محمد اشتية.. جندي على الحاجز يضعه في حجمه الحقيقي

محمد اشتية.. جندي على الحاجز يضعه في حجمه الحقيقي

رام الله – الشاهد| في مشهد سوريالي يعيد للأذهان حقيقة وهم السلطة والسيطرة التي يقرع بها المسئولون آذان المواطنين بمناسبة وبغير مناسبة، قامت دورية صغيرة من جيش الاحتلال بإيقاف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله وعرقلة دخول الى مدينة جنين لعدة ساعات.

 

اشتية الذي اضطر للانتظار في الشارع حتى يسمح له جندي برتبة صغيرة بالدخول الى جنين، هو ذاته الذي يتسلح بالأجهزة الأمنية ويستقوي بها على المواطنين، لكنه يقف عاجزا صغيرا أمام جندي اسرائيلي اختار أن يضع اشتية في حجمه الحقيقي بعيدا عن البهرجة الزائفة والسلطة الوهمية.

 

لكن المضحك في الأمر هو تسابق المسئولين في السلطة للتنديد بهذا المنع والعرقلة، وكأن اشتية يريد الدخول الى بلد آخر غير الذي يقع تحت سلطته، ويخرج الناطق باسم الحكومة ابراهيم ملحم ليندد بالموقف الاسرائيلي، ويسارع محافظ جنين أكرم الرجوب ليتهم الاحتلال بالتعرض للمشروع للوطني المتمثل في اشتية.

وتفاعل المواطنون مع خير منع اشتية من الدخول لجنين، ورأوا في ذلك فرصة لكي يجرب اشتية معاناة المواطنين اليومية مع الحواجز، متسائلين عن جدوى التنسيق الامني المقدس كما وصفه رئيس السلطة محمود عباس، فإذا لم ينفع التنسيق لمثل هذه المواقف، فما حاجة السلطة به سوى لخدمة أمن الاحتلال.

 

وكتب المواطن شيبوب قبها، ساخرا مما حدث مع اشتية، موجها سؤاله لرئيس لحكومة حول كونه مشمولا بالتنسيق أم لا، وعلق قائلا: "بجوز مش عامل تنسيق للدخول.. اسأل التنسيق المقدس".

 

اما المواطنة أمل قنديل، فأكدت أن ما حدث هو أمر طبيعي، حيث زالت الفروقات بين اشتية وبقية المواطنين، الذين يقفون ويما على الحواجز مرتهنين لمزاج الجندي الاسرائيلي، وعلقت بالقول: "عشان تقتنعوووو أنه احنا ببلد كلنا واحد ما في فرق".

 

اما المواطن وسيم عوايصة، فسخر من المهلة التي وضعها رئيس السلطة محمود عباس للاحتلال لكي ينهي احتلاله في غضون عام، وعلق قائلا: "بدهم يستغلو قبل ما تخلص المهلة(السنة) الي حطها الرئيس".

 

أما المواطن محمد صبح، فتهكم على تشدق قادة السلطة بانهم يقفون في وجه الاحتلال، وهم في الحقيقة أقل وأضعف من ذلكن وعلق قائلا: "زغرتي ينشراح وعاملينلي فيها دولة وسلطة افضحو خواتهم خلينا مرة نحس انكم زلام ولا اسد علي نعامة امام الاحتلال".

 

أما المواطن عقيل فقيه، فعلق ساخرا على ما حدث بدعوة اشتية الى التوجه للمحاكم الدولية لتقديم شكوى ضد الاحتلال، وعلق قائلا: "خلينا نندد ونشكي للمحاكم الدولية هاد الشي ما بنسكت عليه".

 

تعود الإهانة

وكان اشتية قد ظهر بشكل مهين خلال زيارته للخليل قبل ايام، حينما عبر من خلال البوابات الحديدية الضيقة المعروفة باسم الحلابات أو المعاطات، وهو امر أثار سخرية المواطنين وتساؤلاتهم حول رد فعله على هذا الاذلال، وذكروا اشتية بتصريحه الشهير: "بدكوا سيادة أكتر ولا فلوس أكتر".

اشتية حاول من خلال نشر تلك الصورة الحصول على تعاطف الشعب ويقول لهم أنه ذاق المعاناة التي يذوقونها يومياً، إلا أن تعليقات المواطنين جاءت صاعقة في الرد عليه.

إغلاق