خبير: الصراع بين أقطاب السلطة وفتح على خلافة عباس بأشده

خبير: الصراع بين أقطاب السلطة وفتح على خلافة عباس بأشده

الخليل – الشاهد| قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل عماد بشتاوي إن حركة فتح بحاجة لتجديد الدماء وإعادة ترتيب أوراقها، ضمن متغيرات عديدة.

وذكر بشتاوي في تحليل أن أبرز هذه المتغيرات هي الوضع الأمني داخل الضفة الغربية وترتيبات الانتقال السلس للسلطة في مرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس.

وذكر بشتاوي في مقال إن هناك ما يمكن أن نسميه تنافسًا خفيًّا بين خلفاء محتملين للرئيس عباس، وبالتالي قد ترسم هذه الترتيبات المشهد المستقبلي.

وبشأن الانعكاسات داخل فتح نفسها، أوضح أن المؤشرات حتى الآن تدلل على تناغم وانسجام بين الأقاليم والقيادة حول جميع هذه الخطوات، واستمرارها يعتمد على نتائج المؤتمر الثامن لحركة فتح.

وأشار إلى أن الانسجام سيستمر إذا تحققت مصالح الأطراف الفاعلة داخل الحركة، وإلا فإننا سنشهد صراعًا بين أقطابها.

خلافات تستعر

ولم يكن ظهور أمين سر حركة فتح في مدينة طولكرم إياد جراد بمسيرة مسلحة للمطالبة بحصة من “كعكعة مناصب في السلطة” إلا مشهدًا صغيرًا من حالة الاقتتال الداخلي المتصاعدة في الحركة.

جراد الذي أحاط به أكثر من 30 مسلحًا على مدخل المدينة أدلى ببيان من ورقة كُتب عليها مجموعة مطالب أكد فيها أن طولكرم خط أحمر، ويجب إنصافها فيما أطلق عليه “استحقاقها الطبيعي”.

مراقبون رأوا أنَ هذا الخطاب الجدلي الذي اعتادت عليه فتح، بمثابة إشارة إلى “حصة طولكرم” في المناصب عقب إقالة المحافظين وبعض سفراء السلطة.

مؤتمر جراد حظي بترحيب واسع في صفوف الشخصيات الفتحاوية والعسكرية بالمحافظة، والتي تجمهر أكثر من 20 شخصًا منها حوله للمطالبة للتأكيد على إنصاف طولكرم بالتعيينات.

ويعكس هذا المؤتمر وجه الصراع الخفي على المناصب قبل معركة خلافة رئيس السلطة محمود عباس، في وقت تربعت فيه شخصيات تقليدية وعززت من نفوذها بالمشهد الحركي.

صراع خفي

والحرب على خلافة عباس لم تتوقف على منصب رئيس السلطة فقط بل ستنتقلُ للمناصب المختلفة الذي يشغلها بعض المتنفذين ومنها وزارتي الداخلية والخارجية.

عضو اللجنة المركزية السابق في فتح رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي ناصر القدوة أوضح أن إقالات عباس للمحافظين والسفراء مؤخرًا يأتي كحلقة جديدة في حلقات الصراع على الخلافة.

القدوة أشار إلى أن ما يجري تعبير عن أزمة تعيشها السلطة، مضيفاً: “بتروح خيارة وبتيجي خيارة أصغر منها”.

وقال: “يحاولون إظهارها على أنها تأتي بسياق الحيوية؛ لكنها تعبر عن أزمة حقيقية حاصلة، وفي الطريق يعين من هو أقرب لمن يبحث عن حظوظه في الرئاسة”.

معركة الخلافة

قيادات فتحاوية توافقت مع حديث القدوة بأن قرار إقالة غالبية المحافظين في إطار معركة الخلافة التي تستعر داخل الحركة.

وأوضحت أن حسين الشيخ يسعى لحسم معركة الخلافة مبكرًا بإضعاف وإبعاد المنافسين له وتحديدًا جبريل الرجوب الذي يمتلك شبكة علاقات قوية وواسعة مع أقطاب فتح، وعلاقته القوية بالمحافظين المقالين ضمن كادر الأمن الوقائي أو مقربين من الجهاز ذاته.

رئيس بلدية الخليل القيادي السابق في حركة فتح تيسير أبو سنينة أكد أن الاقالات المفاجئة بأنها مجزرة لشخصيات مقربة من جهاز الأمن الوقائي.

وأوضح أبو اسنينة أن هناك عدة تفسيرات للإقالات واحدة منها أنه ضربة للرجوب، ضمن حالة الصراع الجارية، ومحاولة لاستبدالهم بأشخاص قريبون من المخابرات.

الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال إن أسوأ السيناريوهات بعد وفاة عباس قد تحدثُ وهي الفوضى والاقتتال الداخلي الفتحاوي.

المصري بين أنه لا آلية قانونية متوافق عليها لإشعال منصب رئيس السلطة مع غياب وتعطل المجلس التشريعي.

أسوأ السيناريوهات

ونبه إلى أن قيادات فتح فقط التي تزاحم على المنصب، ويجب أن يكون للفصائل وجميع المؤسسات دور بعد شغوره ومعرفة البرنامج الذي يجب الاعتماد عليه باختياره.

وأشار إلى أن سيناريو توزيع وظائف الرئيس على أشخاص، كما يدور بالكواليس، وليس على شخص واحد، سيكون وصفة للفوضى لغياب برنامج وطني، ولا توافق وطني، ولا مؤسسات قوية.

وأكد المصري أن مؤسسات المنظمة معتلة ومهمشة وغير معترف بها من أوساط وطنية واسعة، ولا مجلس تشريعي حتى يحل رئيسه محل الرئيس حال شغور المنصب 60 يومًا تجرى فيها انتخابات رئاسية.

وقال: “لا نية لإجراء الانتخابات؛ ما يعني أن احتمال تنصيب رئيس من الخارج بالاتفاق مع أشخاص ومراكز القوى سيناريو مطروح، لكنه لن يقبل به الشعب، وحتى عديد القوى ستعارضه”.

وأضاف المحلل السياسي: “هذا السيناريو سيفتح بوابة جهنم للصراع الداخلي، ويمكن أن يحقق سيناريو الفوضى والاقتتال، وسيناريو تحول السلطة بالكامل لوكيل أمني للاحتلال”.

فساد السلطة

يذكر أن السلطة في عهد عباس تحولت عمليًا مجددًا إلى النظام الرئاسي؛ إذ يمسك الرئيس بكل السلطات والصلاحيات، وجعل الحكومة بعديد القضايا والأحيان آخر من يعلم.

وكان بحثٌ لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية من إعداد الباحث والدبلوماسي “غيث عمري” أبان أنّ عباس ما يزال يحكم السلطة بقبضته مع عدمِ توضيحه لاسم يخلفه بزعامة السلطة.

ورجّح الباحثً أن ينتج عن ذلك صراع طويل وعنيف ويمكن لمثله أن يقرر ليس فقط من يحكم السلطة وما إذا كانت ستبقى كهيئة حاكمة ولكن مستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية.

وبحسب البحث، هناك اعتقاد سائد في أوساط الفلسطينيين (80%) أن السلطة ينخرها الفساد وأن انهيارها سيكون في مصلحتهم.

 

إغلاق