هرتسوغ يقتحم المسجد الإبراهيمي.. وعباس يدفن رأسه في الرمال

هرتسوغ يقتحم المسجد الإبراهيمي.. وعباس يدفن رأسه في الرمال

الضفة الغربية – الشاهد | في الوقت الذي يقتحم فيه رئيس دولة الاحتلال "إسحق هرتسوغ" المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، يطرح تساؤل عن دور السلطة ورئيسها في حماية ودعم المسجد الذي يعد من أهم المعالم الإسلامية في المدينة بل فلسطين.
ومساء اليوم الأحد، اقتحم الرئيس الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي الشريف، في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالخليل.
وأضاء رئيس دولة الاحتلال شمعدانا في المسجد الإبراهيمي إيذاناً ببدء الاحتفال بما يسمى بعيد "الأنوار اليهودي"، برفقة قادة المستوطنين وأعضاء كنيست.
ويأتي هذا التساؤل في الوقت الذي اعتاد عباس زيارة "تل أبيب" للمشاركة في جنازات مسؤولين إسرائيليين، كان آخرها مشاركته في جنازة رئيس الوزراء الأسبق "شيمعون بيريز" التي لاقت حينها غضباً واسعاً في أوساط الشارع الفلسطيني.
والمفارقة أن أجهزة السلطة دأبت على إخراج وتسليم مستوطنين دخلوا الخليل عن طريق الخطأ، وإعادتهم للاحتلال عبر نقاط التنسيق الأمني المعروفة بمسمى "الارتباط" بعد تأمين الحماية الكاملة لهم، رغم اعتداءات هؤلاء المستوطنين المتكررة على المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم.
وتعد مدينة الخليل وبلدتها القديمة من أكثر المناطق معاناةً جراء اعتداءات المستوطنين المتواصلة، والمتمثلة في سرق المنازل وهدم بعضها، ناهيك عن سرقة الأراضي، وتدنيس وإغلاق المسجد الإبراهيمي، ومنع رفع الآذان فيه لفترات طويلة من العام.

 

كما أنه من المفارقات، قيام أجهزة السلطة باغتيال المعارض والناشط السياسي نزار بنات في مدينة الخليل، أثناء وجوده في منزل أحد أقربائه، عبر دخولها إلى منطقة مصنفة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

متى زار عباس الإبراهيمي؟

وتساءل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن متى زار رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، المسجد الأقصى أو المسجد الإبراهيمي، في تعبير عن استيائهم من حالة التهميش وعدم الاهتمام بالمسجد الإبراهيمي من قبل السلطة.
وقال الناشط فايز سويطي في تغريدة له:" يا أبو مازن كم مرة زرت الأقصى وصليت فيه وكم مرة زرت الحرم الابراهيمي مع إنك تحمل بطاقات من الاحتلال تؤمن لك ذلك؟!".
ويعقب شادي فلسطين قائلاً:" مش فاضي، مشغول في نهب الصناديق السيادية وتأمين مستقبل شباب الاحتلال".
ويقول مصطفى جبارين:" بقدرش يزور لأنه الشباب بالقدس مابقصرو معاه من كثر الأحذية الذي سيرجم بها على اعتاب مسجد الأقصى".

سحل وقمع

وكانت تلك الأجهزة ذاتها التي تسلم الإسرائيليين وتؤمن خروجهم من مدن الضفة قامت بسلوك همجي عبر سحل وقمع المتظاهرين والمتظاهرات برام الله ومحافظات أخرى، بعد أن تجمعوا على دوار المنارة وسط رام الله للتنديد بتورط السلطة في جريمة اغتيال الناشط المعارض السياسي نزار بنات.
وانهالت أجهزة السلطة بالضرب على بعض المشاركين في التظاهرة أثناء محاولتهم الوصول لمقر المقاطعة، فيما اعتقلت تلك الأجهزة عدد آخر من المشاركين.

التنسيق الأمني خيانة

فيما أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبرين أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال هو أمر مرفوض يأباه ديننا الإسلامي، ويتعارض مع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ويجب أن يتوقف.
وقال صبري خلال إحدى خطب الجمعة: "هل حدث عبر التاريخ الفلسطيني أنّ قيادة فلسطينية قد سبق لها أن نسقت مع قوات احتلالية؟ لماذا لم نسمع أي صوت يعارض هذا التنسيق الذي جلب علينا الويلات؟".
وأكّد ضرورة أن يتوقف التنسيق الأمني، وأن ترتفع الأصوات لإلغائه؛ كونه يلحق أضرارًا كبيرة بالشعب الفلسطيني.
وأضاف "علينا أن نبتعد عن الدجل السياسي، وعن النفاق المجتمعي والتزلف الرخيص، وعن مسح الجوخ كما يقولون، فهذه مظاهر مرفوضة، وتنعكس سلبًا على القضية الفلسطينية".

 

إغلاق