سبب تسمية محمود عباس بـ” كرزاي فلسطين”

سبب تسمية محمود عباس بـ” كرزاي فلسطين”

رام الله – الشاهد| يتصدر في محرك البحث “جوجل” التساؤل عن سبب تسمية محمود عباس بلقب “كرزاي فلسطين” من رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، قبل 20 عامًا.

ولا يكاد يذكر اسم عباس إلا ويردف باسم “كرزاي فلسطين” في الحوارات الشعبية أو حتى على لسان قيادات فصائلية أو حتى من تلك تعرضت إلى الفصل من حركة فتح.

ووصم رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، عباس بأنه “كرزاي فلسطين”، ليشبهه بحامد كرزاي رئيس أفغانستان السابق العميل لأمريكا ووضعه كابل بعد غزو واشنطن لها.

وجاء في كتاب استقالة عباس  عام 2003، “ما دمتم مقتنعين بأنني كرزاي فلسطين وأنني خنت الأمانة ولم أكن على قدر المسؤولية، فإنني أردها لكم لتتصرفوا بها”.

ورد عرفات في حينها على الاستقالة بالموافقة وكتب عليها: “أوافق بلا تردد يا كرزاي فلسطين”.

عباس الجدلي

يذكر أن عباس يواصل إطلاق تصريحات جدلية بمعظم خطاباته أو حتى لقاءاته الصحفية، فتارة يصف المقاومة بالعبثية وتارة يقدس التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وتارة يهاجم حركات المقاومة حماس والجهاد الإسلامي.

ولم يكتفِ بالهجوم على المقاومة المُسلحة، بل تعدى للتحريض بالقتل والاعتقال على من يتبنى خيار المقاومة المُسلحة.

وطلب عام 2005 خلال لقاء مع قيادة الأجهزة الأمنية بغزة بإطلاق النار على من يحاول إطلاق صاروخ على مستعمرات الاحتلال.

وقال في حينه: “وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحد حامل صاروخ يضربه يقتله يطخه.. منيح هيك، آه منيح”.

ويوم الأحد 9 ديسمبر2023 خلال لقاء اللجنة الاستشارية لفتح عاد مجددا عباس إعلانه رفض مقاومة الاحتلال: “نحن لا نؤمن بالسلاح ولا نؤمن بالصواريخ ولا نؤمن بالطائرات واللي بنشتغله أهم بكثير من كل هذا”.

وكشف أنه قدم التعازي لرئيس حكومة الاحتلال بعملية القدس التي نفذها ثلاثة مقاومين قبل أعوام في المسجد الأقصى وقتل خلالها ثلاثة من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن نتنياهو وعده حينها أنه لن يعمل أي إجراءات بالأقصى، لكن ما حدث على الأرض غير ذلك، إذ ركب الكاميرات وتغيير أقفال الأبواب.

من أوائل مشرعي الخيانة

تصريحات عباس المتكررة عن رفضه مقاومة الاحتلال بالسلاح ليست وليدة اليوم بل متجذرة منذ سبعينات القرن الماضي، فاعترف بأنه أول من طالب بلقاء الإسرائيليين و”سبّ حتى شبع” من قيادات حركة فتح حينها.

و”أبومازن” الذي التحق بحركة فتح في ستينات القرن الماضي، وتدرج في مناصب عديدة وصولًا لرئاسة اللجنة الاقتصادية بمنظمة التحرير عام 1981.

ولاحقًا وعقب استشهاد القيادي في حركة فتح أبو جهاد خليل، تولى رئاسة ملف الأرض المُحتلة بدلًا عن الشهيد.

وعملية الاغتيال وُجِّه خلالها أصابع الاتهام لعباس نفسه حين تخاذل عن أمر حراسه الشخصيين من التدخل لحماية أبو جهاد.

وحين تسللت القوات الخاصة الإسرائيلية لبيت أبو جهاد الملاصق لبيت عباس – حسب إقرار حارسه الشخصي- قال إن عباس أمر حراسه الشخصيين بإطفاء الأنوار وعدم التدخل.

لاحقًا وفي عام 1989 بدأ المحادثات السرية مع الإسرائيليين من خلال وسطاء هولنديين عام 1989 ونسق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد.

ويعتبر عباس مهندس المفاوضات التي أدت إلى اتفاقات أوسلو، كما قاد المفاوضات التي جرت في القاهرة وأصبحت ما يعرف باسم اتفاق غزة- أريحا.

وبعد نشأة السلطة، عُيِّن أمين سر منظمة التحرير، وخفتت الأضواء حوله حتى عاد للمشهد كرئيس للحكومة وبصلاحيات واسعة بطلب وضغط أمريكي إبان حصار عرفات.

هاجمه الراحل عرفات، وقال ردًا على سؤال إن كان يقبل بمنصب رئيس فخري كما يقترح الإسرائيليون والأميركيون: “إن الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يقرر ما يريده”.

وأشار إلى أنه “ليس هناك كرزاي فلسطيني ولن يكون”.

تولى رئاسة السُلطة عام 2005 متمترسًا خلف قناعاته بعدم نجاعة المقاومة المُسلحة وأنها عبء على شعبنا، وكوَّن حوله جوقة من المؤيدين لخياره السلمي.

ونحّى كل من عارضه بما في ذلك فاروق القدومي لخلافها التاريخي بسبب النهج السياسي لعباس.

وبعدما اختتم عباس كلماته المهاجمة للمقاومة حتى انطلقت مركبة بيضاء وبذات نفس المدينة غادر إلى مستوطنة عوفرا التي تتضمن أحد أكبر السجون الإسرائيلية.

وتجمع ألف مستوطن يحملون المشاعل، كانوا يحيكون نصبًا لأحد قتلى العمليات الفدائية التي نُفذت على شارع 60 الاستيطاني.

إغلاق