عنان الأتيرة.. مِعوَل أمني لتدمير العمل الطلابي بجامعة بيزريت

عنان الأتيرة.. مِعوَل أمني لتدمير العمل الطلابي بجامعة بيزريت

الضفة الغربية – الشاهد| مثلت حادثة اختطاف جيش الاحتلال لطلبة بيرزيت دليلاً إضافياً على تواطؤ وفشلها في حماية طلبتها، بل رفضها الاستجابة لمطالبة الكتل الطلابية في إقالة الشخصيات التي لاحقت ممثلي الكتل وبعض الطلاب خلال الفترة الماضية.

وبرز اسم عنان الأتيرة التي وضعتها السلطة في منصب عمادة شؤون الطلبة جلياً في الآونة الأخيرة، وهو موقع حساس بهدف تنفيذ السلطة لخطتها للسيطرة على آخر جزر الحرية في الضفة الغربية، المتمثلة في جامعة بيرزيت، بعد أن نجحت في فرض عدد من أدواته في مواقع مسؤولة في الجامعة.

لا يمكن وضع تعيين عنان الأتيرة عميدا لشئون الطلاب في جامعة بيرزيت، سوى في خانة سعي السلطة لإحكام قبضتها على النشاط الطلابي في الجامعة، إذ أن ما يجري حاليا من نشاط طلابي يصطدم مع طموح السلطة في تدجين هذه الفئة المهمة في المجتمع.

كما لا يمكن القفز عن سبب اختيار الأتيرة، إذ انها ترتبط بخلفية أمنية بحكم موقعها كنائب سابق لمحافظ نابلس، وعلى تماس مباشر مع ضباط الاحتلال الذين يعززون علاقاتهم مع المسئولين المليين في إطار التنسيق الأمني الفعال.

والأتيرة شاركت سابقا في لقاء تطبيعي بحضور ضابط من جيش الاحتلال، وهو ما أهلها لتكون صاحبة تجربة في قمع الحراكات الطلابية وتبهيت تأثيرها، فضلا عن خبرته الأمنية الميدانية والتي ستفيد في تعزيز هيمنة الشبيبة الفتحاوية في الجامعة.

كما أن تعيين الأتيرة تشوه التساؤلات، حيث جرت العادة بتعيين موظفين من داخل الجامعة في المناصب العليا، لكن الأتيرة ليست عضو هيئة تدريسية في بيرزيت، وليس لها علاقة بالجامعة من قريب ولا من بعيد.

وتشهد الجامعة مؤخرا عاصفة من الإشكالات الطلابية التي تسبب بها شبيبة فتح عبر ممارسة البلطجة والتشبيح والاعتداء على ممثلي الأطر الطلابية، مستندة في ذلك الى حماية وغطاء من الأتيرة باعتبارها الشخص المكلف عن ادارة النشاط الطلابي في الجامعة.

وعلق الصحفي أمير أبو عرام، على ما حدث مؤخرا، فكتب منشورا جاء فيه: "إلى إدارة جامعة بيرزيت التي نُقدرها ونكن لها كل الاحترام؛ خلال أعوام دراستنا، تربينا وتعاملنا مع الجامعة على أنها صرح ليبرالي ديمقراطي منفتح، وتعايشنا مع هذه المنظومة بهذا الشكل وهذا القدر، ولذلك يسيئنا اليوم أن نرى تلك الليبرالية تنحو اتجاه الشمولية، وأن نرى تلك الديمقراطية تذوب في أحضان المنظومة الأمنية، ويصدِمُنا أن تصبح الحرية مِنّة".

وأضاف: "جامعة بيرزيت هي منظومة متكاملة، لا يمكن أن نراها إلا صرحاً عظيما يمتد من مئة عام بتاريخ حافل بالنجاحات والحريات، ولا يمكن بأي حال أن نقبل بتغيير هذه الصورة بسبب بعض المتنفذين اليوم بالجامعة".

وتابع: "ونذكر من جاء إلى الجامعة مؤخرا بما تربينا عليه في ساحات الجامعة: " الحرية حق وليست مِنة، إلى د. حنا ناصر الأب الروحي للجامعة والواجهة الديمقراطية في فلسطين؛ أعِد للجامعة رونقها الخاص وانتشلها من أيدي من يسعون لخرابها".

أما الطالب باسم الخطيب، فاعتبر ان وجود الأتيرة يهدف لتغيير واقع الجامعة، وعلق قائلا: "كانت بيرزيت آخر معاقل الحرية في الضفة الغربية، فعملوا على تغيير هذا الوضع، المهم مبارح المؤشرات الخطيرة كانت تلعلع في سماء بيرزيت".

أما الناشط منتصر مصطفى الشنار، فرأى أن الحركة الطلابية هي المستهدف من وجود الاتيرة، وعلق قائلا: "الهدف تركيع الحركة الطلابية وقتل روح النفس الوطني بالجامعة، والمستهدف الحركة الطلابية وليس فئة بعينها".

أما الطالب كاظم شطارة، فعلق على القارات غير المفهومة للجامعة والتي تأتي على حساب الطاب بدلا من محاسبة الاتيرة والشبيبة الفتحاوية، وعلق قائلا: "رسالتي كطالب لإدارة الجامعة، احتواء الازمة ليس بتحويل الدوام الالكتروني انما بفصل كل من الطلاب الذين يتسببون بالمشاكل، وهناك مجلس ضبط مرفوعة لديه بعض الاسماء من شهر او أكثر ولهذه اللحظة لم تعطي العمادة اي قرار، السؤال هنا لماذا هذا التأخر بإصدار القرار؟؟".

وأضاف: "ادارة الجامعة تعي جيدا ان مطلب الحركة الطلابية هو اصدار قرار مجلس الضبط فلماذا هذا التقاعس هل هناك ضغط من قبل الاجهزة الامنية والسلطة لان الطلاب ينتمون لحركة الشبيبة؟ ام انه العميدة عنان الاتيرة منحازة لشبيبة بسبب اسبقياتها مع حركة فتح؟؟ يجب ان توضح الجامعة السبب بالتأخر وان تعلم بانها هي المسؤول الاول عن هذه الازمة".

وتابع: "من حقنا العودة الى الجامعة ومطالبة الادارة بتطبيق القانون وعدم التحييز لاحد الاطراف، لذلك وجب علينا كطلاب ان نقف سويا ونطالب بتطبيق القانون ف وفصل كل من تسول له نفسه ان يضر بمصلحة الجامعة، ومن حقنا ايضا ان نكون على اطلاع دائم بما يجري في جامعتنا".

وأردف: "هناك سؤال لزملائنا كوادر الشبيبة هل هذه الشبيبة التي كنا نعرفها من قبل وهل أنتم راضون عما يصدر عنها من تهديد – الاب كنر حافظ عليه – لماذا لا يكون لكم موقف من السلوك الغير لائق المتبع من قبل الاعضاء والمتنفذين في الشبيبة؟".

الأمن متهم

وكان حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أكد أن المتسببين بإثارة الفلتان الامني داخل الجامعات الفلسطينية هم طلبة يعملون بالأجهزة الامنية ويتقاضون رواتب منها، مشددا على أن هذا الفلتان أضر بالمؤسسات التعليمية.

وطالب بإبعاد أي مظاهر مسلحة وكف يد الاجهزة الامنية عن الجامعات لضمان استمرار المسيرة التعليمية بالشكل المطلوب، داعيا في الوقت ذاته الى تعزيز التفاهم المجتمعي والتكاتف لتفويت الفرصة على هذه الصراعات الأمنية.

وشدد على أن ما يحدث حاليا من فلتان أمني بسبب محاولات غض النظر عن أسلحة العشائر قد ضرب النسيج الفلسطيني في مقتل وهو وصفة ناجحة لخدمة مصالح الاحتلال.

وأكد أن الاداء السيئ للسلطة الفلسطينية أصبح واضحاً من خلال الصراع السياسي الدائر بين أركان السلطة، والصراع العشائري من خلال تعزيز حكومة محمد اشتية لسلطة العشائر وتفويضها بدل سلطة القانون في حل المشكلات العائلية".

إغلاق