الشاهد يحاور السويطي: السلطة تخطط لتصفيتي وأتعرض لتهديدات من زعران حسين الشيخ

الشاهد يحاور السويطي: السلطة تخطط لتصفيتي وأتعرض لتهديدات من زعران حسين الشيخ

الخليل – الشاهد| كشف الناشط الفلسطيني ضد الفساد فايز السويطي أن اثنين من المجموعة التي قامت بتصفية الناشط نزار بنات في 24 يونيو الماضي جنوب الخليل، كلفت أيضا بتصفيته جسدياً.

وأوضح السويطي في حوار حصري مع موقع "الشاهد"، أن الاثنين اعترفا بذلك خلال التحقيق معهما في جريمة اغتيال نزار بنات، مشيراً إلى أن اسمي الاثنين لديه واسم المسؤول الذي كلفهما بتلك "المهمة القذرة".

وأكد الناشط ضد الفساد أنه وصلته تهديدات كثيرة إحداها من ما أسماه بـ"زعران حسين الشيخ" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس هيئة الشؤون المدنية، حيث ذكر المهدِد اسمه بكل وقاحة.

كما تلقى سويطي، الذي ينشط على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات التهديدات من أسماء مستعارة.

وشدد السويطي في حديثه لـ"الشاهد" أنه لم يلتفت لتلك التهديدات لقناعته أنه يسير في طريق يخدم القضية، فـ"كلمة الحق في وجه سلطان جائر من أعظم أنواع الجهاد".

يشار إلى أن سويطي وبنات من سكان بلدة دورا غرب الخليل، ونشطا بشكل لافت في انتقاد فساد السلطة الفلسطينية، وترشحا للانتخابات التشريعية التي أجلها رئيس السلطة محمود عباس إلى أجل غير مسمى.

وأرجع السويطي تفشي الفساد في مؤسسات السلطة إلى عدة أسباب أهمها هو "احتكار كافة السلطات والمؤسسات في يد زمرة حاكمة"، والتي لم تكتف بذلك بل حلت المجلس التشريعي حتى تتصرف بلا رقيب أو حسيب.

ونوه إلى أن هيئة مكافحة الفساد دورها سلبي جداً في محاربة الفساد فهي وجدت لـ"الطبطبة" والدليل أنها لم تحاسب فاسداً واحداً من "الحيتان" على مدى 11 عاماً من تأسيسها.

ولفت الناشط السويطي إلى أن الهيئة مسيسة وليست مستقلة، بدليل تعيين ثلاثة رؤساء لها من الحزب الحاكم، مشيرا إلى أن المواطن ينعتها بـ"هيئة مكافئة الفساد".

وفيما يلي نص الحوار كاملاً

س1/ ما هي أسباب تفشي الفساد في مؤسسات السلطة، وما هو دور هيئة مكافحة الفساد؟

ج/ أهم سبب في تفشي الفساد هو احتكار كافة السلطات والمؤسسات في يد زمرة حاكمة، والتي لم تكتف بذلك بل حلت المجلس التشريعي حتى تتصرف بلا رقيب أو حسيب، بحيث تنطبق عليهم مقولة السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.

هيئة مكافحة الفساد دورها سلبي جداً في محاربة الفساد فهي وجدت للطبطبة والدليل أنها لم تحاسب فاسداً واحداً من الحيتان على مدى 11 عاماً من تأسيسها، لدرجة أن المواطن ينعتها بهيئة مكافئة الفساد، وتعيين 3 رؤساء للهيئة من الحزب الحاكم يؤكد أن الهيئة مسيسة.

س2/ باعتقادك لماذا أجلت السلطة الانتخابات وهل يمكن أن تجري في المستقبل القريب؟

ج/ أجلت السلطة الانتخابات لعلمها المسبق بخسارتها، خاصةً بعد أن تشظت حركة فتح إلى ستة قوائم 3 منها رئيسية، و3 فرعية.. وستماطل السلطة في إجراء الانتخابات إلى أجل غير مسمى، إلا إذا رضخت لإرادة المواطن من خلال تصاعد الهبة الشعبية المطالبة بإجرائها.

س3/ ما علاقة السلطة بفوضى السلاح المنتشر بالضفة؟ وهل تقوم بجهد حقيقي لضبطه وتوفير الأمن للمواطن؟

ج3/ السلطة عاجزة عن توفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني بدليل استمرار عمليات القتل وانتشار السلاح "الفالت"، لا توجد إرادة لدى السلطة لجمع السلاح، وهنا يتساءل المواطن كيف تستطيع السلطة جمع سلاح المقاومة الشريف ولا تستطيع جمع سلاح العشائر وروابط القرى؟، وهذا يجرنا إلى مربع آخر نستنتج من خلاله أن الاحتلال معني ببقاء الوضع على حاله من خلال التنسيق الأمني ورضا بعض المتنفذين في السلطة.

س4/ لماذا تجاهر بعض قيادات فتح والمقربين من رئيس السلطة محمود عباس باللقاءات التطبيعية؟

ح4/ التطبيع مع الاحتلال مرفوض شعبياً بل يعتبر خيانة إلا أن متنفذين بالسلطة يجاهرون به وللأسف لقاءات السلطة مع المجتمع الإسرائيلي أكثر من لقاءاتها مع المجتمع الفلسطيني، وهنا نستنتج أن متنفذين في السلطة مجبرين على استمرار هذه اللقاءات مقابل خدمات أخرى تكفل لهم البقاء في الكرسي مدة أطول.

س5/ لماذا تهرول أمريكا والاحتلال لدعم السلطة وعباس في هذا الوقت تحديداً؟

ج/ هذه السلطة وخاصة فترة تسلم أبو مازن للرئاسة جاءت بدعم ومباركة أمريكية واحتلالية أيضا، بحيث جعلت من الاحتلال "الأرخص في العالم"، واعتبرت التنسيق الأمني المدنس "مقدساً" من وجهة نظرها.

السلطة تقدم خدمات للاحتلال وأمريكا أضعاف ما تقدم لشعبها، لذلك أمريكا والاحتلال معنيين بدعمها وبقاءها خدمة لأجنداتهم.

س6/ بخصوص تعيينات عظام الرقبة.. كيف تختار وتعين السلطة الأشخاص في المناصب الرسمية؟

ج/ تعيينات عظام الرقبة مستمرة منذ أكثر من عقدين، وازدادت أكثر بعد حل المجلس التشريعي، وتسييس القضاء والرقابة والإعلام، بحيث يتقاسم المتنفذون الكعكة سواء في التعينات أو الترقيات أو المنح أو البعثات أو امتيازات أخرى، ولن تتوقف إلا بوجود سلطة منتخبة وفصل بين السلطات وهيئة مكافحة فساد مستقلة ومهنية.

س7/ باعتقادك لماذا لم تنشر لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة في اغتيال الناشط نزار بنات نتائج تحقيقها حتى اليوم؟

ج/ نتائج التحقيق في اغتيال نزار بنات ستتأخر ولو أعلنت لن تكشف الحقيقة، لأن المطلوب هو كشف ومحاسبة المخططين للجريمة وليس المنفذين فقط، وقد تعودنا سابقاً الحكم على لجان التحقيق التي تشكلها السلطة حيث أنها صورية وشكلية والنتائج إما توضع على الرف أو لا تعلن بتاتاً كما حصل في نتائج التحقيق في تسريب عقارات آل جودة في القدس واغتيال ياسر عرفات.

س8/ هل بالفعل اعترف بعض من تم التحقيق معهم من عناصر جهاز الوقائي أن لديهم تعليمات بتصفيتك؟

نعم، وردتنا معلومات من مصادر موثوقة أن اثنان من المتهمين في جريمة اغتيال نزار بنات اعترفوا في التحقيق، وأنهم وكلوا بمهام تصفية آخرين منهم المهندس فايز السويطي ونحتفظ بالأسماء لحين الضرورة، واسم المسؤول الذي كلفهما بتلك المهمة التي وصفها بـ"القذرة".

س9/ لماذا تمتنع السلطة عن نشر نتائج التحقيق في صفقة اللقاحات الفاسدة؟ ومن هي أبرز الشخصيات المتورطة بالقضية؟

ج9/ اللقاحات الفاسدة شكلت السلطة لجنة للتحقيق بها وأعلنت نتائج على استحياء فقد طالبت اللجنة بمحاسبة المتورطين لكن لم تذكر أسماءهم وهذا يدل على الطبطبة فلم نسمع عن محاسبة أحد حتى الآن، الشخصيات المتورطة في القضية قد تكون من العيار الثقيل الذي لا يمكن محاسبته، وقد تردد اسم ابن الرئيس وحسين الشيخ.

س10/ هل لديكم قضية حصرية ولم تنشر عن ملفات الفساد في السلطة يمكن أن تطلعنا عليها في هذا الحوار؟

ج/ لدي أرشيف كبير لملفات فساد يرسلها أصدقاء ومؤيدين كثر، أنشر بعضها وأحتفظ بالباقي لوقت الضرورة.. أتجنب نشر ملفات تتعلق بالشرف أو قد تهدد السلم الأهلي، لكن سأطلعكم على قضية فساد متواطئ بها كل من النائب العام وهيئة مكافحة الفساد ولجنة الانتخابات المركزية ووزارة الحكم المحلي، تتعلق بتزييف انتخابات بلدية السموع وتورط تنظيم فتح بها والتستر عليها والضغط على كل المؤسسات لتجاهلها، ولدينا أوراق ووثائق كثيرة تتعلق بالموضوع.

س11/ ما هي النتائج التي حققتها من خلال نشرك لقضايا الفساد في مؤسسات السلطة؟

ج/ محاربة الفساد في فلسطين أشبه بالنحت في الصخر أو الغرف من البحر، فعندما يتحكم الفاسدون في كل مفاصل الدولة، وخاصة المال والأمن والإعلام تجد صعوبات جمة في محاربتهم.

ومع ذلك استطعنا تنوير الشارع وزيادة وعيه من مخاطر الفساد الذي يدفع الغلابا ثمنه، وقد كسر المواطن حاجز الخوف وبدأ بفعاليات سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو ميدانياً للتعبير عن غضبه وسخطه ورفع سقف النقد والتحدي للسلطة الفاسدة التي وصلت شعبيتها للحضيض بفعل وعي المواطن ونقده، وهذا أحد أسباب تهرب السلطة من إجراء الانتخابات.

س12/ اغتيل نزار بنات بسبب فضحه للفساد في السلطة ألا تخشى المصير ذاته؟

ج/ بالنسبة لي أنا أعلنت عن نفسي مشروع شهادة قبل عشرة أعوام لعلمي المسبق أن محاربة الفساد لا تقل صعوبة عن محاربة الاحتلال إن لم تكن أولى.

وبالرغم من اعتقالي 4 مرات واستدعائي تسع مرات وتهكير سبع صفحات على الفيسبوك ورفع سبع قضايا ضدي بحجة التشهير وقدح المقامات، تعرضت أيضا إلى تهديدات بالقتل والتصفية أكثر من مرة، الأولى كانت على يد زعران حسين الشيخ، إلا أن عزيمتي لا تلين بل يزداد إصراري أكثر على محاربة الفساد لأن البلد إلنا مش إلهم.

س13/ هل وصلتك تهديدات جدية بالقتل بسبب نشرك المستمر لملفات الفساد في مؤسسات السلطة؟

ج/ نعم وصلتني تهديدات كثيرة كما أسلفت إحداها من زعران حسين الشيخ حيث ذكر المهدد اسمه بكل وقاحة وعشرات التهديدات من أسماء مستعارة لم ألتفت لها لقناعتي أني أسير في طريق يخدم القضية، واعتبر كلمة حق في وجه سلطان جائر من أعظم أنواع الجهاد، ولن نلين أو نستكين ما بقي فاسد واحد على ثرى فلسطين الطاهرة.

إغلاق