بالوثائق.. خالد سلامة يكشف تورط سامي حجاوي بكارثة وفاة عاملي بلدية نابلس

بالوثائق.. خالد سلامة يكشف تورط سامي حجاوي بكارثة وفاة عاملي بلدية نابلس

نابلس – الشاهد| كشف نائب رئيس بلدية نابلس خالد سلامة يوم الإثنين، عن تفاصيل تورط رئيس البلدية سامي حجاوي في مأساة وفاة عاملي البلدية جراء انهيار حفرة صرف صحي قبل أيام ببناية تعود لرامي نجل محمود العالول وعقب محاولات من مكتب رئيس السلطة محمود عباس توريطه بالقضية.

وقال سلامة في بيان للرأي العام أعلن فيه تقديم استقاله ونشر وثائق تثبت روايته للأحداث، أن حجاوي أصر على تنفيذ مهمة الحفر عبر البلدية رغم عدم وجود إمكانيات تسمح بذلك وهو ما تسبب بحدوث تلك الكارثة.

وأشار إلى أنه يوجد هناك مَن يُخطط ويعمل ويُوجه لتحميل المسؤولية لأشخاص بعينهم كحلقة أضعف وكبش فداء، لامتصاص الاحتقان الجماهيري وتحميلهم المسؤولية أمام المجتمع، وللتغطية على المقصرين الفعليين وإخفاء الحقيقة لغاياتٍ وأسباب كثيرة لا تخفى على الكثيرين.

وأكد سلامة أنه: ” كان هناك اهتمام ومتابعة حثيثة من حجاوي وبعض أعضاء المجلس لتنفيذ هذا الجزء من الصرف الصحي بشكل زائد وبضغط كبير”.

ونبه إلى أنه وكأن ظاهر الأمر أنها خدمة لعمارة سكنية كبيرة يقطنها مواطنون من حقهم الحصول على خدمات البلدية.

وأوضح: “دوري في المجلس البلدي كبقية الأعضاء، باستثناء الرئيس، ينحصر بالمشاركة باتخاذ القرارات وإعطاء التعليمات لتنفيذ الأعمال خدمةً للمواطنين من خلال رئيس البلدية حسب نظام الهيئات المحلية”.

وذكر سلامة أن مسؤولية تنفيذ الأعمال تقع على الجهاز التنفيذي للبلدية من دوائر وأقسام والتي تتبع مباشرةً لرئيس البلدية حسب نظام الهيئات المحلية، أيضا”.

إصرار غريب

وذكر أنه بناءً على قرار المجلس البلدي رقم 46 في جلسة 25/6/2023، فقد رفع توصية فنية عبر مذكرة خطية موجهة إلى حجاوي بتنفيذ الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي من مقاول.

ونوه سلامة إلى أنه تم أخذ القرار رقم 14 في جلسة 6/8/2023 بأن تكون الحفريات بآليات البلدية وتكليف مقاول لتمديد المواسير وتحت إشراف مباشر من دائرة الصرف الصحي.

وشدد على أنه ليس لديه علم بموعد أو تاريخ بدء الحفر بالموقع، إلا بعد أن ورده اتصال هاتفي من مهندس الصرف الصحي بأن الحفر قد أنجز وأنهم سيشبكون خط الصرف الصحي لعمارة الصباح بالمنهل الجديد، في تمام الساعة 12:09 ظهرا بتاريخ 4/9/2023.

وأوضح أنه جرى تأكيد ذلك من طرفه عند قدومه لجلسة المجلس البلدي الأسبوعية المنعقدة يوم الحادث ذاته الساعة 14:00 تقريبا، و مجموعة “الواتس اب” الخاصة بالبلدية.

ونوه سلامة إلى أنه جرى الاشارة من خلالها إلى انتهاء وانجاز أعمال الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي بشكل كامل.

ولفت سلامة إلى تشكيل لجنة تحقيق من محافظة نابلس، وزودها بجميع التفاصيل والحيثيات والوثائق آنفة الذكر، لكن للأسف تم حرف مجريات التحقيق لتوجيه أصابع الاتهام لبعض الموظفين واستثناء آخرين، وتوجيه الاتهام له شخصيًا دون رئيس البلدية المتفرغ والمسؤول المباشر عن جميع الأعمال التي تقوم بها أجهزة وطواقم البلدية، حسب نظام الهيئات المحلية.

ورفض هذا الاتهام على نحو قطعي خلال جلسة التحقيق.

وبين سلامة أنه تم استدعاءه وتوقيفه بتاريخ 12/9/2023، فيما جرى استدعاء رئيس البلدية صاحب المسؤولية الأولى حسب القانون بتاريخ 14/9/2023 بعد تنازل أهالي الشهيدين عن حقوقهما الشخصية.

وقال: “بناءً على كل ما ذُكر، ونظراً لطريقة إدارة الأزمة وتخلّي البعض عن مسؤولياتهم، والانتقائية في التعامل مع الأشخاص والمسميات، وبعد تقييم الأمور رأيت عدم إمكانية استمراري في عضوية المجلس البلدي ضمن هذه الظروف والحيثيات التي وقعت عليّ شخصيّاً، مع تمنياتي للمخلصين من الزملاء لمواصلة العمل وتصويب البوصلة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً”.

وذكر أن جميع الأحداث التي مرّت بها نابلس وأهلها، وما مرّ به شخصيًا، ليست بالأمر السهل أو البسيط، ابتداءً من الحادث الصعب والأليم، مرورًا بالظلم الذي وقع عليه أو على غيره، وانتهاءً بمن يحاول التلاعب بإرادة الناس عبر اللجان المعينة.

وأعرب عن أسفه واعتذاره لجميع مَن منحه الثقة، معلنا تقديم استقالته المُسببة، مع التأكيد على أنه سيظل خادما لهذه البلد التي يحبها في أي موقع كان، حسب ما قال.

حماية نجل العالول

وكانت مصادر خاصة في مدينة نابلس، كشفت عن تفاصيل الإفراج عن الموقوفين في حادثة الانهيار التي جرت في المدينة وأودت بحياة اثنين من عاملي بلدية نابلس، إذ جرى التستر على مسؤولية نجل القيادي في حركة فتح محمود العالول وإلصاق التهمة بالعمال والمهندسين.

وذكرت المصادر أن عملية الإفراج عن الموقوفين جاءت بعد تنازل أهل المتوفين عن الدعوى وإتمام كافة الإجراءات القانونية اللازمة شريطة الحفاظ على الحقوق العامة، بينما لم يتم التطرق لمسؤولية نجل العالول باعتباره ملك العمارة التي حدث الانهيار أسفلها.

وأشارت إلى أن عملية الاستدعاء التي جرت لرئيس المجلس البلدي سامي حجاوي جاءت بعد أن تأكدت أطراف مسؤولة في السلطة وحركة فتح بإسقاط الأهل للدعوى، في تهرب حجاوي من المسؤولية ومحاولة اتهام نائبه خادل سلامة، والذي تبين لاحقا معارضته لإعطاء الموافقة لنجل العالول نظرا لوجود مخاطرة حقيقية.

ووفق المصادر، فإن النيابة أفرجت الموقوفين الأربعة لديها على ذمة التحقيق خلال الأيام القليلة الماضية بعد تدخل من عدة جهات أدى للصلح مع اشتراطات بحفظ الحقوق.

تورط رئيس البلدية

وكانت المصادر أشارت الى أن نتائج لجنة التحقيق خلصت إلى تحميل المسؤولية لـ 5 أشخاص، منهم رئيس بلدية نابلس ونائبه عضو المجلس البلدي المهندس خالد سلامة والمهندسين بشار نجار وعلي أبو زنط، ومراقب الأعمال عبد الرحمن الجمال.

وأوضحت أن رئيس البلدية هو من أصدر قرار تنفيذ المشروع رغم معارضة سلامة وباقي المهندسين له وذلك بالاتفاق مع صاحب المشروع القريب من مسؤولين في السلطة الفلسطينية.

ورغم أن رئيس البلدية متفرغ لرئاسة البلدية ويقبض راتبًا وهو صاحب الموافقة على قرار الحفر، إلا انه تم توقيف عضو المجلس البلدي غير المتفرغ”.

وبعد التواطؤ الحكومي في حادثة وفاة عاملي البلدية وقبول استقالة المجلس البلدي، أعلنت مؤسسات نابلس رفضها لقرار وزير الحكم المحلي مجدي الصالح بتعيين لجنة حكومية لإدارة البلدية وعدم السماح لهم بدخول البلدية.

وتواجد ممثلون عن فعاليات نابلس في اجتماع في دار البلدية، حيث أكدوا رفضهم تولي شخص من خارج المدينة رئاسة البلدية، مشددين على رفضهم لقرار الوزير الصالح.

وأكد رئيس ملتقى رجال أعمال نابلس عبد الرؤوف هواش، رفضه القاطع أن يكون رئيس لجنة إدارة بلدية نابلس من خارج المحافظة وان تشكل اللجنة بدون التشاور والتوافق التام مع مؤسسات وفعاليات المحافظة.

إغلاق