دراسة: إقالات عباس آخر محطة لترتيب المشهد السياسي والفتحاوي قبل رحيله

دراسة: إقالات عباس آخر محطة لترتيب المشهد السياسي والفتحاوي قبل رحيله

رام الله – الشاهد| وصف خبراء سياسيون قرارات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإقالة المحافظين وبعض السفراء بأنه المحطة الأخيرة لترتيبات المشهد السياسي والفتحاوي قبل مغادرته.

وقال الخبراء في دراسة أعدها مركز رؤية للتنمية السياسية إن هذه التغييرات لمنع حدوث فراغ مفاجئ مع تصاعد تنافسية الأقطاب داخل حركة فتح التي قد تصل للصدام.

وأشارت الدراسة أن هذه الخطوات المتسارعة والمتقاربة زمانيًا، أحدثت حالة حراك من جانب، وإرباك من جانب آخر، داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

ونبهت إلى أن القرارات الأخيرة هي في سياقها الطبيعي من حيث الرؤية الإدارية، باعتبار أن تغيير المحافظين والسفراء وانعقاد المؤتمر الثامن كان يفترض حدوثه منذ فترة.

لكن لا يمكن فصل القرارات الأخيرة عن جملة التغيرات الأخيرة على المشهد الفلسطيني الداخلي، أو الترتيبات الإقليمية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأكدت الدراسة أن تطور المشهد الميداني بالضفة الغربية وخصوصًا تصاعدية المقاومة، وشعور السلطة بنوع من فقدان السيطرة على بعض المناطق مثل جنين ونابلس، مثّلا دافعًا مهمًا لإعادة الترتيب الداخلي للسلطة وحركة فتح، من منطلقات أمنية من ناحية، وأخرى تتعلق بالسياق الدولي من ناحية أخرى.

وبينت أن هذه القرارات تأتي ضمن إعادة هيكلة السلطة وحركة فتح وضخ الدماء الجديدة، وجزء منها استجابة لرغبة داخل قيادة فتح، وجزء آخر لتعزيز حضور الحركة، وهذا سبب التأييد الذي حظيت به من قبل الأقاليم كافة.

قرارات فردية

وأشارت إلى أن الحراك الإقليمي والدولي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دفع باتجاه اتخاذ هذه القرارات بهدف إثبات قدرة السلطة على الاستمرارية في المرحلة المقبلة، وأنها ما زالت في مرحلة العطاء والقدرة على إدارة المشهد السياسي.

وقالت إنه لن يكون هناك انعكاس كبير على الحالة الفلسطينية الوطنية والعلاقات مع باقي التنظيمات الفلسطينية.

ونبهت الدراسة إلى أنه يجادل البعض أن هذه القرارات الأخيرة ستكرس مسارًا سياسيًا معينًا وثابتًا، وهذا بحد ذاته سيبقي الحالة الوطنية تراوح نفسها مستقبلًا.

يذكر أن عباس ترأس أعمال الدورة الـ11 للمجلس الثوري لحركة “فتح”، التي جرت في مقر الرئاسة بين 24 و26 أغسطس/آب 2023، بعد أيام قليلة من إصدار مرسوم رئاسي بإحالة 12 محافظًا في الضفة وغزة للتقاعد، وإبلاغ الخارجية مؤخرًا لـ37 سفيرًا بترتيب ظروفهم قبل إنهاء عملهم كسفراء.

وتزامن ذلك مع الإعلان عن التحضيرات لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح في شهر كانون أول/ديسمبر2023.

إغلاق