السلطة والفساد.. محاسبة صغار الفسدة وحماية الكبار

السلطة والفساد.. محاسبة صغار الفسدة وحماية الكبار

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي يحظى فيه كبار مسئولي السلطة بحماية كاملة من أي ملاحقة أو محاسبة حول التهم المتعلقة بالفساد، تسعى هيئة مكافحة الفساد الى التغطية عليهم عبر ملاحقة بعض الموظفين الفاسدين من المستويات الدنيا ممن تلوثت أياديهم بالمال الفاسد.

 

وكانت محكمة جرائم الفساد أصدرت اليوم الثلاثاء، حكماً بإدانة المتهمين (أ،م) و(ج،أ) بتهمة جرم الفساد والمتمثل في طلب وقبول الرشوة والتدخل بها، وحكمت المحكمة على المتهم الاول بالحبس مدة ثلاث سنوات وغرامة مالية قدرها 200 دينار أدرني وعلى المتهم الثاني بالحبس مدة سنتين وغرامة مالية قدرها 133 دينار أردني، بالإضافة الى نفقات المحاكمة، على ان تسحب لهما المدة التي تم توقيفهم بها على ذمة الدعوى.

 

وتفاعل المواطنون مع خبر الاعلان عن تلك المحاكم، حيث شككوا في جدوى مثل هذه الملاحقات لبعض الموظفين الصغار الفاسدين، متسائلين عن سبب تجاهل كبار الفاسدين في السلطة وعدم محاسبتهم.

 

وكتب المواطن سيمون جاسر، ساخرا من جهد النيابة العامة في ملاحقة الموظفين الصغار على جريمة الرشوة رغم وجود من هم أكثر لصوصية وجرما، وعلق بالقول: "كلهم ٥٠ شيكل وبكيت دخان عربي مش محرزات ينسجن عشانهم، الرك عاللي لهف الملايين وبسوق الرنجرات هو ومرته واولاده".

 

أما المواطن محمود شبير، فذكر أن ما يجري هو مهزلة لان السلطة بكل قادتها غرقة في مستنقع الفساد، وعلق بالقول: "السلطه كلها مرتشون فهل من يجروء ان يحقق معهم ام أنكم اجبن من ذلك".

 

 

أما المواطن سمير عجاج، فأشار الى ان الاعلان عن ملاحقة هاذين الموظفين يؤكد أن المبالغ المختلسة ليست كبيرة، نظرا لان كبار اللصوص لا يستطيع أحد محاسبتهم، وعلق قائلا: "شكله المبلغ اللي مختلسه مش كبير ، لانه لو كبير فعلا كان ما انحكم زي هالواحد".

 

اما المواطن منور سبيتان، فسخر من حرص السلطة على الاعلان بشكل مبالغ فيه عن ملاحقة بعض الموظفين المرتشين، وعلق بالقول: "ههههههههههههه ملوش ظهر مرتشي صغير".

 

اما المواطن ضياء البدوي، فذكر أن هذه الخطوة تأتي من اجل تهدئة الرأي العام الغاضب على السلطة وجرائمها وفادها، وعلق بالقول: "قال يعني، انهم بحاربوا الفساد، عشان الشعب يهدي شوي ويغطيهم فرصه".

 

أما المواطن سعيد خباص، فسخر من التهم الموجهة للموظفين المرتشين، وعلق قائلا: "سارق طفاية سجاير ؟، والا تمويه بس ع شان تقولوا بنحارب الفساد .. طيب مهو الفساد عام وطام واللي ما بشتري بتفرج .. ما شفنا واحد من هالحيتان انسأل ليش ؟".

 

سيف للعقاب

ويحرص رئيس السلطة محمود عباس على متابعة عمل هيئة مكافحة الفساد في السلطة، ليس من أجل تعزيز دورها وحثها على بل الجهد، ولكن من أجل استخدامها كواجهة لتحسين صورته بين الجمهور من جهة، وسيفا يعاقب به مخالفيه من الجهة الأخرى.

 ويستأثر عباس لنفسه بسلطة مطلقة في تعيين وعزل رؤساء الهيئة، رغم أنه من المفترض أن تكون مستقلة عن السلطة التنفيذية حتى تتمكن من ممارسة مهامها بمصداقية واستقلالية في محاسبة الفاسدين.

 

 

إغلاق