بينيت: لن ألتقي عباس ولكن لن أعارض الترويج للقضايا الاقتصادية

بينيت: لن ألتقي عباس ولكن لن أعارض الترويج للقضايا الاقتصادية

الضفة الغربية – الشاهد| جدد رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت رفض لقاء رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس على الرغم من الاستجداءات والمطالبات العديدة التي أرسلها الأخير للقاء بينيت ووزراء آخرين في حكومة الاحتلال.

وقال بينيت في لقاء بعد اللقاء الذي جرى بين عباس ووزير جيش الاحتلال بني غانتس: " لن يكون هناك تقدم على المستوى الفلسطيني، وأتحدث مع زعماء دول العالم ولا أحد يسأل عن القضية الفلسطينية".

وأوضح أنه وعلى الرغم من معارضته للقاء عباس إلا أنه لن يعارض الترويج للقضايا الاقتصادية التي بحثها غانتس مع عباس في اللقاءات المتكررة التي جرت بين الطرفين.

لقاءات أمنية واقتصادية

وسبق أن أكد رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت أن الهدف من اللقاءات مع السلطة ومسؤوليها المصلحة الإسرائيلية وضمان تحقيق استقرار أمني في الضفة الغربية.

وأوضح بينيت أنه لا يخطط لإحراز أي تقدم سياسي مع السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، معتبرا أن اجتماعات وزراء حكومته بالرئيس محمود عباس، تصب في المصلحة الإسرائيلية، وهدفها الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية وحفظ أمن "إسرائيل".

خطة غانتس الأمنية

وكشف موقع Middle East Eye البريطاني أن وزير جيش الاحتلال بني غانتس هدف من خلال لقائه مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في منزل الأول إلى إشراكه في تطبيق خطته الأمنية الاستراتيجية.

ويشير الموقع في تقرير له نشر قبل أيام، أن استراتيجية غانتس الرامية إلى خدمة مصالح القطاع الأمني والجيش قائمة على الخصخصة والاستعانة بأدوات خارجية.

الموقع يذكر أن المستوطنين كلفوا بعمليات ترويع يومية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة في المنطقة "ج"، الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية الكاملة، وأُطلقت أيدي هؤلاء لشن هجمات منظمة ضد الفلسطينيين، يغض جيش الاحتلال الطرف عنها أو يدعمها.

وفي هذه الحالة يستعين الجيش والشرطة الإسرائيلية في مهام المراقبة بأدوات خارجية وشركات خاصة، مثل شركة الاستخبارات الإلكترونية "إن إس" أو NSO.

الأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل إن العمليات الاستخباراتية، بات الجيش الإسرائيلي يستعين بهذه الشركات في بعض الأمور، وهو ما كشفت عنه واقعة حدثت مؤخراً، عندما أمدت منظمة NGO Monitor الإسرائيلية غير الحكومية وزارة الجيش بوثائق لا أساس لها من الصحة لدعم مزاعم استخدمها غانتس بعد ذلك لتصنيف ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية منظماتٍ إرهابية.

يذكر الموقع البريطاني أن كل هذه الخطوات قد لا تكفي للسيطرة على الأوضاع، وهو ما يشير إليه ياجيل ليفي، الأكاديمي الإسرائيلي ومؤلف كتاب Whose Life is Worth More بالقول: إن "غانتس يدرك الخطر الكامن في السيطرة المحدودة للجيش على القطاع الشرطي في المنطقة "ج" بالضفة، وهو ما يخلق احتمالية باشتعال الأمور في أي وقت".

ويتابع ليفي: "غانتس يساوم السلطة الفلسطينية بالموارد المتاحة لديه، لأنه ليس لديه خيار آخر. فهو لو كان لديه السيطرة على قوات الشرطة، لاستخدَمها لكبح جماح المستوطنين، لأنهم سبب العنف في الحقيقة وليس الفلسطينيين".

دور السلطة في الخطة

ومهما بدا من "احتقار" اليمين الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية وعباس، فإن اجتماع الأخير مع غانتس يكشف مدى أهمية السلطة لقطاع الأمن الإسرائيلي.

والحال كذلك، فإن غانتس واقع بين تذمر الجنود الإسرائيليين من دور قوات الشرطة الإسرائيلية في الضفة، وقلق الضباط بشأن معاشاتهم التقاعدية وتطلعاتهم إلى تولي وظائف في شركات الأسلحة في المستقبل. وبدون تعاون السلطة الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي لن يكون لديه أي وسيلة تحت تصرفه لقمع المقاومة الفلسطينية، باستثناء العنف ضد المحتجين في الأراضي المحتلة وفي الداخل.

ولكي يتجنب بينيت انهيار الوضع الراهن وإبقاء الفلسطينيين تحت السيطرة، لم يكن أمامه خيار إلا أن يمنح غانتس حرية التصرف للاستعانة بأدوات خارجية في الاضطلاع بالعمليات العسكرية الأساسية في أراضي الضفة الغربية المحتلة، حتى لو كان ذلك يعني انتقاد المعارضين له ولحكومته ووصفها بأنها "حكومة إسرائيلية فلسطينية".

انضمام فرج للاجتماع

ما ذهب إليه الموقع تؤكده صحيفة القدس العربي والتي كشفت عن تفاصيل جديدة حول لقاء رئيس السلطة محمود عباس ووزير جيش الاحتلال بيني غانتس قبل أيام.

وأوضحت الصحيفة أن عباس وصل إلى منزل غانتس بضواحي تل أبيب للقائه منفرداً، لكن وبشكل مفاجئ التحق بهما رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية حسين إلى اللقاء.

وقالت الصحيفة، إن فرج والشيخ التحقا بالاجتماع بعد سفرهما عبر طائرة خاصة من عاصمة خليجية إلى تل أبيب، وهو ما يوحي طبيعة الاجتماع الأمني.

لقاءات متواصلة

وقال وزير جيش الاحتلال بني غانتس إن لقائه مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، كان بهدف الحفاظ على أمن "إسرائيل"، ومحاربة حماس.

وأكد غانتس، أنه سيستمر في اللقاءات مع عباس ومع آخرين لهم مصالح مشتركة مع "إسرائيل"، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يكون اللقاء في منزله، بعد أن كان اللقاء الأول بينه وبين عباس في منزل الأخير برام الله.

تصريحات غانتس جاءت بعد أن وصف رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، اللقاء الذي جمع وزير جيشه بيني غانتس مع رئيس السلطة محمود عباس مؤخرًا في روش هاعين، بأنه لقاء لبحث الأمن والاقتصاد وليس له غرض سياسي.

إغلاق