ما سر تزويد أمريكا للسلطة بمصفحات وأسلحة؟.. توقيت ودلالات خطيرة
رام الله – الشاهد| آثار تزويد الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية مجموعة من المصفحات والأسلحة عبر الأردن بموافقة من الحكومة الإسرائيلية، تساؤلات عن أسباب وغايات ذلك.
فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية إن المعدات مخصصة لتقوية قدرات أجهزة السلطة في مواجهة خلايا المقاومة خاصة التي تتمركز في مدينتي جنين ونابلس.
وتتضمن الصفقة مصفحات أو أسلحة أوتوماتيكية حديثة مزودة بالليزر لاستخدامها بعمليات الاقتحام والاشتباك مع الخلايا المسلحة، وخاصة في جنين الأشرس في المواجهة.
الباحث في الشأن السياسي ساري عرابي قال إن هذا الدعم يأتي بسياق تثبيت قوة السلطة الفلسطينية في الإطار الداخلي، كونه ليس واردًا أن تواجه بها الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر عرابي في تصريح أن إرادة إقليمية ودولية وحتى إسرائيلية تعمل على دعم السلطة وتعزيز استمراريتها ووجودها فلسطينيًا، ليس فقط لأسباب أمنية وبل سياسية، إذ إنها مهمة في الإطار السياسي للاحتلال أكثر من الأمني.
وقال: “ماذا ستفعل إسرائيل بتجمعات ضخمة تركتها قبل 30عامًا، وبالتالي فلا بد من وجود قوة فلسطينية ملتزمة بتفاهمات أمنية معها، وبدور متفق عليه مع المنظومة الإقليمية تدير هذه الرعايا الخاضعة للاحتلال ولا يتحمل أي مسؤولية إدارية أو اقتصادية تجاهها، ووجود حالة هدوء أو سلطة فلسطينية يتحدث معها”.
أدوار متعددة
وبين عرابي أن الإرادة لاستعادة السلطة لقوتها ومكانتها، لكن فلسطينيًا دون أي أفق سياسي، وهو ما يعني أنها قد تكون أكثر احتكاكًا مع الجماهير الفلسطينية قريبًا.
وأكمل: “ربما سابقا كانت الجماهير والناس يفهمون سياسات السلطة لأن المشروع كان ببدايته مع إشارات لأفق سياسي، لكن اليوم انتهى مشروع أوسلو، وبالتالي هناك قناعات مطلقة عند كل الفلسطينيين، بما في ذلك قيادة فتح والسلطة ومنظمة التحرير، بأن حل الدولتين انتهى وبأن السياق السياسي الموجود في السلطة لن ينتهي بتحقيق أي شيء للفلسطينيين”.
وكشفت مصادر إعلامية عبرية عن تفاصيل المعدات العسكرية التي تسلمتها السلطة الفلسطينية من الجانب الأمريكي وبوساطة أردنية، من أجل محاربة تنامي المقاومة بالضفة الغربية.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية نقلا عن مسؤولين فلسطينيين تحدثا بشكل مباشر لها، أنه تم نقل مركبات مدرعة عبر الأردن إلى السلطة الفلسطينية بموافقة إسرائيلية.
وبحسب أحدهما، فقد تسلمت السلطة الفلسطينية، الخميس الماضي، مدرعة واحدة تم جلبها براً من الأردن، بالإضافة لنقل أنواع مختلفة من الأسلحة، مثل كلاب كشف المتفجرات، ووسائل تفريق مظاهرات كهراوات وقنابل صوت وغاز مسيل للدموع.
وذكرت المصادر أن هذه الخطوة تأتي في إطار اللقاء الإقليمي في شرم الشيخ، حيث ناقشت السلطة مع ممثلي الوفدين الأمريكي والإسرائيلي سبل منع التصعيد في الضفة الغربية.
وكشفت صحيفة القدس المحلية أن السلطة تسلمت عبر الأردن مجموعة من المصفحات والأسلحة والتي ستذهب لأجهزة السلطة لمحاربة المقاومة بالضفة.
وسيط أردني
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها الليلة الماضية، أن المصفحات حصلت عليها السلطة من الجانب الأميركي عبر الوسيط الأردني، وبموافقة من حكومة الاحتلال المتطرفة، بهدف تعزيز قدرات أجهزة السلطة في مواجهة المقاومة المسلحة التي تتمركز في جنين، وفي مدينة نابلس وطولكرم.
وأضافت المصادر أن السلطة أكدت لمختلف الجهات، عبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، خلال اجتماعات عقدها مع الجانب الأميركي أكثر من مرة، أن السلطة غير قادرة على مواجهة تلك المجموعات المسلحة المنتشرة بكثافة في جنين ونابلس وطولكرم والتي تعد المناطق الأكثر سخونة بالضفة الغربية والتي تجد فيها قوات الاحتلال أيضًا صعوبات في اقتحامها.
وأشارت إلى أن الجانب الأميركي تفهم مطالب السلطة بهذا الخصوص وعمل على تزويدها بالعتاد اللازم، سواء المصفحات أو الأسلحة الأوتوماتيكية الحديثة المزودة بالليزر لاستخدامها في عمليات الاقتحام والاشتباك مع الخلايا المسلحة وخاصة في جنين التي تعتبر المحافظة الأشرس في المواجهة وتحديدًا المخيم الذي يضم مقاتلين ذوي خبرة.
وكان عباس، ترأس سلسلة اجتماعات أمنية موسعة في مقر الرئاسة برام الله، خلال الأسبوعين الأخيرين، وطلب منهم الضرب بيد من حديد ضد كل الخلايا المسلحة التي تعمل برأيه على هدم المشروع الوطني وإضعاف السلطة واظهارها أمام الجانبين الأميركي والأوروبي بأنها عاجزة.
خيانة للشعب الفلسطيني
وكان النائب الإيرلندي في البرلمان الأوروبي مايك والاس، أكد أن حصول السلطة على مدرعات وأسلحة من الولايات المتحدة وبموافقة إسرائيلية يؤكد دور السلطة المتمثل في مساعدة الاحتلال في السيطرة على الشعب الفلسطيني مقابل حصولها على المال.
وشدد في تصريح صحفي على أن السلطة الفلسطينية هي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل بالنسبة للشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=60738