باحث: السلطة باتت شكلية وطوفان الأقصى وجه ضربة قاسية للتنسيق الأمني

باحث: السلطة باتت شكلية وطوفان الأقصى وجه ضربة قاسية للتنسيق الأمني

رام الله – الشاهد| قال الباحث المتخصص في الأراضي الفلسطينية كزافييه غينيار إن السلطة الفلسطينية باتت “مهمشة” مع تصاعد الغضب الشعبي ضدها والاعتقاد بأنها تمثل عبئا عليهم.

وذكر غينيار في تصريح أن السلطة بـ”إمكانها الاستمرار كسلطة شكلية، دون أدنى دور. لكن المشروع السياسي الذي تجسده -التعاون الأمني مع إسرائيل والسيطرة على الفلسطينيين لصالح إسرائيل- تعرّض لضربة قاسية“.

وأشار إلى أن حماس بهجومها “رسخت مكانتها كالمرجع الرئيسي الفلسطيني القادر على إملاء الأجندة السياسية والعسكرية“.

وأوضح الباحث في معهد نوريا أن الوضع تغيّر “بشكل جذري” عقب الهجوم الذي أوقع 1200 قتيل في إسرائيل، وأكثر من 2700 جريح، بينما ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، ومعظمهم من المدنيين، إلى أكثر من 2300.

وقال: “شنت حماس عملية غير مسبوقة ونجحت بأشهر بإخفاء استعداداتها بالكامل”.

وبين أن هذا الأسلوب لا يشبه “ما شهدناه على مدى عام ونصف العام في الضفة الغربية من اشتباكات محدودة وجماعات مسلحة صغيرة من الصعب فهم محيطها الأيديولوجي ومحيط عملها”.

السلطة مع “إسرائيل”

ووضعت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس نفسها في خندق “إسرائيل” في مواجهة قطاع غزة، منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” السبت الماضي.

وترجمت السلطة ذلك من خلال دعوة عباس لحركة حماس بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لديها، والاكتفاء ببيانات أقل من خجولة تجاه ما يحدث من إبادة جماعية ضد المدنيين.

يتزامن ذلك مع منع أي حراك أو فعاليات أو تنظيم هبة نصرة لغزة وملاحقة المقاومين وتسليم معلومات عنهم للاحتلال مع سعي دائم لتبريد الحالة بإعلان إضرابات شاملة لإلهاء الناس وإجبارهم على الجلوس بمنازلهم.

ولا يجد عباس حرجا في التباكي على الأسرى الإسرائيليين لدى حماس مع تجاهلهم الكامل لعوائل الأسرى الفلسطينيين وذويهم بل وقطع مخصصاتهم الشهرية ومعاقبتهم.

وبدلًا من اتخاذ خطوات قوية نصرة لغزة، هرب رئيس السلطة مع عائلته للأردن وبدأ بالتآمر على المقاومة والاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الذي يدعو لمحو غزة.

يأتي ذلك في وقت نشرت السلطة أجهزتها الأمنية ومناديبها في الشوارع الرئيسية للضفة وتنفيذ حملة اعتقالات لنشطاء وأسرى محررين خشية تنظيمهم هبة ضد الاحتلال.

وكيل أمني

ويرى الشارع الفلسطيني أن كل هذه الخطوات من السلطة تجعلها في خانة الاحتلال ضد شعبها في غزة الذين يتعرض لإبادة جماعية وصلت إلى أكثر من 2000 شهيد.

فيما قال مراقبون إن الشارع في الضفة يغلي على صفيح ساخن مع استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد غزة وحرب الإبادة الجماعية هناك وارتفاع عدد الشهداء بالضفة.

ذاته عباس رئيس السلطة وحركة فتح ساوى بين الشعب الفلسطيني المضطهد وجيش الاحتلال الذي يخوض حرباً تدميره ضد أهالي غزة.

تصريحاته جاءت عقب لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان التي قال فيها: “نرفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين لأنها تخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي”.

كما كشفت مصادر مطلعة لصحيفة” العربي الجديد” أنّ عباس رفض منذ اليوم الأول أن يدين هجوم حركة “حماس”، لكنه فضل “التزام الصمت”.

وأكدت المصادر أن “عباس تعرض لضغوط من جهات دولية ودول غربية وإسلامية وعربية منها دولة ضالعة بالتطبيع لإدانة قتل حماس لمدنيين إسرائيليين لكنه بقي على موقفه الرافض، وفضل التزام الصمت”.

وتعرض عباس إثر ظهوره مع ملك الأردن بعد هروبه مع عائلته إلى عمان، لانتقادات واسعة وكبيرة لتجاهله الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 6 أيام ومساواته بين الضحية والجلاد.

يذكر أن عباس دعا حماس والمقاومة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بمعركة طوفان الأقصى التي أعلنها قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف السبت الماضي وأسفرت عن 1300 إسرائيلي وأسر المئات.

إغلاق