طولكرم.. أزمة الكهرباء تحاصر المواطن في رزقه وبيته

طولكرم.. أزمة الكهرباء تحاصر المواطن في رزقه وبيته

رام الله – الشاهد| مع تصاعد أزمة في الكهرباء في محافظة طولكرم، يقع المواطن فريسة الحياة الصعبة والأضرار اليومية في مصدر رزقه نتيجة توقف العديد من المصالح التجارية، وحينما يرجع المواطن إلى بيته تحاصره الكهرباء المقطوعة عبر تعطل الأجهزة المنزلية وقضاء ساعات اليوم في ظل حرارة فصل الصيف.

 

هذه المعاناة دفعت منسق فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم فيصل سلامة، لاتهام سلطة الطاقة بعدم العمل جديا وبشكل حقيقي من أجل ايجاد حلول لمشكلة الكهرباء التي تعاني منها المحافظة منذ 12 عاما.

 

وأكد في تصريحات صحية اليوم الاحد، أن مشكلة الكهرباء تكمن في سلطة الطاقة التي لا تقوم بدورها وواجبها الخدماتي تجاه المواطنين، ومن له علاقة في التنسيق من خلال مكتب الشؤون المدنية.

 

وأشار الى أن أزمة الكهرباء قديمة جديدة والمعاناة من ضعف التيار الكهربائي مستمرة منذ (12) عاماً صيفاً وشتاءً وبشكل يومي، لافتا الى أن كافة تفاصيل المعاناة اليومية موجودة لدى الحكومة والجهات المعنية.

 

وأضح أن انقطاع التيار يستمر يومياً من ساعة لساعتين وقد يمتد لساعات، مشيرا الى أن المحافظة بحاجة لزيادة قدرة التيار الكهربائي من 40 إلى 50 ميجاواط وذلك في ظل التوسع العمراني وإنشاء مشاريع متنوعة.

 

حلول جزئية

ونوه إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد أي حلول ولو جزئية بزيادة مبدئية بقيمة 10ميجاواط أو 20 ميجاواط تحد من المشكلة لعامين قادمين، وبالفعل قامت سلطة الطاقة سابقاً بتزويد طولكرم بخمسة ميجاواط وبعد فترة بثلاثة ونصف ميجاواط ولكن الكثافة السكانية زادت وأصبحوا بحاجة للمزيد.

 

 وفيما يخص الاعتصامات التي ستقام في 23 آب/ أغسطس بيّن سلامة أنهم قدموا بعض المقترحات والحلول ويسعون بكل الطرق لحل مشكلة الكهرباء، وهناك هروب رأسمالي اقتصادي في طولكرم وتكلفة باهظة لكل أهالي المحافظة من تلف الأجهزة الكهربائية بمختلف أنواعها".

 

وأشار إلى أنهم لا يتحدثون عن موجة حر فقط بل عن رطوبة البحر القاتلة للمحافظة، وكثير من المعيقات التي يعاني منها المواطن فهم بحاجة ماسة للكهرباء في ظلها.

 

وطالب سلامة سلطة الطاقة والحكم المحلي بتحمل مسؤوليتهم في عملية تزويد الطاقة، من اجل تقديم خدمة أفضل للمواطن الفلسطيني لتعزز هويته الفلسطينية وانتماءه في وطنه، لافتا الى أن جميع الجهات هي جسم واحد ومسؤولة من أجل تقديم خدمات حقيقية للمواطنين سواءً في سلطة الطاقة والحكم المحلي.

 

تجاهل للمعاناة

وكان نائب رئيس بلدية طولكرم المستقيل سهيل سلمان، أكد أن حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية تعاملت باستخفاف وتجاهل لمعاناة المواطنين مع أزمة الكهرباء في المحافظة.

وذكر أن هذا السلوك من حكومة اشتية هو ما دفعه لتقديم استقالته من منصبه، مشيرا الى أن الازمة تتفاقم يوميا والحكومة فقط تعطي وعودات متكررة دون أن تنفذ منها شيئا حتى أصبحت طولكرم تعيش في ظلام دامس.

 

 

وعود كاذبة

وكان سلمان، قدم استقالته من منصبه في بلدية طولكرم، وذلك احتجاجاً على استمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في المحافظة منذ سنوات وغياب أي حل جذري للمشكلة.

 

وقال في رسالة الاستقالة: "اهلي الاحبة في مدينة طولكرم وضواحيها ومخيماتها..  اسمحوا لي بداية أن أتقدم بالاعتذار منكم جميعا عن الالم والخسارة التي تسببت لكم بسبب عدم نجاحنا في المجلس البلدي من حل مشكلة الكهرباء مما حول مدينتنا بحاراتها وضواحيها ومخيماتها إلى مدينة اشباح".

وأضاف: "سمعنا مثلكم عشرات الوعود الكاذبة من حكومتنا الموقرة ومن سلطة الطاقة ووزارة الحكم المحلي وغيرها .. طوال الوقت كانوا يعطونا ابر تخدير وهم بيدهم الحل".

 

وختم بالقول: "لا يمكن ان نكون جزء من سياسة تهدف إلى ترحيل الناس .. لذا اسمحوا لي أن أعتذر منكم فردا فردا وأن أتقدم باستقالتي من عضوية المجلس البلدي في مدينتي التي أحببت ..مدينة طولكرم الشامخة بابنائها .. فإنني بذات الوقت استميحكم عذرا إذا كنت عن غير قصد قصرت باي أحد منكم .. واعتذر ايضا من زملائي في المجلس البلدي الذي سُعدت بالعمل معهم …  والله من وراء القصد".

 

 أزمة خانقة

وتعاني طولكرم من أزمة كهرباء خانقة ومتواصلة منذ سنوات، يرى مطلعون أنها نتيجة لعدة أسباب رئيسية أهمها فساد بلدية طولكرم وتغول تنظيم حركة فتح عليها.

 

وتحدث موظف سابق في بلدية طولكرم لـ "الشاهد" عن بعض الأسباب الرئيسية التي أدت بالبلدية إلى التدهور ما يسبب معاناة كبيرة وخسائر لطولكرم.

 وأشار إلى اعتراف صريح من رئيس البلدية محمد يعقوب الذي قال في فبراير 2018 إن الواسطة والمحسوبية في كل مكان حتى في بلدية طولكرم التي تجاوزت مديونيتها 170 مليون شيكل.

إغلاق