فساد وخيانة.. محمد المدني يشارك رجال أعمال اسرائيليين بكسارات سفارين

فساد وخيانة.. محمد المدني يشارك رجال أعمال اسرائيليين بكسارات سفارين

طولكرم – الشاهد| أكد مواطنو بلدية سفارين جنوب شرق طولكرم أن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” محمد المدني، يستخدم نفوذه لإقامة كسارات جديدة داخل أراضيهم وذلك بالشراكة مع رجال اعمال إسرائيليين.

واتهم مسؤول محلي، ومواطنون، المدني بسوء استغلال نفوذه وقربه من قيادة السلطة للحصول على ترخيص لإنشاء كسارة على أراضي قرية سفارين، حيث سيعود إنتاجها لصالح الاحتلال.

وأكد رئيس مجلس قروي سفارين، نائل سفارين، أن الكسارة الجديدة التي من المقرر إنشاؤها ستكون قريبة جدًا على منازل المواطنين بمنطقة سفارين، وهو ما سيكون له آثار بيئية ضارة على حياة الناس المحيطين بها.

وأشار بحسب ما نقلته صحيفة فلسطين، الى أن المدني يستخدم نفوذه بشكل واضح، للحصول على تراخيص إنشاء الكسارة الجديدة، إذ تمت الموافقة على هذه التراخيص بسرعة من كل الوزارات المختصة، لأن مالك الكسارة يمتلك نفوذًا كبيرة داخل السلطة.

وقال إن سلطات الاحتلال تمنع إقامة أي كسارة داخل الأراضي المحتلة، لذلك لجأ المدني بالشراكة مع مستوطنين يهود من أجل إقامة كسارات في المناطق الفلسطينية، يعود إنتاجها للاحتلال الإسرائيلي، متجاهلين آثارها البيئية السيئة.

ونوه الى أن إنشاء الكسارات ينتج عنه تفجيرات مستمرة وانبعاث كثيف للغبار، ما يتسبب في تدمير البيئة المحيطة بها بشكل كبير، ويؤثر سلبيًا على الأراضي الزراعية والأشجار في المنطقة المخصصة لإنشاء الكسارة.

وفي السياق، أكد المواطن صادق عشائر أحد سكان سفارين، أن الموقع المختار لإنشاء الكسارة من قبل المدني يقع في غرب البلدة، أي أن هواء وغبار هذه الكسارة المقترحة سيكون نحو بيوت ومنازل القرية.

تدمير الزراعة

وأشار الى أن الكسارة الجديدة قريبة من بيوت المواطنين، كما أن التمدد والتوسع العمراني للقرية هو في هذه المنطقة المليئة بآلاف أشجار الزيتون واللوزيات، وقال إن البيوت المحيطة بالكسارة ستحتاج إلى تنظيف يومي بفعل الغبار، إضافة إلى أن الماكينات والجرافات تحدث ضجيجًا يقض مضاجع أهل القرية.

وحذر من أن إنشاء الكسارة سيكون كارثيًا بالنسبة لأهالي القرية، إذ سيؤدي إلى تلوث البيئة، وتدمير البيوت أو تصدعها بفعل التفجيرات والألغام، ناهيك عن الأثر الضار للغبار على صحة السكان، إذ يمكن أن يسبب أمراضًا مثل الربو والسرطان.

كما أكد أحد سكان سفارين، أحمد خضر، أن القيادي في حركة “فتح” اتفق مع شريك يهودي، وسيدة أعمال من أجل إقامة كسارة في سفارين، بعد منع الاحتلال إقامة أي كسارات في الداخل المحتل.

وذكر أن “المدني حصل على جميع التراخيص اللازمة لإقامة الكسارة، بحكم منصبه كعضو في اللجنة المركزية لحركة “فتح”، لإقامة الكسارة التي تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والبيئة”.

وأكد أن أهالي سفارين يرفضون إقامة تلك الكسارة الجديدة، لأنهم يدركون أنها ستحول بيئتهم إلى مكان مليء بالغبار، وستزيد من انتشار الأمراض، وستسبب تدميرًا كبيرًا للأراضي الزراعية والأشجار.

فساد السلطة

وكان الناشط في مجال مكافحة الفساد جهاد عبدو، كشف عن أن رئيس سلطة جودة البيئة نسرين التميمي منحت محمد المدني رخصة جديدة لإقامة كسارات في منطقة جنوب شرق طولكرم، رغم الرفض الشديد من الأهالي على مدى الشهور الماضية.

ويخوض الأهالي صراعا كبيرا ضد شخصيات متنفذة تريد منح المدني رخصة جديدة لإقامة كسارات بالقرب من قرية سفارين، حيث حمَّل أهالي القرية السلطة الفلسطينية وحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية مسؤولية الأضرار الصحية والبيئة الناتجة عن استمرار عمل الكسارات في القرية.

وسبق وأن توجه وفد من الأهالي والشخصيات من القرية لرئيس سلطة جودة البيئة نسرين التميمي لمطالبتها بوقف عمل تلك الكسارات.

أهالي القرية طالبوا بالتحقيق بكيفية إصدار رخص لكسارات ومقالع حجرية في أراضي مصنفة أراض زراعية تحتوي عشرات آلاف أشجار الزيتون ومصنفة أراضي جامعات ومعاهد حسب المخطط الهيكلي لتلك المنطقة.

ورغم أن حكومة اشتية أصدرت بنوفمبر 2022 قرار بوقف الترخيص للكسارات، إلا أنه لم يطبق على أرض الواقع.

ومؤخرًا، نشرت اللجنة الإقليمية للتخطيط والبناء بطولكرم إعلانا يتضمن حق اعتراض على مشروع إقامة كسارة وتغيير صفة استعمال الأرض بالمنطقة المقترحة من زراعي لصناعي ثم يصار لتحويلها لكسارة لشركة المنطار للكسارات.

المواطنون تعاهدوا على التصدي لها المخطط عبر الدعوة للاعتراض قانونيا وشعبيا، باعتباره مخطط جهنميا تدميريا للمنطقة، بصرف النظر عن الجهة المستفيدة منه، لأنه سيلحق الأضرار بجميع المواطنين بالمنطقة ويؤدي إلى تهجيرهم منها وهذا ما ترنو إليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 

إغلاق