عباس ينفذ مطالب رئيس الشاباك الجديد والبداية من جنين

عباس ينفذ مطالب رئيس الشاباك الجديد والبداية من جنين

الضفة الغربية – الشاهد| ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطة وأجهزتها الأمنية في جنين تأتي بهدف إعادة حكمها إلى المدينة ومخيمها والقرى التابعة لها، وذلك في ظل تصاعد قوة المقاومة الفلسطينية فيها.

وقال الصحفي أليؤور ليفي مساء اليوم السبت، إن ما تقوم به السلطة من عملية واسعة في جنين من المتوقع أن تستمر لأسابيع، بهدف إعادة حكمها هناك.

وذكرت القناة 12 العبرية أن اللقاء الذي جمع بين رئيس جهاز الشاباك الجديد رونين بار ورئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في رام الله قبل أيام جاء لتحقيق مطالب عدة تطالب بها إسرائيل.

وأوضح المراسل العسكري للقناة نير دفوري أن تلك المطالب تتمثل في ضبط السلطة الأوضاع الأمنية في جنين والخليل، وذلك بعد ظهور مسلحين من الجناح المسلح لحركة حماس مؤخراً في جنازة القيادي في الحركة وصفي قبها بجنين.

ووصف دفوري أن اللقاء الذي جمع بين الطرفين كان إيجابياً جداً، وطالب خلاله بار من عباس تعميق التنسيق الأمني وإعادة السيطرة على جنين والخليل.

اقتحام المخيم

وحاولت أجهزة السلطة الليلة الماضية اقتحام مخيم جنين بحجة اعتقال أحد المطلوبين من تيار محمد دحلان، والمتهم بجريمة قتل، وذكرت مصادر خاصة للشاهد في المخيم، أن أجهزة السلطة اختارت دخول المخيم بالآليات المصفحة بحجة اعتقال سامي الرخ، ابن هشام الرخ الذي قتل عام 2012 إثر خلاف على تجارة السلاح مع مازن الغزاوي.

وكان هشام الرخ يشغل حينها منصب نائب مدير جهاز الأمن الوقائي في المحافظة، ورئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، عندما قتل بالرصاص في حي الجابريات.

ورغم اعتقال الغزاوي حينها، إلا أن سامي الرخ قام بقتل سيدة من عائلة الغزاوي، بحجة الثأر، وأصيب لاحقا بالرصاص، وقد اعتقل وتلقى حكماً بالمؤبد لكنه هرب وبقي مطلوبا منذ ذلك الوقت على هذه الخلفية.

وكان شامي الشامي النائب عن فتح في المجلس التشريعي والمقرب من تيار دحلان، تربطه علاقة بالقاتل والقتيل. وتشتبه الأجهزة الأمنية اليوم أن الشامي يوفر الحماية للمطلوب سامي الرخ، لذلك حاصرت المنزل الليلة.

وقالت المصادر إن عنوان الأحداث وإن كان ظاهره اعتقال الرخ، إلا أن الحقيقة أن أجهزة السلطة تريد كسر المخيم، واستباحته، لتتمكن من القضاء على المقاومة، بطلب إسرائيلي.

جنازة وصفي قبها

وعبر الاحتلال عن صدمته من إعادة المقاومة تشكيل خلاياها في جنين، وخاصة في المخيم، كما استشاط عباس غضبا من المشاركة الواسعة للمسلحين والمواطنين في جنازة تشييع القيادي في حماس وصفي قبها في المخيم.

وأعلن عباس فورا تغيير كل قادة الأجهزة الأمنية في جنين، عدا قائد الشرطة، وتكليفهم بمهمة واحدة رئيسية هي القضاء على المقاومة.

يأتي ذلك فيما فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة في المخيم، واصطدم معها عدة مرات مؤخرا، وأعلن تفكيك شبكة مسلحين لحركة حماس.

كما فككت الأجهزة الأمنية شبكة مقاومة مماثلة لحركة الجهاد الإسلامي، في اطار التنسيق الأمني مع الاحتلال. وشنت قوات الاحتلال والسلطة بشكل متناغم حملة واسعة على تجار السلاح، خشية وصول السلاح للمقاومين.

وشهد مخيم جنين الليلة الماضية، اندلاع مواجهات واسعة عقب اقتحام وحدات من أجهزة السلطة مخيم جنين، حيث أصيب شاب واعتقل آخر.

وذكرت مصادر محلية أن عناصر أجهزة السلطة انتشروا في محيط المخيم بلباس مدني قبل أن يتطور الوضع إلى مواجهات واشتباكات مسلحة بين مسلحين من المخيم وقوى الأمن التي حضرت بأعداد كبيرة، بينما ذكرت بعض المصادر أن الاقتحام كان يهدف لاعتقال أحد عناصر حماس ويدعى سامي الرخ.

وبحسب مواطنين فقد رشق عشرات الشبان أيضا دوريات الأمن بالحجارة والتي أطلقت القنابل المسيلة للدموع. وأفاد شهود عيان أن أجهزة السلطة حاصرت منزل شامي الشامي النائب بالمجلس التشريعي والقيادي في تيار محمد دحلان.

وشهدت جنين ومخيمها عدة حوادث امنية تمثلت في اشتباكات مسلحة بين المسلحين وتلك الأجهزة، حيث يأتي هذا الحادث تكرارا لحوادث مماثلة خلال الايام الماضية وسط توتر كبير تعيشه المدينة والمخيم بسبب قام أجهزة السلطة بشن حملة اعتقالات واسعة ضد النشطاء والمطاردين.

جنازة قبها

وكانت القناة 12 العبرية، كشفت عن أن جنازة وزير الأسرى السابق والقيادي في حركة حماس وصفي قبها في جنين، قبل أيام أغضب رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.

وأوضحت القناة أن ما حدث في الجنازة أذهل عباس وجهاز الأمن الإسرائيلي وذلك بعد ظهور مسلحين ملثمين من حركة حماس في الجنازة دون خوف من السلطة أو جيش الاحتلال، ناهيك عن الحشود الضخمة من عناصر حماس التي شاركت في الجنازة.

وأشارت إلى أن ما جرى دفع عباس لإعفاء قادة بعض الأجهزة الأمنية من مناصبهم ونقل آخرين من أماكنهم، فيما كشفت مصادر خاصة لموقع الشاهد أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإجراء حملة تنقلات وإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية في جنين، جاء بطلب من الاحتلال على خلفية "ضعف القبضة الأمنية في المحافظة وتنامي المظاهر المسلحة".

وأشارت المصادر الى أن الاحتلال يخشى من تنامي المقاومة المسلحة في جنين بشكل كبير.

تغيير بعد تقييم إسرائيلي

وأوضحت أن قرار الاعفاء والتدوير لقادة الأجهزة الأمنية كان جزءاً من تقييم الاحتلال لتنامي المقاومة المسلحة في المدينة والمخيم وتصدي المقاومين للاحتلال خلال اقتحاماته المتكررة ما يؤكد تراجع قبضة أجهزة السلطة ويهدد بانتشار المقاومين لباقي المحافظات.

ووفق المصادر فإن قرار عباس سيشمل قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة وهم: مدير الأمن الوقائي العميد مجاهد علاونة، ومدير جهاز المخابرات العامة العميد محمد عبد ربه "أبو نضال"، وقائد جهاز الأمن الوطني، العقيد ركن باسم رشيد، ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية العقيد طالب صلاحات، بينما سيبقي على قائد الشرطة العميد عزام جبارة في منصبه.

وذكرت المصادر أن هذا القرار جاء بعد مشاورات مكثفة عقدتها دوائر الأمن العليا في السلطة مع نظيرتها الاسرائيلية.

وخلصت المشاورات لقرار تغيير قادة الأجهزة واستبدالهم بآخرين من خارج المحافظة لضمان تنفيذهم الدور المنوط بأجهزة السلطة الأمنية "التنسيق الامني وقمع المقاومة" دون خوف من أي حسابات تنظيمية أو عائلية.

إغلاق