للشهيد نزار بنات، والتي جاءت على النحو التالي:

1- نزار على درجة عالية من الوعي والثقافة التي تزلزل أركان السلطة

2- نزار رفع سقف الحريات والنقد والتحدي الذي أحرج السلطة وعراها أمام الجمهور

3- نزار ينتقد بأدلة دامغة وآخر قضية أثارها هي شراء اللقاحات الفاسدة التي لولا تسريب الاحتلال لخبرها لتمت، مع أن اكتشافها كافي لوحده بإقالة الحكومة ومحاسبة المتورطين

4- نزار يدعم المقاومة المسلحة وحلف المقاومة، مع أن السلطة تكتفي بالمقاومة السلمية التي ليس لها وجود أصلاً كما أعلن عباس في تصريح له "أين هي مشان الله اعملوها"

5- أرادت السلطة من عملية اغتيال نزار تكميم الأفواه والأصوات الحرة وترهيب المعارضة، لكن السحر ارتد على الساحر

6- نزار لا يعترف بالسلطة المنتهية شرعيتها ولا ما يسمى بالمقامات ويصف المتنفذين فيها بألقاب تناسب أفعالهم

7- نزار ناشط في كل الساحات والمجالات، ومرشح للمجلس التشريعي، فكان لا بد من التخلص منه مبكراً، فلو وصل للتشريعي وحصل على حصانة لأذل السلطة وأهانها وأحرجها (لقد قال لي نزار رحمه الله قبل وفاته أنا أريد الوصول للتشريعي ورح أعجب عليهم في أول 3 أشهر مهما حصل)

8- نزار بنات يتطرق لملفات فساد حساسة جداً تربك السلطة مثل تطرقه لقضية تسليم المعارض السعودي ناصر السعيد مقابل رشوة مالية، وبيع أسلحة لحزب الكتائب أيام التواجد في بيروت

9- نزار وصل صوته إلى خارج الوطن من خلال مقابلات على فضائيات لها شعبية مثل قناة الميادين

10- نزار تربطه علاقات مع شخصيات وطنية مؤثرة في الداخل والخارج مثل المرحوم الدكتور عبد الستار قاسم والمرحوم المفكر الاستراتيجي أنيس النقاش والسجين المحرر صدقي المقت والأسير المحرر ماهر الأخرس وغيرهم من النشطاء والحراكيين، ويتمتع بشعبية خارقة، وهو من مؤيدي حزب الله

سلطة لا تتحمل النقد

ورأت العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي أن النظام السياسي للسلطة متمترس على نفسه ولا يتحمل النقد ولا الاختلاف، محذرةً من أن استمرار القمع في الشوارع ينذر بعملية هدم كبيرة في النظام الاجتماعي والسياسي.

وقالت عشرواي في تصريحات صحفية بداية الأسبوع الجاري، "لا أقد على رؤية مشهد ضرب كبار السن والاعتداء على النساء أمام أطفالهم من قبل عناصر الأمن مرة أخرى".

وحذرت عشراوي من أنه إذا لم يحدث تدارك للأمور، وإذا لم يتم التراجع عن التمترس خلف المواقف العدمية "غالب ومغلوب" واستغلال الشارع ضد الشعب، وتحويل فتح لأداة للأمن، وتحويل الأمن لأداة ضد الشعب فإننا سنكون أمام عملية هدم كبيرة.

وأكدت عشراوي أن القيادة المسؤولة يفترض بها أن تسمع جيداً وأن تشخص جيداً كي تقدم حلولا مناسبة للحالة التي نعيشها.

وقدمت نصيحتها للنظام السياسي، قائلةً: "عليه أن يتحلى بالثقة والقوة ليجتمع مع كل الأطراف وليستمع جيداً إليها، وأن يأخذ خطوات على أرض الواقع للخروج من الأزمة الحالية، وإذا لم يفعل ذلك فسيسير بنا للهاوية".

أسماء القتلة

فيما تواصل عائلة الناشط بنات نشر أسماء وصور القتلة الذين شاركوا في جريمة اغتيال ابنها جنوب مدينة الخليل في 24 يونيو الماضي، وشارك في الجريمة جهازي المخابرات العامة التابعة للسلطة وكذلك جهاز الأمن الوقائي والذين نسقا مع الاحتلال من أجل دخول المنطقة التي يتواجد فيها المنزل الذي يأوي إليه نزار.

ووجهت عائلة بنات الاتهام الأول والمباشر لرئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتية في اغتيال ابنها، كما وحملت المسئولية لنائب رئيس جهاز الأمن الوقائي في الخليل ماهر أبو الحلاوة و27 ضابطاً آخرين المسئولية.

إغلاق