وقفة احتجاجية برام الله.. عساف: السلطة تحاول مرمطة النشطاء بالمحاكم

وقفة احتجاجية برام الله.. عساف: السلطة تحاول مرمطة النشطاء بالمحاكم

الضفة الغربية-الشاهد| قال الناشط السياسي عمر عساف إن أجهزة السلطة والنيابة العامة تتبع سياسة المماطلة والتسويف واستمرار عرض النشطاء على المحاكم محاولة لـ"مرمطة" النشطاء على حساب وقتهم وصولاً إلى تناسي القضايا أو إصدار أحكام بشأنها.

جاء ذلك خلال وقفة للنشطاء أمام مجمع المحاكم برام الله بالتزامن مع عرض 15 من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان على خلفية مشاركتهم في التظاهرات المنددة باغتيال الناشط نزار بنات بالضفة الغربية.

وعبر النشطاء عن رفضهم لسلوك السلطة، رافضين أن يكونوا ضحايا لممارساتها، معتبرين أن القضايا التي يحاكمون عليها تهما باطلة ملفقة.

وأضاف عساف أن "ما يجري هو محاولة للي عنق القضاء واستخدامه بما يتناقض مع مهمته الأساسية بتطبيق القانون والعدالة، وردع أي محاولات من السلطة التنفيذية وأجهزتها الأمنية بتجاوز القانون".

وتابع:" أمضى بعض زملائنا سنوات في محاكمات متشابهة ولا زالت السلطة التنفيذية تماطل في التعامل الجدي معهم، وللأسف يستجيب القضاء لهذه المماطلة والتسويف".

واعتبر عساف أن ما يجري سياسة تحاول من خلالها الأجهزة الأمنية والنيابة العامة اتباعها مع قضايا الرأي وصولا إلى تناسيها أو إصدار أحكام بشأنها، بعد أن تتقادم وتنسى القضية وأسبابها وظروفها.

وأشار على أن أجهزة السلطة اعتدت على النشطاء وأبنائهم وأحفادهم، ووجهت لهم اتهامات خارج القانون، و"نحن ننتظر أن تبت المحكمة ببطلان هذه الاتهامات".

وكانت مجموعة محامون من أجل العدالة، قالت في تصريح صحفي السبت، إنها ستتابع اليوم جلسة المحكمة، مؤكدة أنها ستتابع القضية بما يحفظ حق المدافعين عن حقوق الإنسان، وحقهم في التظاهر وفي حرية الرأي والتعبير.

وأشارت إلى أن الناشطين هم: غسان السعدي وأبي العابودي وعماد أحمد برغوثي ويوسف شرقاوي ومحمد عبدو وجهاد عبدو ونايف الهشلمون وإبراهيم أبو حجلة ويوسف محمد عمرو وعمر صافي ومعين برغوثي ومحمد العطار وخلدون بشارة وعبد الحميد هارون وأحمد دار أبو ناصر.

محاكمات متواصلة

محاكمة النشطاء الـ 15 ليست الأولى، فقد حاكمت السلطة خلال الأشهر الأخيرة العديد من الحقوقيين والنشطاء والصحفيين بسبب مشاركتهم في التظاهرات التي خرجت منددة لاغتيال بنات.

وكان آخر من تم محاكمتهم رئيس مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة، والذي رفعت ضده قضيتين من قبل جهازي الوقائي والمخابرات، وذلك على خلفية عمله في مجال حقوق الانسان.

وقررت نيابة السلطة بعد الاستماع لكراجة، الاحتفاظ بملفات التحقيق ضده، وبالتالي سيتم الإبقاء عليه حرًا طليقًا لكن دون إسقاط الشكاوى ضده، وتأجيل القضية إلى أجل غير مسمى.

عدم اسقاط الشكوى وإبقاء ملف القضية مفتوحاً أسلوب لطالما استخدمته محاكمة السلطة في انهاك المعارضين بهدف إبقائهم تحت ضغط المحاكم والاستدعاءات في محاكم ونيابات السلطة، ناهيك عن حرمانهم من الحصول على الخدمات العامة والوثائق الرسمية، كالسفر والعمل وغيرها.

ردع النشطاء والمعارضين

واعتبر كراجة، أن السلطة ومن خلال المحاكمات والاستدعاءات وعمليات الاعتقال السياسية للنشطاء تهدف إلى تجريمهم وبالتالي ردعهم عن القيام بأي نشاطات سلمية مطالبة بالحقوق والحريات.

وأوضح كراجة أن القانون لم يجرم التجمهر والتظاهر من أجل انتزاع الحقوق والحريات، وإنما ينص القانون على أن منع التجمهر هو لمن ينوي القيام بجريمة أو إخلال بأمن البلد وهو ما يتنافى مع ما يقوم به النشطاء المطالبين بمحاسبة قتلة نزار بنات وانتزاع الحقوق والحريات وإجراء الانتخابات.

وبين أن التهم التي توجه للنشطاء والمعتقلين السياسيين هي تهمة في الأساس سياسية، منوهاً إلى أن ما يجري من اعتقال هو خارج عن إطار القانون ويتم استخدام القضاء لخدمة السلطة التنفيذية.

إخافة الشارع

وكشف الناشط فادي قرعان أن عناصر أجهزة السلطة الذين قاموا باعتقاله والاعتداء عليه في رام الله قبل عدة أيام، كانوا يحملون قائمة بصور وأسماء شخصيات أكاديمية واعتبارية وحقوقية وأسرى محررين من أجل اعتقالهم.

وأوضح قرعان أن سيارتي شرطة لاحقته أثناء مغادرته لدوار المنارة وأوقفوا سيارته وسألوه: هل أنت فادي قرعان؟، وذلك بعد أن نظر في القائمة التي كانت موجودة على هاتفه، ومن ثم تم اعتقاله والاعتداء عليه وتوجيه تهمة "حمل أعلام فلسطينية".

وشدد على أن أحد ضباط السلطة أخبره أن هناك قرار سياسي باعتقال النشطاء لإخافة الشارع حتى لو كان من سيتم اعتقالهم أسرى المحررين، وأن هناك قائمة بأسماء من سيتم اعتقالهم.

واعتبر أن السلطة تنتهج ذات أساليب الاحتلال في انتهاك حريات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن السلطة حولت دوار المنارة منذ اغتيال نزار بنات إلى ثكنة عسكرية.

وأوضح قرعان أن السلطة هي عائق أمام تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال، وإن القيادة الموجودة حالياً برام الله يجب أن تتغير وأن يتم التخلص من هذه العصابة التي قال إنها تمثل الاحتلال على الأرض.

بنك أهداف

ونشر الناشط ضد الفساد فايز السويطي وثيقة صادرة عن جهاز الأمن الوطني التابعة للسلطة والغرفة الأمنية المشتركة بين أجهزة السلطة في الخليل والتي تتضمن أسماء 15 ناشطاً وحراكياً بهدف استهدافهم واعتقالهم.

وعنونت الوثيقة الموقعة من 5 أجهزة أمنية تابعة للسلطة والموجهة للعميد سعيد النجار قائد منطقة الخليل، "بنك أهداف"، وذكرت "بناء ًعلى تعليماتكم عقدت اللجنة الأمنية اجتماعاً في مقر قيادة المنطقة وتم الاتفاق على بنك أهدف للاعتقال وهم التالية أسمائهم".

وجاء في قائمة المستهدفين نزار بنات وفايز السويطي والطبيب غانم زريقات، فيما أخفى السويطي أسماء باقي القائمة والتي صدرت في 23 يونيو الماضي، أي قبل يوم واحد فقط من جريمة اغتيال الناشط نزار بنات.

إغلاق