تقرير استخباراتي إسرائيلي: احتجاجات الضفة تهدد مستقبل السلطة ويجب منع انهيارها

تقرير استخباراتي إسرائيلي: احتجاجات الضفة تهدد مستقبل السلطة ويجب منع انهيارها

رام الله – الشاهد| حذر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، من أن الاحتجاجات  الشعبية في الضفة ضد رئيس السلطة محمود عباس تضع مستقبل السلطة على المحك، مطالبا بفعل كل شيء من أجل عدم الوصول الى سيناريو انهيار السلطة.

 

وأكد المعهد في دراسة نشرها اليوم الثلاثاء، أن انهيار السلطة سيكون بمثابة ضربة قاصمة لأمن الاحتلال، مشيرا الى أن عباس بذل جهدا غير مسبوق على الصعيدين السياسي والأمني من أجل تجرم ومحاربة أي فعل مقاوم ضد الاحتلال قد ينطلق من الضفة.

 

احتجاجات غير مسبوقة

ووصف التقرير موجة الاحتجاجات الحالية في الضفة الغربية ضد السلطة ورئيسها محمود عباس بأنها غير مسبوقة من حيث شدتها ومطالبها، قياسا بموجات احتجاج سابقة، مشددا على وجوب أن تستعد إسرائيل جيدا وأن تنشئ ظروفا تساعد على منع سقوط عباس بسبب المعالجة الأمنية القمعية للاحتجاجات.

 

وحسب التقرير، فإنه بعد ثلاثة أشهر من العدوان الأخير على غزة، فيبدو أن مكانة عباس والسلطة تواصل التدهور، لافتة إلى تزايد الغضب الشعبي وانعدام الثقة بعباس وأجهزته الأمنية، فضلا عن أن الاتهامات السلطة بالفساد تتفاقم وترافقها تعابير ساخرة، كما تتزايد النزاعات العنيفة بين العائلات.

 

وأضاف التقرير أنه "لم يعد الأمر متعلقا بانتقادات تهدف إلى إحداث تغيير في السياسة أو إلغاء قرار كهذا أو ذاك، وإنما هناك ملل، وعدم اكتراث من استمرار وجود السلطة بشكلها الحالي، ووجوب تفككها وإعادة بنائها من جديد على أسس أخرى".

 

وأشار التقرير إلى أن "قرار إلغاء الانتخابات التشريعية، في أبريل الماضي كشف أمام أنظار الجمهور الفلسطيني عدم فائدة السياسة التي يقودها عباس، إلى جانب التنسيق الأمني مع الاحتلال والامتناع عن أي احتكاك مع جنود الاحتلال والمستوطنين.

 

محاربة المقاومة

وأوضح التقرير أن عباس قاد جهدا كبيرا لجعل الكفاح المسلح ضد الاحتلال غير شرعي، فضلا عن وصفه للتنسيق الأمني بأنه ضروري لسيطرة السلطة، وإلغاء المظاهرات الحاشدة تحسبا من تحولها لمواجهات مع الاحتلال.

 

وأكد التقرير أن الجمهور الفلسطيني ينظر الى هذه السياسة على أنها ضعف واستسلام، كما أنها تحرر الاحتلال من أي عبء أمني، وتسلب من الفلسطينيين التهديد بعمليات كوسيلة ضغط أساسية على الاحتلال.

 

وقال إن الاحتجاجات ضد عباس تبدو مستمرة، ويتم تغذيتها بواسطة أعمال فاشلة تنفذها أجهزة أمن السلطة كاغتيال الناشط نزار بنات، لافتا الى أن تزايد الاحتكاك بين الفلسطينيين والاحتلال، ينطوي على قدر من التحدي والاحتجاج تجاه السلطة الفلسطينية.

 

تقوية السلطة

وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ويليام بيرنز، نفذ زيارة المنطقة، قبل اسابيع، بهدف تقوية موقف السلطة وتعزيزها أمنيا إثر الهزات الشديدة التي تعرضت لها، بعد العدوان على غزة وتورط عناصرها في جريمة اغتيال المعارض السياسي نزار بنات.

 

ونقلت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية، عن مسئول فلسطيني، قوله إن زيارة بيرنز تظهر أن إدارة بايدن جادة في إعادة علاقات واشنطن مع الفلسطينيين وتعزيز القيادة الفلسطينية في عهد عباس.

 

عباس الضعيف

وكان خبير إسرائيلي، توقع أن تزداد خطورة الوضع المتردي الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية، بعد ضعف مكانة رئيسها محمود عباس.

 وذكر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، آفي يسسخروف، في مقال نشر بـ"معاريف" العبرية، إن هناك حديثا متواصلا حاليا حول استقرار السلطة الفلسطينية، ويشير الكثير من الخبراء والمحللين إلى ضعف دراماتيكي في مكانة عباس بين الجمهور؛ خاصة بعد قتل "خاشقجي فلسطين"، المعارض نزار بنات من الخليل على يد عناصر أمن السلطة.

 

وأشار إلى أنه بعد قتل بنات "تجري منذ ذلك الحين مظاهرات واحتجاجات ضد عباس"، لافتا الى أنه مع هذا الأمر، تعاني السلطة من وضع اقتصادي صعب ومتفاقم، يجعلها "تقف على شفا الانهيار".

 

وأوضح يسسخروف، أن حركة فتح وأجهزة أمن السلطة تواصل السيطرة على الوضع، حتى وإن كان جزئيا، كما أن الوضع الاقتصادي والسياسي للسلطة تمر بأزمة تتشكل من عدة عناصر؛ مثل ضعف جباية الضرائب بسبب كورونا، وتوقف المساعدات العربية وخاصة من الخليج، وأيضا توقف الدعم الأوروبي للميزانية وللبنى التحتية.

إغلاق