بالإفشال والتخريب.. فتح تستخدم نقابة العاملين لإسقاط مجلس بلدية طولكرم
طولكرم – الشاهد| لا تكاد مساعي حركة فتح لتخريب عمل مجلس بلدي طولكرم تتوقف، فهي تستخدم أدواتها التنظيمية ومندوبيها الأمنيين داخل البلدية للعبث والإفشال، وآخرها اعتراض نقابة العاملين على ممارسة المجلس لصلاحياته الإدارية باعتماد العلاوات والترقيات على الموظفين المستحقين لها.
هذا السلوك الذي تنتهجه فتح داخل البلدية ليس جديدًا، إذ عملت منذ أن خسرت الانتخابات المحلية على عرقلة عمل المجالس التي لا تسيطر عليها، رغبة منها بإسقاطها والسيطرة عليها عبر تشكيل لجان تسيير أعمال كما حدث بنابلس مؤخرًا وتحاول بالخليل.
فتح ذهبت هذه المرة لرفع كرت نقابة العاملين المحسوبة عليها، واستخدمتها لإصدرار بيان يهاجم أعضاء المجلس، بزعم أنه لا يحق لهم التدخل بطريقة منح العلاوات للموظفين ولا بأي شكل بزعم أنهم ليسوا أصحاب اختصاص في ذلك.
الشارع الكرمي بدوره أعلن رفضه لترهات وأكاذيب النقابة التي ترتهن بقرارها لحركة فتح وتتبع مباشرة لأجهزة الأمن، مطالبًا بالتوقف عن افتعال أزمات لن تجني المدينة من وراءها إلا الخيبات.
إضراب مُسيس
النقابة الفتحاوية ورغم أنها صمتت بأوامر عليا على الفساد الضخم ي المجالس السابقة التي كانت تديرها فتح وكشفت عنه وثائق ودلائل كبيرة، عادت للواجهة بتحريك من جهاز المخابرات العامة.
ورفعت في بيانها شماعة الإضراب الذي لا تستطع تنفيذه إلا بتعليمات من قيادة فتح، رغم أن ما خاضته سابقًا من احتجاجات ضد المجالس السابقة كان بإطار صراع فتحاوي داخلي، يعرف الجميع أطرافه وتفاصيله.
النقابة ورغم محاولتها نفي أهدافها الخفية من الاضراب، عادت لتؤكد في بيانها أنها فتحاوية وتتهم الباقين أنهم “أصحاب أجندة خاصة خارجة عن الصف الوطني”.
وبدلًا من اقتصار البيان على شؤون العاملين، بالغت بالدفاع عن المجالس السابقة، التي يعرف الكرميون حجم الفساد والمحسوبية فيها، وقالت إن إنجازات المجلس استكمال لما وضعته المجالس السابقة وأهمها مشكلة الكهرباء.
وأكدت النقابة أن التحقيق في قضايا الفساد في البلدية مسؤولية وزارة الحكم المحلي ومكافحة الفساد.
نقابة العاملين لم تكتف بما سبق، وذهبت لنفي المزيد من الحقائق التي يعرفها الشارع الكرمي ومتيقن من كذبها.
وقالت إن تصنيف الموظفين حزبيًا وفصائليًا لم تعهده البلدية سابقة، وأنها لا تتبع أي تنظيم وتؤمن بالتعددية، لكنها نسيت الإشارة لعدد الموظفين المفروضين على البلدية بعهد رؤساء أقاليم حركة فتح السابقين.
شيطنة المجلس
ورغم تحقيق المجلس الجديد لإنجازات عدة لا سيما بظل فترة وجيزة فقط له من تولي مهامه، وبمقدمتها التخفيف من أزمة الكهرباء التي تعاني منها المحافظة منذ سنوات طويلة جراء السرقة والنهب والفساد الذي كان يضرب المجلس السابق، إلا أن الحركة تدفع بموظفيها في المجلس البلدي للقيام بمحاولات عرقلة لعمل المجلس من خلال التخطيط للإضراب.
وأنجر المجلس البلدي الجديد عديد المشروعات المهمة بالمحافظة وآخرها الانتهاء من تعبيد شارع المسقوفة وهو جزء من مشروع تعبيد شارع ظهرة اكبارية بتمويل من وزارة الحكم المحلي بقيمة نصف مليون شيكل.
وكذلك إطلاق مشروع تحسين نظام جمع مياه الصرف الصحي والذي سيستفيد منه أكثر من 70 ألف مواطن، وتوقيع اتفاقية تحديث وتوسعة المخطط الهيكلي للمدينة.
فتح حاولت بوقت سابق تحميل المجلس البلدي الجديد فساد وفشل سنوات سابقة عانى فيها المواطنين بفعل فساد مجلسها السابق، وتحديدًا مشكلة الكهرباء والنفايات وتعبيد الطرقات وكذلك مشكلة المياه.
ودفعت ببعض عناصرها مؤخرًا لتأليب الشارع في بعض قرى طولكرم، وتوجه بعض المواطنين عدا عن عناصرها إلى منزل رئيس البلدية الجديد رياض عوض للاحتجاج على مشكلة الكهرباء.
تلاعب بالمواطنين
موقع “الشاهد” فتح في وقت سابق، ملف أزمة كهرباء مدينة طولكرم، الذي عاد إلى الواجهة مع موجة حر شديدة ضربت فلسطين آنذاك، وفضح بالتفصيل عن المتورطين الحقيقيين.
وكشف “الشاهد” أن ما يحدث في طولكرم عبارة عن خطة أعدتها قيادات بالسلطة وحركة فتح بتنسيق مع مكتب محمد اشتية وسلطة الطاقة للمماطلة بتنفيذ الربط في صرة، وإتهام المجلس البلدي بالتقصير وتحميله المسؤولية.
ويشير إلى أن الخطة تستهدف التلاعب في مصائر المواطنين عبر توظيف الحالة سعيًا لتحريك الشارع بالمدينة والتحشيد ضد المجلس البلدي منذ خسارتها المدوية له في الانتخابات الأخيرة.
ويؤكد “الشاهد” أن السبب الحقيقي وراء الأزمة هو تعمد الجهات الرسمية بحكومة اشتية وأبرزها سلطة الطاقة التي تتعمد دون دواعي مهنية، إخلاف مواعيد ربط الخط في صرة والذي يمد المدينة بـ10 ميجا واط جديدة.
بلطجة اشتية
وكان لافتًا مشاركة أعلى هرم الحكومة وهو محمد اشتية في حملة الإساءة والترهيب بحق المجلس البلدي، إذ استخدم اشتية لغة هابطة خلال حديثه لرئيس بلدية طولكرم رياض عوض، خلال الزيارة التي قام بها اشتية للمحافظة لافتتاح بعض المشاريع التي أنجزتها بلدية طولكرم بمجلسها الجديد والتي في مقدمتها خط كهرباء صرة.
المشروع الذي جاء ليساهم بحل مشكلة الكهرباء التي تعاني منه المحافظة منذ سنوات طويلة، وفشلت المجالس البلدية السابقة والتي كانت ترأسها فتح وكذلك حكوماتها المتعاقبة، أنجزها المجلس البلدي الجديد بسرعة قياسية وقام اشتية بعملية افتتاحه.
اشتية وجه كلامه لرئيس البلدية الذي حضر حفل التدشين، قائلًا له: “سيدي العزيز رئيس بلدية طولكرم، نسبة المشاريع التي قمت بعدها بقدر أعدلك إياها مرة ثانية باسم الحكومة، كل قرش من الصندوق العربي بنوقع عليه، كل قرش صندوق البلديات بتوقع عليه الحكومة ورئيس الحكم المحلي”.
وأضاف: “كل قرش تدفعه من مستحقاتنا تعت الحكومة ووزارة المالية هي عبارة عن مستحقات ضريبة عليكم للحكومة”.
هذه الحرب التي تشنها فتح على المجلس البلدي قد تنتهي بإسقاط المجلس حال لم يتدخل العقلاء للجم الحركة ووقف عدوانها على إرادة المواطنين الذي انتخبوه، وهي فرصة ليدافع المواطنين عن أصواتهم حتى لا يذوقوا وبال سيطرة فتح على المجالس البلدية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=65559