خبير اسرائيلي: الانهيار التدريجي لأمن السلطة يضعنا في أزمة كبيرة

خبير اسرائيلي: الانهيار التدريجي لأمن السلطة يضعنا في أزمة كبيرة

رام الله – الشاهد| يبدو أن تسارع الأحداث في مخيم جنين وخاصة بعد ظهور المسلحين في فعاليات وطنية مؤخرا، قد فتح بات التكهن لدى الاحتلال بإمكانية فقدان السلطة للوضع في المخيم والضفة بشكل عام، فضلا عن تراجع ثقة وشعبية السلطة وأجهزتها الأمنية بشكل كبير.

 

وكتب الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور، أنه "لا يوجد مؤشر على شيء محدد قد تشهده الضفة، لكن إذا كان الأمر كذلك فعلا، فسوف يكون محبطا، رغم أن مزيجا من مجموعة متنوعة من المؤشرات، ونظرة رصينة للمستقبل، تظهر أن المنطقة تواجه التغيير، وليس بالضرورة للأفضل، ناقلا عن قائد الفرقة المنتهية ولايته العميد يانيف آلوف، أننا "على أعتاب عهد جديد تتم كتابة مقدمته هذه الأيام".

 

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، بأن هذا التقدير المتشائم يرتبط بالحدث الدراماتيكي من وجهة النظر الإسرائيلية، والمتمثل بالخسارة المستمرة لحكم السلطة الفلسطينية في الضفة.

 

وأشار الى أن هذه الخسارة تتمثل في تراجع القبضة الأمنية من خلال ازدياد الجرائم، بما في ذلك تجارة المخدرات والسلاح، وانخفاض في عدد الاعتقالات لأعضاء حماس من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، والنتيجة أن العناصر المعادية على الأرض باتت ترفع رؤوسها في الضفة.

 

وأشار الى أن الاحتلال يتابع ما يجري وخاصة ما شهدته شمال الضفة مؤخرا، حين تحولت جنازة القيادي في حماس وصفي قبها إلى تظاهرة حاشدة للحركة، وشملت رفع الأعلام والأسلحة، وهو ما يعني تحديا للسلطة، بالتزامن مع احتفال محمود عباس بعيد ميلاده الـ86.

 

وأكد أن الإسرائيليون منشغلون حاليا بمستقبل السلطة التي يصفونها بأنها تعيش في مرحلة الضباب، بزعم أن حماس "تقضم" رصيدها بين الفلسطينيين، نتيجة التنافس الذي تحياه ذات السلطة على وراثة عباس.

 

وذكر أن عجلة القيادة والاستقرار في الضفة مخصصان للجيش وجهاز الأمن العام، وليس المستوى السياسي، لأنهما من يحافظان على الأمن، ويضمنان الهدوء النسبي على الأرض، خشية عودة العمليات المسلحة.

 

وقال إن حكومة الاحتلال لا تخفي مطالبها لمحافلها الأمنية والعسكرية بإبقاء السلطة الفلسطينية حية في المستقبل، لمنع من تصفهم بأعدائهما المشتركين من السيطرة على الضفة، والحيلولة دون تكرار سيناريو سيطرة حماس على غزة قبل عقد ونصف.

 

وأفاد أنه من أجل هذا الغرض التقى رونين بار رئيس "الشاباك" الجديد مؤخرا مع محمود عباس في رام الله، وقبله التقى رئيس مجلس الأمن القومي آيال خولتا في القاهرة مع نظيره المصري عباس كامل.

 

وشدد على أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية لا تتردد في الاعتراف بأن التنسيق الأمني مع السلطة أنقذ الكثير من أرواح الإسرائيليين من هجمات المقاومة، مشيرا الى أن أي ضعف يصيب المنظومة الأمنية الفلسطينية، يشكل خبرا سيئا للسلطة الفلسطينية، ولإسرائيل أيضا، ويضع عبئا إضافيا على الشاباك الذي يقود جهود مكافحة العمليات المسلحة.

 

جنازة قبها

وكانت القناة 12 العبرية، كشفت عن أن جنازة وزير الأسرى السابق والقيادي في حركة حماس وصفي قبها في جنين، قبل أيام أغضب رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.

وأوضحت القناة أن ما حدث في الجنازة أذهل عباس وجهاز الأمن الإسرائيلي وذلك بعد ظهور مسلحين ملثمين من حركة حماس في الجنازة دون خوف من السلطة أو جيش الاحتلال، ناهيك عن الحشود الضخمة من عناصر حماس التي شاركت في الجنازة.

 

وأشارت إلى أن ما جرى دفع عباس لإعفاء قادة بعض الأجهزة الأمنية من مناصبهم ونقل آخرين من أماكنهم، فيما كشفت مصادر خاصة لموقع الشاهد أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإجراء حملة تنقلات وإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية في جنين، جاء بطلب من الاحتلال على خلفية "ضعف القبضة الأمنية في المحافظة وتنامي المظاهر المسلحة".

 

وأشارت المصادر الى أن الاحتلال يخشى من تنامي المقاومة المسلحة في جنين بشكل كبير.

 

توتر مستمر

وشهد مخيم جنين الليلة الماضية، اندلاع مواجهات واسعة عقب اقتحام وحدات من أجهزة السلطة مخيم جنين، حيث أصيب شاب واعتقل آخر.

 

وذكرت مصادر محلية أن عناصر الأجهزة الأمنية انتشروا في محيط المخيم بلباس مدني قبل أن يتطور الوضع إلى مواجهات واشتباكات مسلحة بين مسلحين من المخيم وقوى الأمن التي حضرت بأعداد كبيرة، بينما ذكرت بعض المصادر أن الاقتحام كان يهدف لاعتقال أحد عناصر حماس ويدعى سامي الرخ.

https://www.facebook.com/shahedcc2/posts/259152609589106

وبحسب مواطنين فقد رشق عشرات الشبان أيضا دوريات الأمن بالحجارة والتي أطلقت القنابل المسيلة للدموع.

 

وأفاد شهود عيان أن أجهزة السلطة حاصرت منزل شامي الشامي النائب بالمجلس التشريعي والقيادي في تيار محمد دحلان.

 

وشهدت جنين ومخيمها عدة حوادث امنية تمثلت في اشتباكات مسلحة بين المسلحين وتلك الأجهزة، حيث يأتي هذا الحادث تكرارا لحوادث مماثلة خلال الايام الماضية وسط توتر كبير تعيشه المدينة والمخيم بسبب قام أجهزة السلطة بشن حملة اعتقالات واسعة ضد النشطاء والمطاردين.

 

إغلاق