الحراك المنظم للتظاهرات: القيادة في رام الله فاقدة للشرعية وعليها أن ترحل

الحراك المنظم للتظاهرات: القيادة في رام الله فاقدة للشرعية وعليها أن ترحل

الضفة الغربية – الشاهد| أكد الحراك المنظم للتظاهرات التي تخرج باستمرار منذ اغتيال الناشط نزار بنات جنوب الخليل على يد أجهزة السلطة في 24 يونيو الماضي، أن "القيادة المتخبطة في رام الله فاقدة للشرعية".

وقال الحراك في بيان صادر عنه: "إن كانت هذه القيادة المتخبطة الفاقدة للشرعية تريد أن ترضي الشارع قبل أن ترحل بطريقة سلمية، فعليها أن تحفظ البلاد وسلمها الأهلي وأن لا تحرف البوصلة عن نضالنا ضد عدونا الاسرائيلي، وعليها الكف عن لعب دور الوكيل لهذا العدو والاستجابة لمطالب الجماهير لا الالتفاف عليها".

يأتي ذلك في ظل إعلان الحراك أنه لم يفوض أي جهة لنقل أي من مطالبهم لحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، أو أي جهة كانت، وذلك بعد يومين من إعلان مجموعة من الشخصيات جلوسها مع اشتية للتباحث في التوصل لحل الأزمة التي تعصف بالشارع الفلسطيني بعد إلغاء الانتخابات واغتيال الناشط نزار بنات.

وشدد الحراك على أن "أهدافنا العامة التي انطلقنا من أجلها تتمثل بتحقيق العدالة لنزار ومحاسبة قاتليه ومن أعطى الأوامر بذلك، ورحيل النظام السياسي وقيادته وعلى رأسهم محمود عباس".

وأضاف البيان: هتافاتنا التي صدح بها صوتنا عاليا في شوارع رام الله وسمعها الجميع، وتم سحلنا وقمعنا واعتقالنا من أجلها، واضحة وليست بحاجة لإعادة التدوير أو التنميق أو إعادة صياغتها بما يتلاءم مع مستوى فهم من هم في السلطة ودوائر صنع القرار.

وأكد أنهم في الحراك، "يناضلون من أجل حل جذري وعادل للأزمة المتراكمة التي صنعتها هذه السلطة وقيادتها الأمنية والسياسية، عبر الاتفاقات التي وقعتها مع الاحتلال وعبر التفرد والفساد المستشري الذي ينخر كل مفاصل هذه السلطة، نضالنا هو نضال شعب يتوق للتحرر".

فحوى المناقشات مع اشتية

وكشف الكاتب والحقوقي صلاح الدين موسى عن بعض المناقشات التي تمت بين رئيس حكومة فتح وعضو لجنتها المركزية محمد اشتية وعدد من الشخصيات الوطنية يوم أمس، في أعقاب النفق المظلم الذي دخلته الحالة الفلسطينية بعد اغتيال الناشط نزار بنات على يد عناصر السلطة جنوب الخليل في 24 يونيو الماضي.

وقال صلاح في حديث إذاعي صباح أمس الأحد: "إن ما تسرب من اللقاء يشير إلى نية السلطة إنشاء مجلس تأسيسي لدولة فلسطين، ليشكل بديلاً للمجلس التسريعي وإجراء الانتخابات".

وأوضح أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس سيوجه كلمة للشارع الفلسطيني بعد عيد الأضحى يعلن فيها عن نيته تأسيس هذا المجلس، ما يعني أننا سندخل في مرحلة مختلفة كليا عما نعيشه اليوم.

وأضاف صلاح: "أنا لا أراه مخرجا مناسبا في الوقت الراهن، إلا أن جرى تأسيسه على أسس تشاركية بحيث يضم الحركات والفصائل وكافة التوجهات، ولا يبقى بيد الجهات المتنفذة في السلطة".

وتابع "نحن بحاجة إلى انتخابات على أسس واضحة، فالاحتلال ليس معني بالانتخابات، لذا يجب الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة للموافقة عليها".

الصحافيات يرفض لقاء اشتية

وسبق أن رفضت مجموعة من الصحافيات الفلسطينيات لقاء رئيس حكومة حركة فتح وعضو لجنتها المركزية محمد اشتية، وذلك للاستماع لهن بعد أن تعرضن للاعتداء والتحرش خلال تغطيتهن للتظاهرات الأخيرة احتجاجاً على اغتيال الناشط نزار بنات.

وأبلغت الصحافيات الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم خلال لقاء مع معه الأسبوع الماضي، أن أي اعتذار من طرف حكومة اشتية غير مقبول دون محاسبة المتورطين في الاعتداءات عليهن.

وأعربت الصحافيات عن استهجانهن لاعتذار ملحم ودعوة اشتية لهن في الوقت الذي لا تزال فيه هواتفهن محتجزة لدى أجهزة السلطة، ويتعرض في الوقت ذاته بنشر صورهن الخاصة من داخل تلك الهواتف بعد أن تم اختراقها.

وشدد الصحافيات على أن إحقاق الحق في قضية الاعتداء عليهن يكمن في محاسبة المتورطين، لا في اعتذارات ولقاءات قد يحدث بعدها اعتداء آخر من قبل أجهزة السلطة عليهن.

سلطة فاقدة للشرعية

وكان مسؤول الملف الفلسطيني – الإسرائيلي قد حذر في وزارة الخارجية الأمريكية هادي عمرو من انهيار السلطة الفلسطينية، وذلك في ظل انتهاء شرعيتها والأزمة المالية والسياسية التي تعاني منها.

وقال عمرو لمسؤولين إسرائيليين التقاهم خلال الأسبوع الماضي: "السلطة مثل غابة تنتظر أن يشعلها شخص ما"، طالباً منهم اتخاذ خطوات لتقوية حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.

وأشار مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى شاركوا في المحادثات إلى أن عمرو أكد لهم أنه عاد بقلق شديد من محادثاته في رام الله، قائلاً لهم: "لم أر السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوضع السيئ من قبل".

رحيل عباس

وقالت عائلة بنات خلال كلمة لها في التظاهرة التي خرجت وسط رام الله السبت الماضي، "كان الأجدر بقيادات السلطة وفتح، أن تقف مع قضية ابنهم، وليس العكس"، وأضافت: "وزير الداخلية في سلطة رام الله ما زال يفكر في اعتبار نزار بنات شهـيداً، ولكن نقول له أن الشعب الفلسطيني كله يعتبر نزار بنات شـهيداً".

وتابعت: "لن يغلق ملف نزار إلا بعد أن يتنازل آخر شبل من أبناء الشعب الفلسطيني، وسنطارد القتلة في كل المحافل والمحاكم".

ووجهت العائلة كلامها لعباس قائلةً: "ليس أمامك يا محمود عباس إلا الرحيل شئت أم أبيت، وبعد رحيلك سيبني الشعب الفلسطيني ببناء النظام السياسي المتكامل على أسس وطنية".

إغلاق