البرغوثي: قيادة السلطة تصر على “أوسلو” خشية على مصالحها
رام الله – الشاهد| قال أمين عام “المبادرة الوطنية” مصطفى البرغوثي إن قيادة السلطة الفلسطينية تعلم بأن اتفاق أوسلو الذي أبرم عام 1993 فشل لكنها تُصر عليه.
وأضاف البرغوثي الذي شارك في مفاوضات “مدريد 1991″، “هذا لأن هناك من لديه رؤية بأنه السبيل الوحيد، وهناك فئات من القيادة يخشون على مصالحهم من الانخراط في النضال الوطني”.
وأوضح “لم يبق من أوسلو سوى التزامات مفروضة على الفلسطينين، وللأسف الشديد نتنياهو كما وعد في كتابه: (كتاب تحت الشمس) عام 1994 بأن يسقط إتفاق أوسلو وينهيه وهذا ما فعله”.
وذكر البرغوثي أن نهج أوسلو قائم على 3 أوهام، الأول: إمكانية الحل الوسط مع الحركة الصهيونية وبالواقع هي لا تقبل بأي حل ما لم يغير ميزان القوى.
بينما الثاني: التدخل الأمريكي لفرض حل، والوهم الثالث: التفاوض بديلاً للكفاح الوطني، بينما كل حركات الكفاح والتحرر الوطني تقاوم وتفاوض.
كما قال نبيل عمرو مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات إن اتفاقية أوسلو “انتهت إسرائيليًا لكن قيادة السلطة الفلسطينية ما تزال تلهث وراء بقاياها.
وأضاف عمرو في تصريح أن “قيادة السلطة تتعاطى مع بقايا الاتفاقية كمشروع قابل للإنقاذ، ورهانها عال جدًا على أن يمنع الأمريكيون والأوروبيون انهيارها بصورة مطلقة ونهائية”.
وبين أن “موقف قيادة السلطة يعتبر أنه لا بدائل عن الاتفاقية، وأن التراجع عن أوسلو يعني تقديم بديل أقوى فيه صياغة لمشروع سلام تكون اليد الفلسطينية فيه قوية، وحقيقة الوضع الفلسطيني ليس بهذه الصورة والشكل”.
وأكد عمرو أن “العالم كله لو غيّر رؤيته عن أوسلو، فإن موقف قيادة السلطة يعتبر أن هناك إمكانية لإنقاذ ما تبقى وسط غياب البدائل”.
ورأى أن الأزمات السياسية والاقتصادية والاستيطانية الناتجة عن أزمات أوسلو لن يكون لها حلٌ حاليًا.
ونبه إلى أن صعود الليكود الإسرائيلي بالمشهد السياسي واغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، نتج عنه تصميمٌ إسرائيلي بإنهاء فكرة الحل التفاوضي مع الفلسطينيين.
كوارث صادمة
بدوره، عدد مؤرخ فلسطيني 7 كوارث جلبتها اتفاقية أوسلو على الشعب والقضية الفلسطينية، والتي لا يزال يعاني منها الفلسطينيون إلى اليوم.
اتفاقية أوسلو والتي استذكر الشعب الفلسطيني مرارتها قبل أيام في ذكرى مرور 30 عاماً على توقيعها، تواصل السلطة التمسك بها حماية لمصالح وامتيازات المتنفذين بها كجزاء لهم على حمايتهم للاحتلال وملاحقتهم المقاومة.
وأشار المؤرخ الفلسطيني غسان وشاح أن تلك الكوارث أضاعت القضية الفلسطينية وجعلت الكثير من المتعاطفين معها ينفضون عنها، بعد أن باع المفرطون الحقوق الفلسطينية بثمن بخس.
الكارثة الأولى: اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق “إسرائيل” في الوجود على 78% من أراضي فلسطين، ونبذ المنظمة المقاومة المسلحة وانتهاج نهج السلم والمفاوضات كحل وحيد لاسترداد الحقوق الفلسطينية.
الكارثة الثانية: خلصت الاحتلال من عبء المسؤولية عن الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي والمواثيق الدولية واتفاقية جنيف وألقتها على عاتق السلطة الفلسطينية.
الكارثة الثالثة: وضعت حجر الأساس للانقسام الفلسطيني الذي لم يحدث بعد أحداث غزة 2007، بل منذ توقيع أوسلو وقيام حركة واحدة من حركات الشعب الفلسطيني بإدارة الظهر لكل القوى والفصائل الفلسطينية بتوقيع اتفاق منفرد مع الاحتلال.
الكارثة الرابعة: فرض الاحتلال الأمر الواقع بالقوة في هذه قضايا الحل النهائي لعدم وجود ضمانات أو شروط جزائية في أوسلو، وأهمها الأسرى والقدس واللاجئين.
الكارثة الخامسة: أعطت “الحق لـ”إسرائيل” لاقتحام ومطاردة من تشاء في تحت بند ما تسمى “المطاردة الساخنة” للمقاومين.
الكارثة السادسة: جرمت المقاومة واعتبرت هذا الحق الشرعي “إرهاباً”، وتجاهلت تأكيد الأمم المتحدة مراراً أن من حق الشعوب التي تقع تحت الاحتلال مقاومته بكل الطرق والوسائل.
الكارثة السابعة: حسنت وجه “إسرائيل” التي كانت تعاني قبل أوسلو من اندلاع انتفاضة الحجارة، التي كشفت عن وجه الاحتلال القبيح أمام العالم، وفتحت الطريق أمام العرب للدخول في مسار التطبيع التي يشهدها العالم العربي.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=63950