30 عامًا على أوسلو.. هكذا وظفت “إسرائيل” السلطة كأجيرة

30 عامًا على أوسلو.. هكذا وظفت “إسرائيل” السلطة كأجيرة

رام الله- الشاهد| يوافق يوم الأربعاء، الذكرى الـ 30 لاتفاقية “أوسلو” بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، التي كان لها تداعيات خطيرة وكارثية على الشعبِ الفلسطينيِ.

وأبرمت اتفاقية أوسلو في مقر البيت الأبيض، لكن اكتسبت اسم العاصمة النرويجية كونه جرت فيه المفاوضات السرية التي سبقت توقيعه.

ومنذ ذلك التاريخ، يستمرأ الاحتلال الإسرائيلي بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ضاربًا بعرض الحائط كل التنازلات التي قدمها القادة الفلسطينيون أثناء مفاوضات أوسلو.

المحلل والكاتب الفلسطيني راسم عبيدات أكد أن شعبنا ما يزال يدفع ثمن اتفاق كارثة أوسلو الانتقالي، انقساما ومزيدا من النكبات وتفككا في النسيجين الوطني والمجتمعي.

وكتب عبيدات منشورا عبر “فيس بوك” ” أوسلو لم يقد إلى اقامة دولة فلسطينية منقوصة السيادة على حدود 4 حزيران 1967، بل وجدنا أنفسنا أمام مشروع حكم ذاتي مقيد، وسيادة بدون سيادة وقيادة همها الأساس مصالحها والتي وجدت في أوسلو مشروع استثماري ليس أكثر”.

وأكد أن أوسلو دمر كل القيم النبيلة وأوجد حالة فساد ممأسة لم يعرفها مجتمعنا.. دولة الكيان وجدت فيه مشروع أمني توظف فيه سلطة فلسطينية لخدمة حماية أمنها مقابل مساعدات مالية واقتصادية مقابل تنفيذ وظيفتها ودورها الأمني”.

وأشار إلى أن “أوسلو هو بلغة ثعلب السياسية لدولة الكيان بيرس النصر الثاني بعد النكبة”.

بنود خطيرة

كما تداول النشطاء محاور الاتفاقية الكارثية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

1- تعترف السلطة الفلسطينية بدولة اسمها “إسرائيل” على أراضي الـ 48.

2- تعترف “إسرائيل” بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

3- تنبذ منظمة التحرير المقاومة الفلسطينية المسلحة وتمنع اي مقاومة للاحتلال، إذ أصبحت السلطة الوكيل الرسمي للاحتلال في ملاحقته للمقاومين في الضفة وقطاع غزة.

4- في السنوات الخمس اللاحقة ينسحب الاحتلال من بعض اراضي غزة والضفة على مراحل وهذا لم يحصل.

5- تقر إسرائيل بحق الفلسطينيين اقامة حكم ذاتي على حدود الضفة وقطاع غزة وهذا لم يحصل.

6- بعد ثلاث سنوات من الاتفاقية تبدأ المفاوضات بشأن اللاجئين والقدس والمستوطنات التي لم تنتهي حتى يومنا هذا .

الناشط عمر عساف غرد بوصف أوسلو بأنه اتفاق العار، “الاتفاق وموقعوه ومهندسوه الى الجحيم، ولشعبنا النصر”.

وذكر آخرون ما آلت إليه الأوضاع بعد توقيع اتفاقية أوسلو

1- توقفت الانتفاضة وعاد الجيش الاسرائيلي إلى ثكناته، فانخفضت بذلك ميزانية الدفاع من ٣٨،٨ % من مجمل الميزانية البالغة ٤٨ مليار دولار(١٩٩٣-١٩٩٤) إلى ١٨،٧% (١٩٩٥-١٩٩٧).

2 -تحررت “إسرائيل” من حصار اقتصادي عربي طويل كلفها ٤٥ مليار دولار.

3 -تضاعفت عدد الدول التي اعترفت بإسرائيل.

4 -فتح أسواق الصين والهند أمام “إسرائيل”.

5 -ارتفع معدل النمو الاقتصادي لأول مرة منذ 25 عامًا من معدل المزمن 1% الى 7%.

6 –اعتراف المفاوض الفلسطيني بوجود “إسرائيل” وأن لها الحق في العيش مقابل اعتراف بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني وليس الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس!!!!

7 – عدم طرح القدس وحق العودة والمياه وهي القضايا الجوهرية التي يجب أن تكون بسلم الأولويات.

8 -الانتقال من شعار الارض مقابل السلام إلى شعار الأمن مقابل السلام (التنسيق الأمني لحفظ امن الكيان المستوطنين والجنود) وهذا ما أعطاهم المجال للسيطرة على التلال الحاكمة وبؤر استيطانية في الضفة الغربية جعلت المدن والقرى الفلسطينية وقراها كجزر بشرية.

9-بناء اقتصاد فلسطيني ملحق باقتصاد الكيان وحسب مقولة الاقتصادي الإسرائيلي بروفيسور “عيزرا سادان”: اثراء فردي وافقار قومي.

10-المثير أن من وقف مع اوسلو من الإسرائيليين قد قتل “رابين” … بينما أنصار اوسلو من الفلسطينيين في السلطة ومن قاوم الاتفاق بالعنف في السجون.

11-أنصار اوسلو من الإسرائيليين خسروا الانتخابات وصعد الليكود واليمين اي اعداء اوسلو.

12-القوة قادرة في اي لحظة تدمير المؤسسات التي تبنى كما دمرت مطار عزة وغيره..

13- صحيح عاد الآلاف للداخل لكن منذ الاتفاق ارتفع عد المستوطنين من أكثر من 100 ألف إلى أكثر 700 ألف مستوطن..

14- عباس قال عام 1994 إن الاتفاق ممكن ان يؤدي إلى دولة أو إلى كارثة!!

أخطر من وعد بلفور

المؤرخ الفلسطيني المعروف سلمان أبو ستة قال إن “اتفاق أوسلو أخطر على القضية الفلسطينية من تصريح بلفور”.

وقال أبو سنة: “هذا يذكرني بما كتبه الدكتور إدوارد سعيد مباشرة بعد الاتفاق الذي علق عليه وكتب كتابا عن الإتفاق بلا أرض وعن مشاركة الفلسطينيين دون أن يستعينوا بالمختصين والخبراء في شتى المواضيع التي تم بحثها وذلك بعكس وفد الاحتلال الذي ضم خبراء في كل موضوع وموضوع .في القانون والأرض والمياه والحدود والثروات الطبيعية والاقتصاد والسياسة وكل موضوع تم بحثه والتطرق إليه.”

وأضاف: “ما جرى على أرض الواقع يثبت صدق كل من انتقد اتفاق أوسلو الذي لم يجلب اي منفعة أو مصلحة لفلسطين وأرضها وشعبها. وسرطان الاستيطان من أكبر الشواهد على ذلك وإهانة السلطة والعدوان اليومي على الشعب الفلسطيني يشهد أيضا على صدق كل من عارض اتفاق أوسلو الذي لم يلتزم الاحتلال بأي بند”.

وبعد 30 عامًا على اتفاقية أوسلو لم يحصد الفلسطينيون سوى مزيدٍ من الاستيطان والاقتلاع والتهجير بفعل سياسات السلطة المدمرة على شعبنا التي ما زالت تنتهج التنازلات وتعزز التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

إغلاق