عباس يناقض نفسه مجدداً ويصر على استخدام القدس ذريعة للتهرب من الانتخابات

عباس يناقض نفسه مجدداً ويصر على استخدام القدس ذريعة للتهرب من الانتخابات

الضفة الغربية – الشاهد| موقف جديد يكشف تناقص حركة فتح ورئيسها بشأن الانتخابات الفلسطينية، فقد أعلن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس مساء اليوم الثلاثاء، أن الانتخابات ستقعد في حال موافقة الاحتلال على إجرائها في مدينة القدس.

وقال عباس: "إذا لم تقبل إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس فلن يكون هناك انتخابات، لأننا على غير استعداد أن نركض وراء ترامب ومشاريع ترامب الذي قرر وحده أن تكون القدس موحدة وعاصمة لدولة إسرائيل".

تصريحات عباس جاءت خلال افتتاح المقر العام الجديد للجنة الانتخابات المركزية، في مدينة البيرة، مساء اليوم الثلاثاء، وهي تصريحات تفضح ذلك الموقف، إذ أقرت حكومة اشتية الانتخابات المحلية المجزأة في مناطق ج فقط وقبلت استثناء مدينة القدس من الانتخابات.

وسبق أن اتخذت عباس من القدس ذريعةً لإلغاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في مايو الماضي، وذلك بعد تأكده من خسارة حركته لتلك الانتخابات بعد حالة التشرذم التي تضرب الحركة والتي قد تقدم للمشاركة في تلك الانتخابات قبل إلغاؤها بثلاث قوائم متصارعة.

خسارة مبكرة لفتح

إقرار فتح لإجراء الانتخابات المحلية المجزأة في مناطق ج جاء بعد اعتقادها أنها ستفوز بتلك الانتخابات بعد رفض الفصائل للمشاركة فيها، إلا أن الأرقام الرسمية الصادرة عن لجنة الانتخابات أثبت الخسارة المبكرة للحركة فيها.

وتشير المعلومات التي نشرتها لجنة الانتخابات صباح أمس الأحد، أن 162هيئة محلية ترشحت لها قائمة واحدة فقط؛ وفي 47 هيئة محلية لم تترشح أي قائمة، وفي هيئتين ترشحت قائمة واحدة عدد مرشحي كل منهما أقل من عدد مقاعد مجلس الهيئة، و165 هيئة أخرى ترشحت أكثر من قائمة انتخابية.

كما وتشير تلك الأرقام أن 207 مجالس بلدية وقرية ستفوز بالتزكية إن تعدت مرحلة الطعون والتي ستكون خلال الفترة من 7-9/11/2021، كون أن تلك القوائم لا تواجه منافسين، فيما تبقى باقي المنافسة في باقي المجالس البلدية والقروية بمثابة مسرحية كون حركة فتح أجبرت بعض القوائم على الترشح لتظهر وكأن هناك منافسة.

فيما أكدت خارطة المرشحين والقوائم التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات المحلية أمس، خسارة مدوية لحركة فتح في الانتخابات القروية المزمع عقدها في 11/12/2021.

ومن بين 166 مجلساً قروياً سيشهد تنافساً بين أكثر من قائمة استطاعت فتح "تيار محمود عباس" تقديم قائمة لها باسم "كتلة البناء والتحرير" في 90 قرية فقط.

تلاعب وخداع

وأجبرت عائلات بلدة صانور جنوب شرق جنين حركة فتح على سحب قائمتها الانتخابية، وذلك بعد إخلال الحركة بالتوافق الذي تم من قبل العائلات على الأسماء التي سيتم ترشيحها في الانتخابات المحلية المجزأة.

وذكرت مصادر محلية أن حركة فتح في البلدة شكلوا قائمة من كل العائلات بعد التوافق عليها، وعند التسجيل قامت فتح بالتلاعب في الأسماء وتغيير ترتيبها وكذلك سحب إضافة أسماء، وهو الأمر الذي أثار غضب العائلات.

وأشارت المصادر أن العائلات طلب من حركة فتح سحب القائمة بشكل فوري، وعدم خوض الانتخابات وإلا سيكون لها رأي آخر إن رفضت فتح سحب القائمة، وهو الأمر الذي تم وقدمت فتح طلباً رسمياً للجنة الانتخابات بسحب القائمة.

سحب فتح للقائمة يضعف مجدداً فرصها في الفوز بتلك الانتخابات، التي كانت تعتقد عند إقرارها من قبل حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، أنها ستكسبها بكل سهولة.

نتائج ستكون صادمة

ورأى مرشح قائمة طفح الكيل الانتخابية فخري جرادات، أن نتائج الانتخابات المحلية المجزأة في مناطق ج ستكون مخيبة لآمال مقر المقاطعة في رام الله، ولن تشهد مشاركة من قبل المواطنين جراء حالة العزوف عن التسجيل لتلك الانتخابات.

وأوضح جردات في تصريحات صحفية صباح الخميس الماضي، أن هدف السلطة من إجراء تلك الانتخابات هو إعطاء صورة للعالم أنها حريصة على الديمقراطية، مشيراً إلى أن نتائج تلك الانتخابات محسوماً مسبقاً وذلك بعد استدعاء أجهزة السلطة لشخصيات في مناطق ج وإجبارها على الترشح للانتخابات ليظهر الأمر وكأن هناك منافسة انتخابية.

وشدد على أن الانتخابات ونتائجها ستكون أكبر خديعة للسلطة، معتبراً أن الأولى من إجراء انتخابات مجزأة هو إلغاء المرسوم الرئاسي لمحمود عباس والذي أجل من خلاله الانتخابات العامة في مايو الماضي.

من جانبه، ذكر عضو التجمع الوطني الديمقراطي الفلسطيني عمر عساف أن إجراء الانتخابات القروية بصورة مجزأة تعد خطوة انتقائية، وتلاعباً واضحاً وقوبلت برفض شعبي وفصائلي واسع.

ورأى عساف أنه حين تجري الانتخابات في البلديات الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة ستتراجع السلطة وحركة فتح عن إجرائها لقناعتها أنها ستخسرها ولن تحقق أي نتائج مرضية.

وطالب عساف الشارع الفلسطيني والفصائل للتحرك من أجل الضغط على عباس لإجراء انتخابات شاملة، ووضع حد للحالة الموجودة الآن من تفرد حزب واحد في جميع مفاصل السلطة.

تراجع شعبية فتح

وأظهرت العديد من استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في ثقة الشارع الفلسطيني بحركة فتح وزعيمها محمود عباس، حيث رأى 14% من المشاركين في الاستبيان إن حركة فتح بزعامة عباس هي الأكثر جدارة بقيادة وتمثيل الشعب الفلسطيني، بينما رأى نحو 53% من نسبة المستطلعين أن حماس هي الأكثر جدارة بقيادة وتمثيل الشعب الفلسطيني.

وأشار الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى تراجع الدعم لرئيس السلطة محمود عباس، رغم أنه يعتبر على المستوى الدولي "شريكا في إعادة إحياء عملية السلام التي وصلت لطريق مسدود منذ زمن طويل".

إغلاق