قيادي بفتح: عرفات لقب عباس بـ”رئيس الوكالة اليهودية” و”كرزاي فلسطين”
رام الله – الشاهد| كشف القيادي في حركة فتح ماهر مقداد عن أن رئيس السلطة الراحل محمود عرفات كان يُطلق على محمود عباس لقب “رئيس الوكالة اليهودية” و”كرزاي فلسطين.
واتقهم مقداد في تصريح عباس بأنه حاول بكل السبل نزع كل صلاحيات عرفات، متجاهلا رمزيته.
وتعيد الذكرى الـ 20 لاستقالة محمود عباس من رئاسة الوزراء عام 2003 إلى الأذهان مواقفه مع الرجل والتي بدأت منذ سبعينات القرن الماضي، إذ كانا يسيرا بخطين متوازيين.
عرفات الذي تبنى خيار المقاومة المسلحة بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، عاد للمسار السياسي في السنوات الأخيرة من حياته بعد احتواء حركة فتح إقليميًا ودوليًا.
بينما كان عباس منذ البداية يرفض خيار المقاومة ويعلي صوته بضرورة السير في طريق السياسة والمفاوضات من أجل تحقيق أهداف منظمة التحرير وحركة فتح في العودة للأراضي الفلسطينية.
عباس الذي لمع نجمه ابتداء باتفاق أوسلو الذي يوصف بأنه “مهندس الاتفاق”، ومرورا بإبرازه على الساحة “غصبا”، بفرضه من الإدارة الأمريكية على عرفات، وأجبرته على تعيينه وزيرا للمالية عام 2002 ثم رئيسا للوزراء، وإلا قطع المساعدات الأمريكية عن السلطة.
واشتد الخلاف بين عرفات وكرزاي فلسطين، عقب محاولات الأخير سحب معظم الصلاحيات عن رئيس السلطة إن لم يكن جميعها، وكرّس حينها كل طاقاته وحلفائه لمحاربة عرفات.
ووصل الحد به للاجتماع بمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في منزله للتخلص من عرفات، الذي كان يُعتبر “عقبة” في وجه السلام وفق أمريكا والكيان الإسرائيلي، وأطلق عرفات حينها على ذاك الاجتماع “اجتماع الذل والعار”.
كرزاي فلسطين
عرفات كان يعتبر أن “نحت” منصب رئيس الوزراء على مقاس عباس يعني محاولة لإزاحته من منصبه، انعكس ذلك حتى على طبيعة العلاقة الشخصية بين عرفات و”كرزاي فلسطين”.
وكان الأخير لا يحب لقاء الأول، وكان يبلغه بنتائج اجتماعات مجلس الوزراء عن طريق مبعوثين، ما زاد من شكوك عرفات بأن عباس يعمل على عزله وتقليص صلاحياته، وفق حديث سابق لمروان كنفاني المستشار السياسي السابق لعرفات.
عباس كان يعرف الوصف الذي أطلقه عرفات عليه ودلالاته، فكتب بورقة استقالة حكومته عام 2003 “وما دمتم مقتنعين بأنني كرزاي فلسطين وانني خنت الامانة ولم أكن على قدر المسؤولية، فإنني أردها لكم لتتصرفوا بها”.
ويبدو أن عباس كان يخشى بروز من يُشبهه ويفعل به ما فعله بعرفات، فمارس سياسة الإقصاء ورفع سيف الاعتقال والفصل في وجه كل من يعارض آرائه، حتى لو كان ذلك على حساب وحدة فتح الداخلية بل ووحدة الساحة الفلسطينية، فقسم فتح نصفين.
كما عزز الانقسام الفلسطيني لتصبح الفصائل الفلسطينية حتى تلك الشريك التاريخي لفتح في منظمة التحرير فضلا عن حماس والجهاد الإسلامي في جهة، وحركة فتح والسلطة في جهة أخرى.
بناية العار
القيادي الفتحاوي حسن عصفور يستذكر الأحداث التي أعقب تآمر الرئيس عباس على عرفات قائلاً: “وعام ٢٠٠٣، خرجت عناصر فتح بمدن الضفة بمسيرات تأييد لعرفات، كان وقتها استُحدث منصب رئيس الوزراء وكُلف أبو مازن فيه، ومكانش مرضي عنه، لأنه خاين وجاسوس!!”.
وأضاف: “هتافات المسيرة كانت (يا أبو عمار دوس دوس على أبومازن الجاسوس!).. مما أضطر عباس أن يقدم إستقالته من المنصب، وما تجرأ يقدمها لعرفات بصفته رئيس للسلطة حسب الأصول، ولكن بعتها مع ياسر عبدربه!”.
وتابع: “بعديها بسنة زمان سمموا هالختيار، وبقدرة قادر صار عباس الجاسوس هو خلف عرفات وقائد المرحلة!! اسألوا من قال: اجتماع العار، في بناية العار، ومن قصد بهذا الوصف!.. لتعرفوا أن فتح سُرقت واختطفت وتحولت لأقبح ظاهرة تنظيمية، وجعلت جماهيرها عبيدا للرواتب والنزوات.. مشكلتنا لا تنحصر في شخصيات وأسماء، بل بالمنظومة ككل”.
خانوني خانوني
فيما يستذكر بسام أبو شريف المستشار السابق للرئيس عرفات الأيام الأخيرة في حياة الرجل والتي كشف خلالها أن الرئيس عرفات قال له “خانوني يا بسام خانوني، دخلولي من مطبخي ولم يعد رجال حولي”.
ولفت إلى أنه نبه عرفات في تقرير له بوجود مخطط لدسم السم له، وعممه أبو عمار على كوادره القيادية والأمنية، مستدركا بالقول” قيادة السلطة تجاهلت ندائي وأقنعت عرفات بعدم جدواه، ولم تكلف نفسها بزيادة الاحتياطات الأمنية له”.
وذكر أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كان يدرك أن عرفات تعرض للسم، و”كذلك قيادات بالسلطة” وجمعيهم تجاهلوا ذلك، ورفضوا تشريح جثمانه، وبعد 7 سنوات ذهبوا لتشريح الجثمان، وحاولوا تحريف مسار التحقيق ولهذه اللحظة لم يفصحوا عن النتائج”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=60636