المرشد مستوطن.. ضباط أمريكيون يدربون أجهزة السلطة يتجولون بالخليل

المرشد مستوطن.. ضباط أمريكيون يدربون أجهزة السلطة يتجولون بالخليل

الضفة الغربية – الشاهد| ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الجيش نظم جولة في مدينة الخليل لضباط أميركيين يدربون أجهزة السلطة، مشيرةً إلى أن المرشد في هذه الجولة كان الناطق باسم المستوطنة المقامة بمدينة الخليل.

وأوضحت الصحيفة أن ما يسمى "قائد المنطقة الوسطى اللواء يهودا فوكس، نظم الأسبوع الماضي جولة في مدينة الخليل لضباط كبار من الجيش الأميركي كان المرشد فيها نوعام أرنون المتحدث باسم البؤرة الاستيطانية المقامة بالمدينة.

وأشارت الصحيفة أن أرنون يعتبر من قادة اليمين المتطرف، وطلب منه قيادة الجولة التي شملت الحرم الابراهيمي الشريف.

وقال المتطرف أرنون الذي كتب رسالة دكتوراة عن الحرم الابراهيم وقاد هذه الجولة في تصريح لصحيفة هآرتس، بأن الجولة التي قادها للضباط الأميركيين في مدينة الخليل تناولت التاريخ اليهودي للمكان.

تدريب أمريكي

وبدأت أمريكيا في تدريب عناصر أجهزة السلطة بموافقة من حكومة فياض، واستقدموا بعد ذلك مجهزين بأحدث الأسلحة لفرض السيطرة الأمنية الحديدية في الضفة الغربية، وبدأوا بملاحقة عناصر المقاومة ومصادرة سلاحهم وتسهيل عملية التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومقابل استمرار ضخ الأموال للسلطة الفلسطينية، وسهل فياض مهمة الجنرال الأمريكي كيث دايتون، الذي أشرف على تدريب وصياغة عقيدة أمنية لأجهزة السلطة بالضفة الغربية.

عمل دايتون منسقاً أمنياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد تم تعيينه في هذا المنصب عام 2005، من قبل الإدارة الأميركية، وذلك بسبب خبرته الأمنية والعسكرية وقدرته على إعداد الجنود بطريقة تضمن ولاءهم، وتعزز قناعتهم بالهدف الذي يردده على مسامعهم.

تربية دايتون

وقال القيادي في فتح بلال دويكات "أبو الطيب" إن "تربية الجنرال الأمريكي دايتون لعناصر أجهزة أمن السلطة قد أثمرت " ولكن نحن لها بالمرصاد.

وأضاف دويكات في كلمة له أمام حشد كبير من المواطنين والمسلحين في يوليو 2020، في ديوان عشيرة دويكات الليلة الماضية أثناء انتظار وصول القيادي في فتح محمود العالول: إن أذناب الاحتلال قد انغرسوا في جسد السلطة الفلسطينية ليحرفوا مسيرة الثورة.

وقتلت أجهزة السلطة أمين سر حركة فتح في بلاطة البلد عماد دويكات "أبو عميد" وجرحت آخرين بحجة منع فتح بعض المحال التجارية في ظل الاغلاق المفروض بسبب انتشار فيروس كورونا.

تدريب تقني

وبحسب معلومات خاصة لموقع الشاهد فإن أجهزة الأمن الأمريكية أنشأت فريقا تقنيا جديدا خاصا في أجهزة السلطة تم تدريبه بإشراف امريكي في الهند بداية العام 2017، ودورة تقنية مكثفة تلقاها المشاركون أيضا في نفس الفترة.

الإشراف الأمريكي على قضايا السوشيال ميديا وصل لحد إنشاء وحدة مشتركة مقرها بيتونيا قرب رام الله من أجل التجسس على النشطاء والعاملين في المؤسسات المدنية والحقوقية، وقد سبق وتم نشر بعض المتابعات التي تمت لصفحات نشطاء وأسرى محررين. ملاحقة المحامين تخضع أجهزة السلطة مجموعة من أرقام وحسابات الهواتف خاصة للشخصيات الفلسطينية لعمليات تنصت واسعة، حادثة اعتصام المحامين في مدينة نابلس كشفت عن الوجه القبيح للتنصت الذي تقوم به السلطة على هواتف المواطنين وحساباتهم.

قامت أجهزة السلطة في تلك الحادثة بنشر تسجيل صوتي لنقيب المحامين محمد حسين بعد ان طالب المحامين بمحاسبة من قام بالاعتداء على زميلهم من الاجهزة الامنية داخل المحكمة، لكن أجهزة السلطة قررت فض الاعتصام بالقوة وهو ما ادى لتطور الأمور وصلت حد تهديد أجهزة السلطة وإطلاقها النار على بعض منازل المحامين.

وتعاني عشرات الصفحات الفلسطينية من سياسة التبليغات التي تقوم بها فرق تتبع أجهزة السلطة تلاحق المحتوى الناقد لسياسات السلطة، صفحة "مش هيك" وهي صفحة فلسطينية ساخرة لاقت حالة من الاعجاب الواسع في أوساط الفلسطينيين، وصل لمئات الألوف وتركز دورها على النقد الساخر لمجمل سياسات السلطة في المجال الأمني والسياسي وحالة الفساد المستشري في مؤسسات السلطة.

اغلقت عشرات المرات بسبب التبليغات، يؤكد النشطاء القائمين عليها أن السلطة وأنصار حركة فتح من يقفون خلف اغلاقها عبر سياسة التبليغات المحتوى الفلسطيني ملاحق وبدأت عملية ملاحقة الاحتلال للمحتوى الفلسطيني باكرا فمنذ العام 2013 تعاني عشرات الصفحات الفلسطينية من عمليات الاغلاق المتكرر بسبب مزاعم الاحتلال بأن تلك الصفحات تحرض على المقاومة.

وأنشأ النشطاء الفلسطينيون تجمعا يدعى صدى السوشيال من أجل رصد عمليات الاغلاق المتكرر للحسابات الشخصية والصفحات الاخبارية بناء على توجهاتها السياسية، وهي ما يطعن في حرية الرأي التي يزعم الفيس بوك أنه يوفرها للمشتركين، وشددت شبكات التواصل الاجتماعي من اجراءات الخصوصية على المحتوى الفلسطيني، كما منحت شركة فيس بوك مكتبها الاقليمي في "تل أبيب" حق حذف المحتوى الفلسطيني الذي يتبنى المقاومة أو يعري سياسات السلطة.

وضمن إجراءات الاحتلال في ملاحقة النشطاء والمحتوى الفلسطيني فقد قامت قوات الاحتلال باعتقال أكثر من 300 فلسطيني بسبب منشورات لهم على الفيس بوك حاكمت عدد منهم وصلت بعض الأحكام لـ "10" شهور.

دعم أمريكي لأجهزة السلطة

وزادت كلاً من روسيا وأمريكا والاحتلال في السنوات الأخيرة من تسليح أجهزة السلطة في ظل تنامي المعارضة والسخط الشعبي على تلك السلطة، وفي ظل عدم سيطرة الأجهزة السلطة على أبسط الشجارات العائلية أو التظاهرات التي تخرج منددة بجرائمها ضد الشعب.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أرسلت عام 2019، أكثر من 10 مركبات مصفحة لأجهزة السلطة، وذلك بعد أن تم تدريب عشرات العناصر على قيادتها واستخدامها خلال دورة تدريبة في الأردن.

وسبق إدخال تلك المركبات، تقديم روسيا لـ 50 آلية مصفحة للسلطة، وذلك بهدف مواجهة أي اضطرابات قد تحدث في الضفة ضد السلطة -كما يجري الآن-.

وبموجب الاتفاقيات التي وقعت بين السلطة والاحتلال عام 1995، فقد سمح الاحتلال للسلطة بامتلاك قرابة 4 آلاف بندقية ونحو 4 آلاف مسدس و15 مركبة خفيفة غير مسلحة، لتفريق الاحتجاجات وأنواع مختلفة من الذخيرة.

إلا أن الاحتلال سمح بزيادة عدد الأسلحة التي قد توافق على أن تمتلكها السلطة، تحت مبرر أن إصلاح قطاع الأمن الفلسطيني وتطويره يعتبر وسيلة ترفع من مستوى التنسيق الأمني، ناهيك العمل على قمع التظاهرات التي تخرج ضد السلطة وتطالب برحيلها بين عام وآخر.

إغلاق