كبادرة حسن نية.. السلطة تمهد للقاء غانتس-عباس بتصعيد جرائمها

كبادرة حسن نية.. السلطة تمهد للقاء غانتس-عباس بتصعيد جرائمها

الضفة الغربية-الشاهد| تصاعدت الحملة الأمنية لأجهزة السلطة في الضفة الغربية، بشكل مسعور ضد المواطنين والنشطاء والمعارضين، بل تعدى ذلك ليصل لاستهداف أسرى محررين، عشية اللقاء المزمع عقده بين وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس برام الله هذا الأسبوع.
وكشفت مصادر قيادية في حركة "فتح" عن تفاصيل خطة أعدها مسؤولون أمنيون كبار في السلطة الفلسطينية، سيتم مناقشتها خلال اللقاء الذي يأتي كمحاولة لـ"تهدئة المنطقة" التي تشهد أوضاعاً أمنية متدهورة في الضفة الغربية والقدس، عنوانها سلسلة عمليات فدائية فردية تعددت أشكالها بين طعن ودهس وإطلاق نار.
واستعرت الحملة الأمنية أمس واليوم بعد مهاجمة أجهزة السلطة حفلي استقبال أسيرين محررين من سجون الاحتلال في مدينتي بيت لحم وطولكرم، أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المستقبلين، أدت إلى إصابة العشرات بالاختناق.
ووصلت الانتهاكات ذروتها في نابلس اليوم بعدما هاجمت أجهزة السلطة بالرصاص وقنابل الغاز موكب تشييع الشهيد جميل الكيال الذي ارتقى خلال اشتباك مسلح مع الاحتلال الليلة الماضية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي إطلاقا كثيفا للرصاص وقنابل الغاز تجاه المشاركين في تشييع الشهيد الكيال في أحد شوارع نابلس، بعد أن هتفوا للمقاومة.
الخطة المعدة من قبل مسؤولين أمنيين كبار، تأتي كمحاولة من السلطة لإعادة هيبتها المتزعزعة في الشارع الفلسطيني، في ظل نشاط ملحوظ لعناصر المقاومة، بات يسبب إحراجاً لأجهزة السلطة التي أسست لتقوم بدورها الوظيفي لوأد هذا النشاط حماية لدولة الاحتلال.

تفاصيل الخطة

وتتضمن الخطة الأمنية التي بدأت السلطة بتنفيذ الشق الخاص بها استباقاً للقاء عباس-غانتس "كبادرة حسن نية"، زيادة عدد أفراد أجهزة السلطة وتقديم تدريبات مشتركة لهم لمواجهة الخلايا العسكرية للمقاومة، وتوفير دعم مالي أميركي جديد لتلك الأجهزة.
الخطة المعدة، تشمل شقّاً أمنياً يهدف إلى مواجهة فصائل المقاومة والخلايا العسكرية التابعة لهما، ومنع انطلاق عمليات فدائية ضدّ الاحتلال.

وهذا الدعم مطلوب حتى تتولّى مستقبلاً مسؤولية ضبط الأمن وعمليات الاعتقال، بما يتيح تقليل عمليات اقتحام جيش الاحتلال للمدن، وبالتالي تقليص هامش الاحتكاك والمواجهات، فضلاً عن إفشال خطط فصائل المقاومة لإشعال انتفاضة جديدة في الضفة، وإعادة تشكيل بنيتهما التنظيمية والعسكرية هناك.
وتأتي هذه الخطة في وقت تشهد الضفة الغربية والقدس المحتلة تصاعداً في وتيرة العمليات الفدائية سواء بالطعن أو الدهس أو إطلاق النار، الأمر الذي يقلق الدوائر الأمنية الإسرائيلية.

انتهاكات مسعورة للسلطة 

وشهد شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي تصاعدًا في انتهاكات أجهزة السلطة الفلسطينية بحق المواطنين في الضفة الغربية، وجرى رصد (351) انتهاكا.
وقال تقرير حقوقي للجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة إن أجهزة السلطة واصلت استهداف الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، بمهاجمة مواكب استقبالهم الشعبية، واعتقال المحررين لاحقا، والتضييق عليهم.
وصعدت أجهزة السلطة من استهداف رايات فصائل العمل الوطني، واعتدت على الشبان الذين رفعوا في فعاليات شعبية، وصادرتها.
كما واصلت السلطة استخدام القضاء للتغطية على اعتقالاتها السياسية، بتلفيق تهم كاذبة للمعتقلين، إضافة للتضييق على النشطاء بإطالة أمد التقاضي.

وفي إطار التنسيق الأمني ضد المقاومة، ركزت أجهزة السلطة استهدافها لنابلس، وجرى رصد (100) انتهاك، وجنين (82) انتهاكا، والخليل (53) انتهاكا لأجهزة السلطة. 
وبلغت عدد حالات الاعتقال التي جرى رصدها (72) حالة اعتقال، فيما بلغ عدد الاستدعاءات (28) استدعاء.
وشملت انتهاكات السلطة الفلسطينية (48) عملية مداهمة لمنازل وأماكن عمل، و(74) حالة قمع حريات، (8) حالات تدهور الوضع الصحي للمعتقلين السياسيين بسبب ظروف الاعتقال أو التعذيب، و(57) حالة محاكمات تعسفية، فضلا عن (192) حالة ملاحقة وقمع مظاهرات وانتهاكات أخرى. 
وطالت انتهاكات السلطة الفلسطينية (75) أسيرًا محررًا، (43) معتقلاً سياسياً سابقاً، وبلغت انتهاكات السلطة (19) انتهاكا بحق طلبة جامعات، (5) بحق موظفين، (9) بحق معلمين، (5) بحق صحفيين، (47) بحق ناشط شبابي أو حقوقي.

تصاعد المقاومة

وشهد شهر نوفمبر الماضي تصعيدًا في عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، ما أدى إلى استشهاد (4) فلسطينيين، ومقتل إسرائيلي وإصابة (27) آخرين بجراح مختلفة.
وحسب تقرير إحصائي لأعمال المقاومة فقد بلغت خلال الشهر الماضي (594) عملاً مقاومًا، بينها (15) عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، جرت (8) عمليات منها في نابلس.

ونفذ القيادي في حماس الشيخ فادي أبو شخيدم أبرز العمليات المسلحة، حيث انقض على قوات الاحتلال في باب السلسلة بالبلدة القديمة من مدينة القدس بالسلاح، وقتل إسرائيليًا برصاصة في الرأس، وأصاب (3) آخرين، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.
وبلغ عدد عمليات الطعن أو محاولات الطعن (2) عملية، وعدد عمليات إطلاق المفرقعات النارية على أهداف الاحتلال (5) عمليات، وعملية حرق منشأة واحدة، و(4) عمليات تحطيم مركبات ومعدات عسكرية للاحتلال.
كما شهدت الضفة، (201) مواجهة مباشرة، ومئات عمليات إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين، و(31) عملية إلقاء زجاجات حارقة، و(72) عملية تصدٍ لاعتداءات المستوطنين في مختلفة أرجاء الضفة.
وشهدت مدن نابلس والخليل ورام الله أعلى عدد في عمليات المقاومة، حيث بلغت (126، 115، 101) على التوالي.

إغلاق