سلطتان وقمع واحد.. مواطنو الضفة يدفعون ضريبة الباب الدوار

سلطتان وقمع واحد.. مواطنو الضفة يدفعون ضريبة الباب الدوار

الضفة الغربية – الشاهد| تتبادل السلطة وأجهزتها الأمنية مع جيش الاحتلال سياسة الباب الدوار بحق المواطنين بالضفة الغربية، فما أن تفرج أجهزة السلطة عن أحد المعتقلين حتى تسارع قوات الاحتلال لاعتقاله.

أسلوب الباب الدوار الذي تقوم به السلطة مع جيش الاحتلال منذ قدوم السلطة للأراضي الفلسطينية، كان آخر من دفع ضريبته المرشح في الانتخابات المحلية في المرحلة الأولى أمين عرمان، والذي اعتقل من قبل جيش الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء.

وجاء اعتقال عرمان بعد أيام من اعتداء عناصر من جهاز مخابرات السلطة على سيارته تحت تهديد السلاح، في مدينة رام الله الثلاثاء الماضي، وملاحقته قبل أن ينجح في الفرار منهم.

وأوضحت شذى عرمان ابنة أمين في منشور لها على فيسبوك أن والدها الآن مطارد، مؤكدةً أن ما جرى تم مع سبق الإصرار والترصد وذلك منذ اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة والتي كان والدها ضمن القائمة الفائزة "عين يبرود تجمعنا"، والتي خسرت أمام قائمة حركة فتح "البناء والتحرير".

وحملت ديمة عرمان زوجة المعتقل أمين أجهزة السلطة ومخابراتها المسؤولية الكاملة عن سلامة زوجها، مؤكدةً أن اعتقاله جاء بعد مطاردة لأسبوع ومحاولة اعتقاله بالقوة.

وأثارت الحادثة غضب المواطنين، فيما حملت العائلة السلطة وجهاز المخابرات المسؤولية عن حياة ابنهم، مشددين على أن ما يجرى هو انتقام سياسي.

وعلق مدير مجموعة محامون من أجل العدالة على حادثة اعتقال عرمان بعد أيام من ملاحقة السلطة له: "الله يسهل عليك يا عم ابو المعتصم هذا حال أبناء شعبنا الشرفاء، سلطتين وقمع واحد".

كما واعتقل جيش الاحتلال الأسير المحرر والمختطف السابق والمرشح عن كتلة القدس موعدنا فرحان علقم بعد اقتحام منزله فجر اليوم.

وتشن أجهزة السلطة وبالتناوب مع جيش الاحتلال حملات اعتقال متواصلة ومتصاعدة في الآونة الأخيرة بالضفة الغربية، وذلك في ظل تصاعد المقاومة الشعبية والاحتجاجات الرافضة لقمع السلطة للمواطنين وسحلهم.

سابقة خطيرة

وفي فضيحة كبيرة وسابقة خطيرة للسلطة وأجهزتها الأمنية، حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين اعتقلتهما من مخيم عايدة بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية إلى سجن السلطة في أريحا.

واعتقلت قوات الاحتلال الشابين صالح وأحمد فرج خلال اقتحامها لمخيم عايدة قبل أيام، وتم تحويلهما من مركز التحقيق في عوفر، ومن ثم تحويلهما عبر ما تسمى اللجنة الأمنية بين الاحتلال والسلطة إلى سجن أريحا سيء السيط، الذي يعد معتقلاً للمعارضين السياسيين.

وفي عكس لاتجاه سياسة الباب الدوار، التي تكون باتجاه واحد من أجهزة السلطة إلى الاحتلال، كسر الاحتلال والسلطة القاعدة هذه المرة ليتم التسليم من الاحتلال إلى السلطة.

فقد حول الاحتلال الشابين صالح وأحمد إلى سجن أريحا مباشرة، بناء على طلب قدمته أجهزة السلطة للاحتلال بتسليمهم لها على خلفية الأحداث التي وقعت في مخيم عايدة بمدينة بيت لحم بين أجهزة السلطة والأهالي.

وأوضحت عائلة الشابين أن الأجهزة الأمنية تلاحقهما منذ مشاركتهما في استقبال الأسير المحرر عبادة قنيص من مخيم عايدة بعد الإفراج عنه قبل أسابيع، حيث اعتدت الأجهزة الأمنية على المشاركين في موكب استقباله مما أدى إلى تسجيل عدد من الإصابات.

وحملت العائلة، الأجهزة الأمنية، المسؤولية الكاملة عن أي شيء يحصل لابنيها، في ظل غموض ظروف اعتقالهما.

اعتقالات سياسية

وقالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة الغربية، إن أجهزة السلطة تواصل اعتقال أكثر من 28 معتقلاً سياسياً على خلفية مواقفهم المعارضة لسياستها والداعمة لمقاومة الاحلال الإسرائيلي.

وأوضحت اللجنة في تقرير لها بانتهاكات أجهزة السلطة أمس الإثنين، أن مخابرات السلطة في نابلس اختطفت الشاب محمد نهاد أبو العيش مساء أمس.

وأضافت أن جها الأمن الوقائي أعاد اعتقال الطالب في كلية الهندسة مصعب حنايشة، من بلدة قباطية جنوب جنين للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوعين، واعتقل من نابلس الطالب في كلية الشريعة بجامعة النجاح والحافظ لكتاب الله "صهيب خالد سلمان" بعد استدعائه للمقابلة صباح أمس، واعتقل الشاب ثائر معالي من بلدة بيتا جنوب نابلس بعد استدعائه للمقابلة صباح أمس.

فيما تواصل أجهزة السلطة في نابلس اختطاف الطالبين أحمد دويكات وإبراهيم شطارة، بالرغم من صدور قرار بإخلاء سبيلهم مقابل كفالة عدلية قدرها 2000 دينار أردني، وتواصل اختطاف الناشط محمود يحيى صالح بعدما اختطفه من أمام منزله في قرية عصيرة القبلية.

كما تواصل أجهزة السلطة اعتقال الأسير المحرر أحمد جمال دراغمة، رغم إصابته برصاص الاحتلال، ويتم نقله إلى المستشفى يوميٱ.

إغلاق