أجهزة السلطة تشعل العنف بالجامعات.. وحكومة اشتية تدفن رأسها في التراب

أجهزة السلطة تشعل العنف بالجامعات.. وحكومة اشتية تدفن رأسها في التراب

الضفة الغربية – الشاهد| تشعل أجهزة السلطة الأمنية العنف في الجامعات الفلسطينية بالضفة الغربية بشكل مباشر وغير مباشر، لتحقيق أهدافها في السيطرة على الحركة الطلابية، فيما يستخدمه كبار المسؤولين لأهداف شخصية في عمل العصابات والبزنس الخاص.

وخلال السنوات الماضية، استباحت أجهزة السلطة الأمنية مختلف نواحي الحياة، وخاصة الجامعات، وأسست لسلطة بوليسية قمعية ينموا على جانبيها عمل العصابات وترعى الأتوات والابتزاز، وذلك في ظل عجز حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية السيطرة على تلك الأجهزة التي يمثل كل جهاز منها عصابة مستقلة بذاتها تستقوي بالاحتلال.

حكومة اشتية وفي محاولتها للتغطية على فشلها وعجزها أمام تلك الأجهزة، بدأت بخطوات التفافية على لحل مشكلة العنف المتصاعد في الجامعات والذي تتورط فيه شبيبة حركة فتح، أو أشخاص يتبعون لأجهزة السلطة ويستخدمون سلاحها في تلك الشجارات.

وتمثلت تلك الخطوات التي وصل "الشاهد" نسخة عنها في تكليف الحكومة لوزير الشؤون الاجتماعية أحمد مجدلاني بإعداد دراسة عن العنف في المجتمع وتقديم الحلول للحد من تلك الظاهرة، بالإضافة إلى دعوة مسؤولي الفصائل لتوجيه كوادرها بالجامعات للالتزام بالحوار المجتمعي والنظام.

وأشارت مصادر خاصة لـ"الشاهد" أن جزء من أهداف تلك الخطوات إلى جانب الالتفاف على مشكلة العنف بالجامعات، هو القضاء على أنشطة الكتل الطلابية، وتحديداً بعد الفعاليات الأخيرة التي شهدتها الجامعات.

إبعاد الأجهزة عن الجامعات

وما يؤكد تلك المعطيات التي هي أصبحت بديهية للشارع الفلسطيني، ما تحدث به توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول جهاز المخابرات السابق، والذي قال في تصريحات صحفية قبل أيام: "الأجهزة الأمنية يجب أن تبتعد عن الجامعات، ويجب أن تبتعد عن تجنيد الطلاب في الجامعات لأنهم وجود تلك الأجهزة في الجامعات بعناصر يمكن أن تستخدم مواقعها وسلطتها للإساءة لزملائهم".

فيما أكد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أن المتسببين بإثارة الفلتان الأمني داخل الجامعات الفلسطينية هم طلبة يعملون بأجهزة السلطة ويتقاضون رواتب منها، مشدداً على أن هذا الفلتان أضر بالمؤسسات التعليمية.

وطالب بإبعاد أي مظاهر مسلحة وكف يد أجهزة السلطة عن الجامعات لضمان استمرار المسيرة التعليمية بالشكل المطلوب، داعياً في الوقت ذاته الى تعزيز التفاهم المجتمعي والتكاتف لتفويت الفرصة على هذه الصراعات الأمنية.

وشدد على أن ما يحدث حاليا من فلتان أمني بسبب محاولات غض النظر عن أسلحة العشائر قد ضرب النسيج الفلسطيني في مقتل وهو وصفة ناجحة لخدمة مصالح الاحتلال.

وشدد على أن الأداء السيئ للسلطة الفلسطينية أصبح واضحاً من خلال الصراع السياسي الدائر بين أركان السلطة، والصراع العشائري من خلال تعزيز حكومة محمد اشتية لسلطة العشائر وتفويضها بدل سلطة القانون في حل المشكلات العائلية.

زعرنة الشبيبة

وتشهد الجامعات في الضفة حالةً من الفوضى والفلتان الأمني الذي تقوده الشبيبة الفتحاوية، وكان آخرها إقدام ممثل الشبيبة الفتحاوية في الجامعة العربية الأمريكية بقتل أحد الطلبة المنتمين إلى الشبيبة في الجامعة ذاتها.

كما تسببت عربدة شبيبة حركة فتح وتطاولها على الأطر الطلابية في جامعة بيرزيت في تعطيل المسيرة التعليمية مرات عدة، وجاءت تلك العربدة في إطار استقواء تلك الشبيبة بأجهزة السلطة.

سيطرة أمنية

وبدأت أجهزة السلطة تترجم خطتها عملياً للسيطرة على آخر جزر الحرية في الضفة الغربية، المتمثلة في جامعة بيرزيت، بعد أن نجحت في فرض عدد من أدواته في مواقع مسؤولة في الجامعة، بينهم غسان الخطيب.

أدوات أجهزة السلطة الجديدة في الجامعة مثل نائب رئيس الجامعة غسان الخطيب، وعميد شؤون الطلبة عنان الأتيرة، أخت زوجة رئيس الجامعة الجديد بشارة دوماني، وأخرون.

وبدأت الأجهزة الأمنية عبر هذه الأدوات خطة لكسر الحركة الطلابية الوطنية، كما فعلت سابقا في كل الجامعات والكليات العلمية في الضفة.

وبالتوازي مع سلسلة من الضغوط من قبل الأتيرة والخطيب على الأنشطة الطلابية، قامت أجهزة السلطة بخطوات منسقة ومتناغمة باعتقال طلبة على خلفية هذه الأنشطة.

 جامعات رهينة للأمن

واعتبر رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية خليل عساف أن إدارات الجامعات أصبحت رهينة لأجهزة السلطة، مشيراً إلى أن هناك حالة استقواء على إدارات تلك الجامعات حتى من قبل بعض الطلبة المدعومين من قبل تلك الأجهزة.

وقال عساف في تعقيبه على ما جرى خلال الفترة الأخيرة من جرائم وفوضى ضربت تلك الجامعات وأسفرت مؤخراً عن قتل مسؤول الشبيبة الفتحاوية لأحد الطلبة في الجامعة العربية الأمريكية بجنين، "قبل فترة قام أحد الطلبة خلال المحاضرة بضرب زميل له وشتمه دون اتخاذ أي إجراء ضده لأن الطالب المعتدي استقوى بمجموعته التي حالت دون معاقبته".

وأوضح أن لكل جامعة في الضفة الغربية خصوصيتها، منوهاً إلى أن جامعة بيرزيت ما زالت تحمل بعض القيم والمعاني غير الموجودة في باقي الجامعات، في المقابل فإن الجامعة الأمريكية على سبيل المثال اضطرت إلى نقل الكثير من مقراتها إلى رام الله لأنها محكومة للمناطقية والجماعات.

وأضاف: لم تعد هناك حالة وطنية حقيقية، في ظل وجود تيار يتبع لأشخاص وقرى ومراكز قوى يتحكم بالجامعة، يستند إلى التعصبية والجهوية، ولو لم يكن ذلك حقيقيا لما شهدنا رئيس مجلس طلبة يقتل شريكا له من نفس التيار.

إغلاق