بعد أن نشر الفوضى بالخليل.. أهالي جنين يحذرون الضابط عدنان أبو عيشة

بعد أن نشر الفوضى بالخليل.. أهالي جنين يحذرون الضابط عدنان أبو عيشة

الضفة الغربية – الشاهد| أصدرت السلطة وقادة أجهزتها الأمنية قراراً بنقل ضابط المخابرات سيء السمعة عدنان أبو عيشة من الخليل إلى مدينة جنين، في خطوة تهدف منها لملاحقة عناصر المقاومة من جانب وإشغال المواطنين في الخلافات والفوضى من جانب آخر.

واتهم أهالي الخليل الضابط أبو عيشة بأنه المحرك الرئيسي للفتان والفوضى في المدينة، والتي خسرت عدد كبير من أبنائها جراء ذلك الفتان، فيما تصدرت المدينة قائمة المدن الفلسطينية في حالات القتل والفوضى.

وحذر أهالي مخيم جنين أبو عيشة في رسالة موحدة نشرتها العديد من الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي: “يجب أن يعلم عدنان أبو عيشة ابن جهاز المخابرات أن أبناء مخيم جنين لن يرحموك ولن يتركوك تعيث في المخيم فساداً”.

أبو عيشة والذي تورط في دم الشهيد محمد نيروخ الذي اغتاله الاحتلال في نوفمبر 2013، إذ أخذ على عاتقه ملاحقة الشهيد نيروخ واقتحم منزله مرات عدة وطلب صورته الشخصية، وعندما قامت العائلة بإعطائه صورة قديمة للشهيد محمد رفضها وقال أمتلك مثلها أريد صورة حديثة.

إصرار نيروخ على الحصول على صورة حديثة للشهيد نيروخ أثار العديد من علامات الاستفهام حول ارتباطاته، إذ تمت عملية الاغتيال بعد 3 أسابيع فقط من اقتحام أبو عيشة لمنزل الشهيد نيروخ.

مهمة رسمية

أبو عمشة الذي كان يقوم بمهمة رسمية من جهاز المخابرات لنشر الفوضى والفلتان في المدينة للتغطية على جريمة اغتيال الناشط نزار بنات.

مصادر خاصة من مدينة الخليل كشفت لـ”الشاهد” أن السلطة لم تدفع فعلياً بقوات يمكنها من السيطرة على حالة الفوضى وتحديداً الشجارات الذي يتفجر بين حين وآخر بين عائلتي الجعبري وأبو عيشة، ناهيك عن أن القوات القليلة التي أعلن اشتية إرسالها للخليل انتشرت في بعض المفترقات دون أن تحرك ساكناً تجاه أعمال التخريب والحرق وإطلاق النار على منازل المواطنين.

وأوضحت المصادر أن عملية انتشار بعض عناصر السلطة في الخليل أثناء الشجارات لا يوحي بالمطلق أن الانتشار وفق خطة أمنية تهدف إلى السيطرة على الفلتان، بل هو انتشار من أجل الظهور الزائف بأن السلطة وأجهزتها تحاول السيطرة على الأوضاع وحماية المواطنين.

المصادر أكدت أن المعلومات التي وصلت من قيادة السلطة في رام الله إلى محافظ الخليل جبرين البكري وقادة أجهزة السلطة بالمدينة، بأن لا يتدخلوا في إنهاء الخلافات أو السيطرة على عمليات الحرق وإطلاق النار وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها السلطة.

وشددت المصادر على أن الهدف من ذلك هو إبقاء الخلاف بين العائلات أكبر مدة ممكنة بهدف حرف الأنظار عن الاحتجاجات التي شهدها الشارع بشأن قضية اغتيال نزار بنات.

السلطة تتحمل المسؤولية

وقال وليد الطويل أحد وجهاء عشائر الخليل في تصريحات صحفية: “90٪ من الفلتان الأمني الذي يجري بمدينة الخليل تتحمل مسؤوليته السلطة، وذلك بسبب حالة التراخي الأمني”.

ولفت إلى أن السلطة عندما تريد ضبط الأمن فيمكنها القيام بذلك، ولكنها تتعامل بمزاجية مع حالة الأمن في المحافظة.

أما المواطن أنس سدر فقال: ما أوصلنا لهذا الحد من الفلتان هو فشل أجهزة السلطة، مشيراً إلى أن حكومة اشتية ورئيسها يتحمل المسؤولية وذلك بعد الزيارة التي قام بها للخليل والتي وصفتها بالمسرحية.

وأوضح أن اشتية ضحك على الأهالي بعد إعلانه عن نيته 200 عنصر إضافي للمحافظة، مشدداً على أنه الأهالي لم يشاهدوا أي زيادة في العناصر.

وحمل سدر اشتية وأجهزته والمحافظة ما يجري في المحافظة، معتبراً أن اشتية ضحك على أهالي الخليل بزيارته ووعوده الخداعة.

ويأتي تجدد الاشتباكات رغم توصل العائلتين في وقت سابق الى اتفاق ينهي الخلاف الذي أعقب مقتل شاب من عائلة الجعبري.

وقبلت عائلة الجعبري العطوة العشائرية التي تقدمت بها عائلة العويوي بمشاركة وجهاء من مختلف أنحاء فلسطين وبمشاركة شخصيات سياسية بموجب اتفاق لمدة عام.

تحذير من المساس بالمقاومة

وحذر مقاومون في مخيم جنين السلطة من المساس بالمطارين للاحتلال وسلاحهم، مشددين على أن سلاح ذلك المطارين موجه للاحتلال وقواته فقط.

المقاومون الذين عقدوا مؤتمراً صحفياً في نوفمبر الماضي، بمخيم جنين طالبوا أجهزة السلطة والمحافظة بالإفراج عن المطاردين المعتقلين وفي مقدمتهم محمد الجعبري المعتقل منذ 7 أشهر.

وشدد المقاومون على أن الاتهامات التي وجهت للمطارد الجعبري بإطلاق النار على مقر المقاطعة في جنين باطلة ولا أساس لها من الصحة.

وقالوا: بوصلة سلاحنا صوب الاحتلال ولا نريد حرفها ولا نريد أن نقاتل أبناء شعبنا، وإنما نريد الجهاد في سبيل الله وإذا لم تساندونا افسحوا الطريق للرجال.

وأضافوا: إن اتهامه بإطلاق النار على مقر المقاطعة؛ باطل ولا أساس له من الصحة. مشددين على أن بوصلة سلاحه والمطاردين صوب الاحتلال، مطالبين بعد التعرض لأي مطارد.

حملة أمنية

ومنذ مطلع نوفمبر الماضي، بدأت السلطة بتحريك أجهزتها في جنين كجزء من استعدادها لإعادة السيطرة على المدينة ومخيمها، بعد أيام من زيارة سرية أجراها رئيس الشاباك الجديد “رونين بار”، إلى المقاطعة في رام الله، والتي التقى خلالها رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.

وتأكيداً لما نشره موقع الشاهد في عدة تقارير، نقلت صحيفة “الأخبار اللبنانية” عن مصادر في السلطة قولها ” إن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس أقر خطّة عُرضت عليه من قبل الأجهزة الأمنية، وبإشراف رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية فتح حسين الشيخ، لإيقاف مسار تنامي قوة المقاومة في جنين”.

ودخلت قوات السلطة، في العشرين من الشهر الماضي، للمرة الأولى وبشكل علني منذ سنوات، إلى المخيم، وهو ما قاد إلى مواجهة نارية بين الأمن والشبان، الذين رشقوا الدوريات الأمنية التابعة للسلطة بالحجارة، في حين أطلقت هذه الأخيرة الرصاص والقنابل المسيّلة للدموع عليهم، متسببة بوقوع إصابة بالرصاص الحي وعشرات حالات الاختناق.

إغلاق