ديفيد هيرست: السلطة فقدت بوصلتها الوطنية وأصبحت أداة أمنية لخدمة الاحتلال
رام الله – الشاهد| أكد رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، أنه وبعد مرور 30 عاما على اتفاق أوسلو، الذي مات فعليا، فإن السلطة الفلسطينية بوصلتها الوطنية، وسط تطبيع عربي.
ولفت في مقال نشره في الموقع إلى أن السلطة فقدت شعبيتها ومغزاها. ولم تعد توجد سوى كامتداد للسياسة الأمنية الإسرائيلية. وانكمشت قدرتها الشرائية وفقدت نفوذها الدبلوماسي في العالم العربي.
وقال: “سوف نرى عدد الأصناف ضمن قائمة المشتريات التي سوف يتمكن وفد السلطة الفلسطينية من تحصيلها من الرياض. وكما كنت قد كتبت من قبل، أشك في أن المملكة العربية السعودية سوف تطبع مع إسرائيل، وذلك لعدد من الأسباب لا يكاد يربطها شيء بالفلسطينيين، ولا أقل من ذلك رغبتها في رؤية إلى متى سوف يستمر التطبيع الحاصل حالياً مع إيران”.
وتابع: “لكن، حتى لو حصل ذلك، أشك في أن السلطة الفلسطينية سوف تحقق الكثير. وهذا الأمر يحدث في وقت يشهد فيه الشارع العربي تأييداً للفلسطينيين لا يقل قوة ولا صخباً عما كان عليه في أي وقت مضى”.
وأشار الى أن استمرار أوسلو في الحياة بإصرار لا يقل عن إصرار محمود عباس، الذي يبلغ من العمر سبعة وثمانين عاماً، على البقاء في موقعه، وتستمر في الحياة طالما أنه مستمر في رفض تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وتستمر في الحياة طالما أن إسرائيل والولايات المتحدة مستمرتان في الاحتفاظ حصرياً بالقرار المتعلق بمن سيخلفه في منصبه.
وأوضح أن هذه الاستمرارية تأتي طالما أن قوات جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني هي عيون وآذان جهاز الأمن الإسرائيلي الشين بيت، بينما يتم المراهنة يتم الإبقاء على سلطة فلسطينية مشلولة على قيد الحياة من خلال أجهزة التنفس الصناعي، وذلك من قبل إسرائيل التي لا توجد لديها نية لإعادة إطلاق المفاوضات.
وقال: “قد تتساءل: لماذا؟ لأن إبقاء السلطة الفلسطينية في مكانها على قيد الحياة يخدم بشكل وافر مصالح الدولة اليهودية الآخذة في التمدد والتوسع، فطالما وجدت السلطة الفلسطينية تبقى الحدود الشرقية، والتي تشكل أضعف خاصرة بالنسبة لإسرائيل، هادئة ساكنة”.
وأضاف: “وواقع الحال أنه طالما بقيت السلطة الفلسطينية موجودة، فسوف تبقى منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني مجرد أغلفة فارغة لما كانتا عليه في الماضي، ولذلك لا يخدم مصلحة إسرائيل أن تُحل السلطة الفلسطينية. فالسلطة الفلسطينية تعلب دوراً أساسياً في إبقاء الاحتلال مريحاً قدر الإمكان وبأقل ألم ممكن بالنسبة للمحتل”.
وأكد الكاتب المرموق أنه ما من شك في أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل في عام 1993 كان كارثة بالنسبة للقضية الوطنية الفلسطينية، مشيرا الى أنه مع وجود أوسلو واستمرارها، يستحيل أن تتشكل حكومة وحدة وطنية تتكون من ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية. كما يستحيل أن تجري مفاوضات سليمة، لأن فصيلاً فلسطينياً واحداً لديه مقعد حول تلك المائدة من المفاوضات.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=60350