بالأرقام.. فتح تتجه نحو خسارة محققة في الانتخابات المحلية المنقوصة

بالأرقام.. فتح تتجه نحو خسارة محققة في الانتخابات المحلية المنقوصة

رام الله – الشاهد| رغم أن حركة فتح سعت بكل قوة لتحصيل صورة النصر عبر مظاهر ديمقراطية زائفة بإجراء انتخابات محلية منقوصة، الا أن صورة النصر تلك لن تأتي، في ظل معطيات وأرقام تعاكس هوى فتح وأهدافها، وتعطيها خسارة مدوية.

 

ونظرا لأن الأرقام لا تجامل أحدا، فنستعرض واقع الحال والنسب التي يمكن ان تحصل عليها حركة فتح، اعتمادا على بيانات وأرقام أصدرتها لجنة الانتخابات المركزية لاتي يلا يمكن التشكيك في معطياتها.

 

والبداية من عدد المواطن الذين يحق لهم الانتخاب وهم نحو 700 ألف مواطن، سجل منهم للانتخابات نحو 400 ألف، بنسبة تقترب من 55%.

 

هؤلاء الذين سجلوا لن يذهبوا جميعا للانتخابات، وبافتراض أن نسبة من سيدلي بصوته هي ذاتها نسبة التسجيل البالغة 55%، فسيصبح الرقم قريبا من 220 ألف مقترع.

 

ونظرا لأنه ستجري الانتخابات فقط في 154 هيئة محلية من بين 376 هيئة بنسبة 40% أي ما يعادل 100 ألف ناخب، بينما 162 هيئة محلية ترشحت فيها قائمة واحدة ويغلب عليها الطابع العشائري، وبالتالي لن يكون فيها انتخابات، فضلا عن 60 هيئة لم تترشح فيها أي قائمة وبالتالي لن يكون فيها عملية انتخابية.

 

ومن بين الـ154 هيئة محلية، تشارك حركة فتح فعليا بقوائم تحمل اسم "البناء والتحرير" في 75 منطقة أي ما يقارب من 50% من البلديات المشاركة في هذه المرحلة من الانتخابات، وبما يساوي تقريبا 50 ألف ناخب، وبافتراض انها ستفوز في النصف، فإنها لن تحصل على أكثر من 25 ألف صوت من أصل 700 ألف هي الرقم الكلي لمن يحق لهم الانتخاب في الضفة، أي ما يقارب 3.5%.

 

انتخابات منقوصة

ووسط مقاطعة واسعة من الفصائل والقوى والهيئات الوطنية، انطلقت في الضفة، صباح اليوم السبت، المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية التي قررت السلطة إجراءها منقوصة وسط رفض واسع.

وتحاول السلطة من خلال إجراء المرحلة الأولى الإيحاء بأنها تمارس الديمقراطية وتترك للشعب حق تقرير رأيه بخصوص تشكيل المجالس المحلية، لكن الحقيقة أن هذه الانتخابات أظهرت عورة السلطة أكثر مما سترتها.

 

وتتبدى النقائص المتحققة في هذه الانتخابات عبر تفاصيل كثيرة أبرزها الأرقام التي أعلنتها لجنة الانتخابات ذاتها، حيث أنها ستجري فقط في 154 هيئة محلية من بين 376 هيئة، بينما 162 هيئة محلية ترشحت فيها قائمة واحدة، وبالتالي لن يكون فيها انتخابات.

 

كما أن 60 هيئة لم تترشح فيها أي قائمة، وهو الأمر الذي ستنظر فيه حكومة محمد اشتية سواء بتعيين مجلس أو هيئة جديدة او تمديد عمل المجلس المحلي الحالي أو السماح بإجراء الانتخابات فيها في المرحلة الثانية في شهر مارس المقبل.

 

كما تشهد هذه الانتخابات ترشيح قوائم لحركة فتح تشوبها الكثير من الشبهات المتعلقة بالأشخاص المرشحين، وسط مخالفات واضحة في عدم قيامهم بالاستقالة من وظائفهم، إضافة الى كون جزء كبير منهم هم أفراد في الأجهزة الأمنية.

 

عزوف شعبي

وتأتي الانتخابات وسط حالة من العزوف من قبل المواطنين على المشاركة في تلك الانتخابات عبر فضهم التسجيل، إذ أظهر السجل الانتخابي الذي نشرته لجنة الانتخابات أن من يحق لهم المشاركة في تلك الانتخابات 700 ألف مواطن فقط، بينما تسجل للانتخابات أقل من النصف.

 

العزوف الكبير للتسجيل جاء في ظل عدم قناعة الجمهور الفلسطيني في تلك المناطق بشعارات حركة فتح، لا سيما وأن السلطة وحكوماتها المتعاقبة همشت تلك المناطق منذ إقامة السلطة، الأمر الذي دفع بعض كوادر فتح لتهديد المواطنين بالمشاريع التي يمكن أن تحرم منها تلك المناطق إذا لم ينتخبوا حركة فتح.

 

وكانت فتح وحكومتها قد اختارت المناطق المصنفة ج انتخابياً كونها تمتلك فيها بعض الشعبية، إلا أن العزوف عن التسجيل للانتخابات أثار صدمتها، ناهيك رغم ضمانها الاستيلاء على غالبية المجالس القروية في منطقة ج بالتزكية.

 

إغلاق