عباس يطلب من السيسي الضغط على المقاومة لوقف عملياتها بالضفة

عباس يطلب من السيسي الضغط على المقاومة لوقف عملياتها بالضفة

الضفة الغربية – الشاهد| نقلت صحيفة العربي الجديد القطرية عن مصادر مصرية قولها "إن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي لوقف عملياتهما بالضفة الغربية".

وأوضحت المصادر أن الطلب جاء في ظل التزام عباس أمام وزير جيش الاحتلال بيني غانتس مؤخراً، بضبط الأوضاع في إطار تفاهمات متبادلة بين الجانبين جرت خلال لقاء جمعهما في منزل الأخير.

وأوضحت المصادر أن زيارة عباس لشرم الشيخ، تأتي لترضية الجانب المصري، في ظل عدم تفضيل القاهرة للقاء الذي عقده رئيس السلطة مع غانتس من دون تنسيق مسبق مع المسؤولين المصريين.

خطة غانتس الأمنية

وكشف موقع Middle East Eye البريطاني أن وزير جيش الاحتلال بني غانتس هدف من خلال لقائه مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في منزل الأول إلى إشراكه في تطبيق خطته الأمنية الاستراتيجية.

ويشير الموقع في تقرير له نشر قبل أيام، أن استراتيجية غانتس الرامية إلى خدمة مصالح القطاع الأمني والجيش قائمة على الخصخصة والاستعانة بأدوات خارجية.

الموقع يذكر أن المستوطنين كلفوا بعمليات ترويع يومية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة في المنطقة "ج"، الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية الكاملة، وأُطلقت أيدي هؤلاء لشن هجمات منظمة ضد الفلسطينيين، يغض جيش الاحتلال الطرف عنها أو يدعمها.

وفي هذه الحالة يستعين الجيش والشرطة الإسرائيلية في مهام المراقبة بأدوات خارجية وشركات خاصة، مثل شركة الاستخبارات الإلكترونية "إن إس" أو NSO.

الأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل إن العمليات الاستخباراتية، بات الجيش الإسرائيلي يستعين بهذه الشركات في بعض الأمور، وهو ما كشفت عنه واقعة حدثت مؤخراً، عندما أمدت منظمة NGO Monitor الإسرائيلية غير الحكومية وزارة الجيش بوثائق لا أساس لها من الصحة لدعم مزاعم استخدمها غانتس بعد ذلك لتصنيف ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية منظماتٍ إرهابية.

يذكر الموقع البريطاني أن كل هذه الخطوات قد لا تكفي للسيطرة على الأوضاع، وهو ما يشير إليه ياجيل ليفي، الأكاديمي الإسرائيلي ومؤلف كتاب Whose Life is Worth More بالقول: إن "غانتس يدرك الخطر الكامن في السيطرة المحدودة للجيش على القطاع الشرطي في المنطقة "ج" بالضفة، وهو ما يخلق احتمالية باشتعال الأمور في أي وقت".

ويتابع ليفي: "غانتس يساوم السلطة الفلسطينية بالموارد المتاحة لديه، لأنه ليس لديه خيار آخر. فهو لو كان لديه السيطرة على قوات الشرطة، لاستخدَمها لكبح جماح المستوطنين، لأنهم سبب العنف في الحقيقة وليس الفلسطينيين".

دور السلطة في الخطة

ومهما بدا من "احتقار" اليمين الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية وعباس، فإن اجتماع الأخير مع غانتس يكشف مدى أهمية السلطة لقطاع الأمن الإسرائيلي.

والحال كذلك، فإن غانتس واقع بين تذمر الجنود الإسرائيليين من دور قوات الشرطة الإسرائيلية في الضفة، وقلق الضباط بشأن معاشاتهم التقاعدية وتطلعاتهم إلى تولي وظائف في شركات الأسلحة في المستقبل. وبدون تعاون السلطة الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي لن يكون لديه أي وسيلة تحت تصرفه لقمع المقاومة الفلسطينية، باستثناء العنف ضد المحتجين في الأراضي المحتلة وفي الداخل.

ولكي يتجنب بينيت انهيار الوضع الراهن وإبقاء الفلسطينيين تحت السيطرة، لم يكن أمامه خيار إلا أن يمنح غانتس حرية التصرف للاستعانة بأدوات خارجية في الاضطلاع بالعمليات العسكرية الأساسية في أراضي الضفة الغربية المحتلة، حتى لو كان ذلك يعني انتقاد المعارضين له ولحكومته ووصفها بأنها "حكومة إسرائيلية فلسطينية".

انضمام فرج للاجتماع

ما ذهب إليه الموقع تؤكده صحيفة القدس العربي والتي كشفت عن تفاصيل جديدة حول لقاء رئيس السلطة محمود عباس ووزير جيش الاحتلال بيني غانتس قبل أيام.

وأوضحت الصحيفة أن عباس وصل إلى منزل غانتس بضواحي تل أبيب للقائه منفرداً، لكن وبشكل مفاجئ التحق بهما رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية حسين إلى اللقاء.

وقالت الصحيفة، إن فرج والشيخ التحقا بالاجتماع بعد سفرهما عبر طائرة خاصة من عاصمة خليجية إلى تل أبيب، وهو ما يوحي طبيعة الاجتماع الأمني.

لقاءات متواصلة

وقال وزير جيش الاحتلال بني غانتس إن لقائه مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، كان بهدف الحفاظ على أمن "إسرائيل"، ومحاربة حماس.

وأكد غانتس مساء الإثنين، أنه سيستمر في اللقاءات مع عباس ومع آخرين لهم مصالح مشتركة مع "إسرائيل"، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يكون اللقاء في منزله، بعد أن كان اللقاء الأول بينه وبين عباس في منزل الأخير برام الله.

تصريحات غانتس جاءت بعد أن وصف رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، اللقاء الذي جمع وزير جيشه بيني غانتس مع رئيس السلطة محمود عباس مؤخرًا في روش هاعين، بأنه لقاء لبحث الأمن والاقتصاد وليس له غرض سياسي.

لقاءات أمنية

وأشار الى أن عقد اللقاء تم بعلمه وبمعرفته ومكانه، وأضاف: "لقد سمحت بذلك، غانتس هو وزير الجيش ومسؤول عن توفير الأمن في الضفة الغربية، وهذا الاجتماع شرعي ومسموح به".

وبين أن اللقاء كان الهدف منه البحث في قضايا أمنية واقتصادية وليست سياسية، مجددا تأكيده أنه لا ينوي لقاء رئيس السلطة محمود عباس.

ونقل باراك رافيد مراسل موقع والا العبري، عن مسئول إسرائيلي كبير قوله إن غانتس وعباس اتفقا على العمل على تهدئة الوضع على الأرض ومنع المزيد من التصعيد في الضفة، مقابل تزويد السلطة بحزمة اغراءات اقتصادية ومدنية مقابل ذلك.

وأكد الباحث الإسرائيلي شاحر كلايمن أن قيادة الاحتلال تعيش في وهم مفاده أن التسهيلات التي تقدمها للسلطة يمكن ان تقود الى وقف العمليات وإخماد جذوة المقاومة في الضفة.

وأشار الباحث الى أن حكومة بينيت تعيش في وهم بأن هذه التسهيلات قد تساهم في خفض حدة التوتر وانتهاء العمليات التي تعتبر بمثابة رفض الشارع الفلسطيني لسياسة السلطة واستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل.

واعتبر أن الجماهير التي هتفت لقائد الذراع العسكري لحماس محمد ضيف لن تقبل بهذه التسهيلات، لافتا الى أن تلك التسهيلات تحقق نتائج عكسية وتساهم في تراجع شعبية السلطة أكثر وأكثر.

وأكد أن حكومة بينيت تواصل محاولاتها للتغطية على انتهاء صلاحية عباس، منوها الى أن منح تصاريح لكبار التجار بعد حصولهم على تزكية من السلطة لن يغير الواقع؛ لأنهم لا يشاركون أصلا في تنفيذ العمليات، ما يعني أن تلك التسهيلات لا قيمة لها.

إغلاق