المصالحة ماضية دون تنسيق أمني..!

المصالحة ماضية دون تنسيق أمني..!

ستقف المصالحة في عهد عباس دوماً عند نقطة جوهرية، يتكثف فيها الاختلاف الحاد، وإن شئت فقل عقدة أساسية، ألا وهي جدلية الجمع بين تناقض المقاومة مع قداسة التنسيق الأمني.

حقيقة لا تنبع قداسة التنسيق الأمني عند عباس من إيمانه به وفقط، بل هو يعلم أن بقاءه والعصابة مرتبط بهذا الدور الوظيفي.

فهو لذلك لم ينصع لكل الدعوات المطالبة لإنهاء هذا الدور القذر، حتى أنه لم يستجب لقرارات المجلس المركزي مراراً في هذا الموضوع.

وعليه، فإن أي عناوين أخرى توضع لإثارة الخلاف بشأن ملف المصالحة ليس إلا تعمية عن الجوهر الذي أشرت إليه.

دخل عباس فتح وهو بهذا الكفر الصريح بالمقاومة المسلحة، وهذا ما يظهر دوماً، حتى استطاع دون كلل وبإسناد خارجي متنوع أن يسيطر على القرار في حركة فتح التي تقود المنظمة منفردة فعلياً.

حيث بدأ دور عباس بالظهور بعد خروج قيادة فتح من بيروت إلى تونس، فكان هناك في استقبال القوات والقيادة، كما أشار بذلك أبو الطيب قائد ال١٧ في كتابه زلزال بيروت.

بدون شك فقد أزعج دور عباس هذا قيادات الصف الأول في فتح، حيث وصفوه برئيس الوكالة اليهودية قبل أن يتم تصفيتهم جميعاً.

حتى عندما وصفه أبو عمار بكرزاي فلسطين، وهو ينتزع منه صلاحياته، أسرع عباس بتقديم استقالته، وعللها في بيان رسمي بما تهمه به أبو عمار؛ ليأتي التهديد الصريح لأبو عمار من شارون لهذا الأمر..!

ليعود عباس إلى ذات الموقع الذي تركه بعد أن نفذ شارون تهديده باغتيال أبو عمار..!

وإذا كنتم تذكرون خطاب أبو إياد صلاح خلف: (مين الحمار اللي بيلقي سلاحه بروح يفاوض) فقد كان موجهاً لهذه المدرسة التي يقف على رأسها عباس، وقد أخذت بالتمدد في تونس والانتشار كما أسلفت.

لذلك؛ ستبقى المصالحة رهينة قداسة عقيدة أو عقدة التنسيق الأمني، ما لم يستجد في المشهد الفتحاوي جديد، أو يتجاوزهم الزمن إن لم يكن كذلك فعل.

إغلاق