عشيقة ياسر عرفات.. رشيدةُ مهران الكاريكاتير الذي قتلَ ناجي العلي

رام الله – الشاهد| الأول يسأل الثاني: أتعرف رشيدة مهران؟ الثاني يرد: لا.. الأول يسأله: سامع فيها؟ الثاني يجيب: لا. الأول يقول للثاني: ما تعرف رشيدة مهران ولا سامع فيها وكيف صرت عضو بالأمانة العامة للكتاب الصحافيين الفلسطينيين؟ لكان من اللي داعمك بهالمنظمة؟.
كان هذا نص الكاريكاتير الذي تسبب باغتيال الفنان الشهير ناجي العلي في العاصمة البريطانية لندن عام 198، ونشرته عنه جريدة الأوبزيرفر اللندنية الشهيرة تقريرا بعنوان “النكتة التي كلفت الرسام حياته”.
وعن رشيدة مهران التي ذكرها العلي برسمته، أكدت تقارير صحفية أنها عشيقة رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات ومسموعة الكلمة في الأوساط الفلسطينية.
وذكرت أنها ليست من الفدائيات بل سيدة مهمة تركب الطائرة الخاصة برئيس منظمة التحرير وتسكن قصرًا في تونس.
من هي رشيدة مهران
واغتيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني الفنان ناجي العلي في 22 يوليو 1987 بلندن، وأشارت أصابع الاتهام حينها، لجهاز مخابرات ياسر عرفات وتحميله المسؤولية عن اغتياله.
وأطلقت الشرطة البريطانية نداءً جديدًا للحصول على معلومات بشأن اغتيال العلي في لندن قبل 30 عامًا أملا في أن يشعر شخص ما بقدرة أكبر على التحدث بحرية بعد 3عقود.
ودعت شرطة لندن أي شخص لديه معلومات بشأن القتل، خاصة ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسيين التي لم تتمكن من تحديد هويتهما، إلى أن يقدم لها هذه المعلومات.
وكانت رسومات ناجي العلي تحمل انتقادات لاذعة للأنظمة العربية وقيادات فلسطينية عاب عليها الرسام والصحافي الفلسطيني طريقة تعاملها مع القضية الفلسطينية.
انتقاد لاذع
يذكر أن العلي اعتاد توقيع أعماله برسم حنظلة. ذلك الفتى الفلسطيني الناقم على ما آلت إليه حال الأمة العربية والذي كان يدير دائما ظهره للناس.
وفي حينه، قال ناجى لمجلة “الأزمنة العربية” إن التهديدات انهالت عليه بعد رسم هذا الكاريكاتير، وإن عرفات هدده بإحدى خطبه عام 1975 بأنه “سيضع أصابعه في الأسيد” إن لم يتوقف عن الرسم.
كما انتقد برسومه الكاريكاتيرية التي زاد عددها عن 40 ألف رسمة، الأنظمة العربية وخضوعها في وجه الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية على المنطقة، منذ احتلال الأرض الفلسطينية.
عرف ناجى العلى الكفاح مبكرا فقد تسببت مواقفه المعادية للاحتلال باعتقاله بمخيم “عين الحلوة” بلبنان، بعدما هاجر مع أهله من فلسطين عام 1948 بعد احتلالها.
وبعد خروجه من سجون الاحتلال حين كان مراهقا اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة وكان يرسم على جدران كل سجن ليسجل موقفه المناهضة لقمع حريته واحتلال أرضه.
وعرفت لوحاته النور لأول مرة حينما نشر له الأديب الفلسطيني غسان كنفاني كاريكاتيره الذى ظهرت فيه خيمة تعلوها يد تلوح بمجلة الحرية عام 1961.
من هو ناجي العلي
وعمل ناجى العلى محررا ورساما ومخرجا صحفيا بصحف عدة بينها الطليعة والسياسة الكويتيتين، والسفير اللبنانية وغيرهم.
كان لرسومات ناجى العلى أصداء عالية في الصحافة العربية، وأثارت آرائه اللاذعة مشاعر الكراهية في نفوس العديد من الأطراف، منها جبهة التحرير الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية.
وكان من أشهر شخصيات الفنان الراحل الكاريكاتيرية شخصية الطفل الفلسطيني “حنظلة” الذى ظهر دائما بيدين مشبوكتين وراء ظهره الذى أداره للجميع.
وأصبح ذلك الطفل ذو العشرة أعوام رمزا للصمود والقوة والتمرد على احتلال أرضه، حتى أنه قال أن حنظلة لن يتجاوز سن العاشرة ولن يرى الناس وجهه إلا إذا سترد العربي حريته.
وظهر “حنظلة” لأول مرة على إحدى صفحات جريدة “السياسة الكويتية”، وتزامنت ولادته على أوراق ناجى العلى مع نكسة 1967.
وقال ناجى العلى إنه “كتفه” بعد حرب 1973، لأن ظهوره بهذه الهيئة يعد اتساقا مثاليا مع المرحلة التي مريت بها المنطقة العربية التي تعرضت بحسب وصفه لعملية “تطويع وتطبيع شاملة”، لذلك رفض حنظلة حلول التسوية الأمريكية لأنه ثائر وليس مطبعا.
وتعد “فاطمة” المرأة الفلسطينية المتمردة على خضوع زوجها وضعفه، وظلم الاحتلال إحدى شخصيات ناجى العلى الشهيرة، والتي وظفها دائما لتخدم مواقفه.
وكان من بين أشهر مواقف فاطمة ذلك الذى قالت فيه لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها “عاشت الطبقة العاملة، روح جيبها بدى أخيط أواعى للولاد”، هكذا صور فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجى العلى بسخرية لا تخلو من المرارة معاناة شعبه المحتل.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=59623