كتائب الأقصى تحمل السلطة المسؤولية عن حياة المطاردين عمر عياد ومصعب الزير

كتائب الأقصى تحمل السلطة المسؤولية عن حياة  المطاردين عمر عياد ومصعب الزير

بيت لحم – الشاهد| حملت كتائب شهداء الأقصى في بيت لحم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولية عن حياة المطاردين لقوات الاحتلال الإسرائيلي عمر عياد ومصعب الزير اللذيْن اعتقلتهما يوم الأربعاء الماضي.

وطالبت الكتائب في تصريح مقتضب لها بالإفراج عن عياد والزير فورًا، داعية أجهزة السلطة للكف عن هذه التصرفات من ملاحقة واعتقال أبنائنا.

وتحبس الضفة الغربية أنفاسها على وقع تسجيل أجهزة السلطة مستويات قياسية من الانتهاكات والاعتداءات ضد كل شيء وطني حتى طالت المطاردين للاحتلال وبلوغها لمنحنيات لا تُحمد عُقباها من الاقتتال الداخلي.

وتعززت الخشية من إمكانية انزلاق الوضع لسيناريو الاقتتال الداخلي مع اعتقال المطاردين عدي الشحروري وأحمد أبوعايدة بطريقة وحشية وتشبيههم بالمجرمين، واشتباكها مع مقاومي طوباس وجنين الذين يطالبون بالإفراج عن رفاقهم.

فالسلطة تشتبك مع فصائل المقاومة بطرق غير مباشرة، إما بالاعتقال ومصادرة أسلحتهم أو بمد “إسرائيل” معلومات استخباراتية مهمة عن أنشطتهم وأماكن وجودهم وأسلحتهم، ثم سحب قواتها قبل اقتحام قوات الاحتلال لتنفيذ مهمتها.

وقبل أيام، خرج مقاومون يحملون الأكفان عقب اشتباكات مع أجهزة السلطة تندد باستمرار ملاحقتهم، ويظهر بمقطع مصور مسلح ملثم يقول: “تعالوا لفونا بإيديكم، نقاتل عشانكم (لأجلكم)، لكي تعيشوا بشرف وكرامة”.

الضفة تحبس الأنفاس

وتسبب ذلك بتصاعد وتيرة الغضب ضد السلطة وأجهزتها الأمنية التي تقدم خدمات أمنية جليلة للاحتلال وتنفذ أوامره باعتقال المقاومين ومطاردتهم والزجّ بأجهزتها بمواجهات مباشرة معهم.

وعلى مدار سنوات مضت؛ ساهمت باغتيال مقاومين أبرزهم المثقف المشتبك باسل الأعرج وكشف اختباء عشرات الفدائيين بينهم منتصر شلبي، واعتقال مئات المقاومين والمحررين والمعارضين وقمع جنازات الشهداء واستقبالات الأسرى.

ذات السلطة التي تعربد على شعبها، تنسحب من المدن والقرى قبل اقتحامها إسرائيليًا، ما يؤكد تبادل الدور بحماية الاحتلال بينهما، أو التنسيق الأمني النشط، الذي أعلنت كذبًا وقفه مرارًا.

ما سبق يضع السلطة بمواجهة غير مباشرة مع فصائل المقاومة التي يتصاعد وتيرة عملها وتوسعها بالضفة، بل يجعلها عائقًا رئيسيًا لمشروع النضال والتحرر، ما يعزّز من احتماليات الاصطدام.

لكن مجمل القوى والجهات السياسية والعسكرية الفاعلة بالساحة الفلسطينية وخاصة معارضي نهج السلطة وممارساتها تعارض هذا السيناريو وتؤكد حرمة الدم الفلسطيني ورفض الاشتباك مع أجهزة السلطة.

ويؤكد مراقبون أن استمرار جرائم السلطة يؤشر لحتمية الصدام مع أجهزتها سلميًا بالحد الأدنى، ما يستوجب تدارك هذا الاحتمال قبل وقوعه وكف يدها وتصحيحًا جذريًا لنهجها الانهزامي بأسرع وقت ممكن.

أداة لحماية أمنه

الباحثة في الشأن الإقليمي تمارا حداد تحذر من أن استكمال السلطة دورها الوظيفي في ملاحقة المقاومة بطلب إسرائيلي سيجر الواقع الفلسطيني إلى مربع الاقتتال الداخلي.

وتقول حداد إن الاحتلال وعقب فشله في جنين يرغب في تعزيز دور السلطة من النواحي الأمنية والوظيفية لاستعادة صورته.

وتؤكد أن “الاحتلال لا يسعى إلى تقوية السلطة لتصبح دولة بل يريد استخدامها كأداة لحماية أمنه فقط”.

وتوضح حداد أن “التنسيق الأمني ورقة السلطة الوحيدة لتبرير وجودها، لذلك هم (قادة السلطة) يحافظون على مصالحهم الشخصية باستكمال الدور الوظيفي لهم بملاحقة المقاومة”.

وتبين أنه “إذا لم تنجح فرص المصالحة سيتحول لانفصال، وهذا ما يريده الاحتلال لشرذمة الواقع الفلسطيني”.

ردة فعل قوية

يشاركها الرأي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس الذي يؤكد أن مواصلة أجهزة السلطة باعتقال وملاحقة المقاومين والمواطنين في الضفة سينتج اقتتالًا داخليًا قريبًا.

ويحذر الأخرس من حالة اقتتال داخلي مع مواصلة اعتقال المقاومين بنتائج تأثيراتها كارثية، مشيرًا إلى أن الوضع سيصعد بوتيرة كبيرة بمناطق الضفة.

ويشدد على أن سلوك السلطة في تعاملها مع المقاومين والمواطنين فيها يُظهِر التوجه نحو إرضاء الاحتلال والولايات المتحدة.

ويشير الأخرس إلى أن السلطة تستخدم اعتقالاتها السياسية لقمع وتصفية المقاومة، باعتقال النشطاء والمقاومين وزجهم في سجونها، فيما تتجاهل كثيرًا مشروع التهويد الإسرائيلي بالضفة.

ويصف اعتداءات أجهزة السلطة على المقاومين في طوباس بـ”الكارثة”، إذ كادت أن تحصل اشتباكات بين المقاومين والمواطنين من جهة وأجهزة أمن السلطة من جهة أخرى.

ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة ردة فعل قوية من المواطنين والمقاومين تجاه اعتداءات أجهزة السلطة وحملات الاعتقالات التي تنفذها.

خلق فوضى

النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة يقول إن المواطن العادي بات يشعر بأن ملاحقات أجهزة السلطة استكمال لنظيرتها الإسرائيلية بحق المقاومين.

ويوضح خريشة أن قضية الاعتقالات قائمة بممارستها منذ زمن؛ إلا أنها باتت تأخذ أشكالًا مُختلفة من حيث الوسائل المستخدمة بمحاولة الاعتقال سواءً في الطريق أو بالزمن والتوقيت.

ويلفت إلى أن المقاومين المطاردين يحظون بحاضنة شعبية حقيقية على الأرض، مقارنة بالسلطة التي تعزل نفسها من خلال رفضها مقاومة الاحتلال وحماية أبناء الشعب.

وينبه خريشة إلى أن الشارع الفلسطيني يدرك دور السلطة الوظيفي وأن الاعتقالات ضد إرادته وموجهة للحاضنة الشعبية للمقاومة، مبينًا أن مواصلة مطاردتهم يشير إلى أن نهجها السياسي القديم مستمر ليومنا.

ويؤكد أن استمرار السلطة مرهون ببقاء الاحتلال الذي فشل بإنهاء المقاومة ولا يرغب بالتورط بخسائر كبيرة، وبالتالي يدفع بالسلطة كـ”بوز المدفع”، وخلق فوضى فلسطينية داخلية واشغال المواطن والمقاوم بالأحداث التي يشعلها.

ويشدد خريشة على أن أجهزة السلطة مُدركة بأن عناصرها من أبناء الشعب ويجب الوصول لحالة يقين بعدم الانصياع لأي قرارات لا تخدم القضية، مبينًا أنه يجب اتباع العقلية الأمنية التي أنشئت لأجلها ببداياتها وهي مواجهة الاحتلال.

إغلاق