محلل: السلطة بلغت الذروة بتصفية الحسابات و3 أبعاد رئيسة للإقالات

محلل: السلطة بلغت الذروة بتصفية الحسابات و3 أبعاد رئيسة للإقالات

رام الله – الشاهد| عد المحلل السياسي محمد شاهين إقالة رئيس السلطة محمود عباس المحافظين وإجراء تعديلات محاولة منها للتجديد وضخ دماء جديدة بعد أن أثبتت فشلها العملياتي في العمل لخدمة أجندة السلطة بالشكل الذي رسمته قيادتها.

وقال شاهين في تصريح إن إقالة المحافظين قضية معقدة ومتعددة الأبعاد، تتعلق بالوضع السياسي والأمني والاجتماعي في الضفة الغربية، وهي محاولة للتغيير والتجديد بظل أزمات السلطة.

وأشار إلى أن “هذه الاقالات تصفية حسابات وصراع على السلطة والنفوذ”، مع وجود 3 أبعاد الرئيسية لها وهي أولًا تصفية حسابات فتحاوية، ثانيا لها بعد دولي، وثالثا لها بعد اجتماعي”.

وبين شاهين “إقالة المحافظين تعكس حالة من الارتباك والانسداد في خيارات قيادة السلطة، وتشير لصراعات في حركة فتح والأجهزة الأمنية، وتؤثر في مستقبل خلافة عباس، كما تعبر عن رغبة عباس بتعزيز سيطرته على مفاصل القرار وإظهار قوته وحزمه أمام المحافظين والمواطنين”.

ونبه إلى “في البعد الدولي، فإن إقالة المحافظين تستجيب لضغوط وانتقادات تواجهها السلطة من المحاورين الإقليميين والدوليين، بشأن سوء الحكم والركود السياسي فيها”.

حالة ارتباك

كما تسعى للظهور بصورة إيجابية تعبر عن قدرة السلطة على التغيير، وتبرير استمرار دعمها ماليًا وسياسيًا.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن المحافظين المقالين بقرار من عباس غاضبون للغاية، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد الإقالة المهينة التي طالتهم.

وذكرت الصحيفة أن الجمهور الفلسطيني فوجئ بقرار الإقالة لمعظم محافظي المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة في وقت سابق من هذا الشهر، موضحة أن المحافظين أنفسهم فوجئوا بذلك من الأخبار الفلسطينية.

وأشارت الى أن المحافظين لم يفعلوا شيئاً لإخفاء غضبهم وإحباطهم، لكن لم يجرؤ أحد على انتقاد عباس علناً.

ولفتت الى ان منصب المحافظ يعتبر جديداً نسبياً في السياسة الفلسطينية، وقد تم تأسيسه جنباً إلى جنب مع تشكيل السلطة الفلسطينية كجزء من اتفاقيات أوسلو. قسّم ياسر عرفات، الذي كان رئيساً حينها، الضفة الغربية وشرقي القدس وغزة إلى 16 محافظة – 11 منها في الضفة الغربية وخمس في غزة.

ونوهت الى انه بموجب مرسوم رئاسي صدر عام 2003، يكون المحافظ معادلاً لوزير، ويعمل كممثل للرئيس في تلك المنطقة، ويكون مسؤولاً عن القانون والنظام والأمن.

وبينت أن منصب الحاكم موجود في العديد من الدول العربية، بما بذلك مصر والأردن، ولكن بسبب الاحتلال الإسرائيلي والقوة المركزة في يد عرفات وعباس من بعده، فإن الجمهور الفلسطيني لم يعتبر المحافظين مهمين.

غضب مكتوم

وظهر المحافظون وكأنهم في مجلس عزاء، وبوجوه عابسة وغاضبة، وذلك خلال استقبال عباس  لهم داخل مكتبه في مقر المقاطعة برام الله، في محاولة لاسترضائهم بعد الغضب الشديد الذي أبدوه من طريقة الاستغناء عنهم.

ورغم أن دوائر صنع القرار داخل مكتب عباس حاولت التخفيف من وطأة الإهانة التي تلقاها المحافظون، الا ان الغضب بدا واضحا على الوجوه، ولم تفح معه محاولات تلطيف الأجواء عبر الحديث الودي الذي أبداه عباس وبعض مقربيه خلال الجلسة التي سبقت فقرة التكريم.

وأحال عباس 12 من محافظي المحافظات الجنوبية والشمالية للتقاعد من خلال مرسوم رئاسي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “وفا” أن عباس أحال بالمحافظات الشمالية كلا من: محافظ جنين، ونابلس، وقلقيلية، وطولكرم، وبيت لحم، والخليل، وطوباس، وأريحا والأغوار، للتقاعد.

وأوضحت أن التقاعد في المحافظات الجنوبية شمل محافظ شمال غزة، وغزة، وخان يونس، ورفح.

وبينت “وفا” أنه أصدر مرسومًا رئاسيًا بتشكل لجنة رئاسية، تضم شخصيات قيادية ذات اختصاص لاختيار مرشحين لشغل منصب محافظي المحافظات الشاغرة، وتنسيبها للرئيس لإصدار قرار بشأنها.

فضيحة المحافظين

وكشف “الشاهد” عن تلقي المحافظين المقالين بمرسوم رئاسي قبل أيام، اتصالًا شديد اللهجة من ديوان مكتب عباس يمنعهم من الحديث عبر وسائل الإعلام، بعد فضيحة ظهورهم.

وعلم “الشاهد” من مصادر أمنية أن الاتصالات شملت المحافظين المحالين للتقاعد جميعًا وأبرزهم إبراهيم رمضان وأكرم الرجوب وصلاح أبو وردة عقب ظهورهم وتسببهم بحالة سخرية في الشارع.

وأكدت تهديدهم بمنع الظهور عبر وسائل الإعلام للحديث عن قرار إحالتهم إلى التقاعد أو ظروفهم أو الأسباب المتعلقة به لما له من “تأثيرات سلبية”. وفق تعبيرهم.

ووفق المصادر، فإن المتصل أوضح للمحافظين المعزولين أن ظهورهم الأخير تسبب بغضب الرئيس عباس، وحذر من أن تكراره سيتسبب باتخاذه عقوبات قاسية.

إغلاق