أيها الضفة ماذا بعد

أيها الضفة ماذا بعد

كتب زاهر علان| إن تطور العمل المقاوم يمر بمراحل عديدة وكثير منها يكون كالمخاض العسير لكن من أجل الانتقال من مرحلة إلى أخرى فلا بد من صدام شديد مع القوى المتحكمة في ساحة العمل من أجل توسيع دائرة العمل المقاوم وكثيرا ما كان الخطاب السائد في وقت الحروب السابقة هو النفس الوحدوي الداعي لنبذ الخلافات السياسية مع السلطة جانبا وكأن الخلاف الحاصل مع السلطة ” الفلسطينية”  خلاف سياسي وليس خلاف وطني مما أطال عمر الاحتلال واستنزف المقاومة من كافة الفصائل بل وفرغ القضية الفلسطينية من زخمها والأنكى أنه أطلق يد التغول الاستيطاني على ما تبقى من مدن الضفة.

وعليه فنحن مطالبون بتغيير منهج التعامل الشعبي مع أجهزة السلطة الأمنية وما يقتضي التنويه في تعاملنا مع أجهزة السلطة خاصة الأمنية أنه لا بد من أن نفرق بين أبناء فتح المناضلين والمنبوذين من الأطر التمثيلية العليا والذين يقاومون في الميدان وفي المخيم كتفا لكتف مع فصائل المقاومة وبين قيادة السلطة والمتنفذين في مراكز صنع القرار بحركة فتح فعزام والشيخ وماجد وغيرهم من القيادات المهترئة لا تمثل القاعدة الشعبية لفتح ولا تمثل تاريخ فتح النضالي فكل هؤلاء لم يتشرف ساعده بمقاومة المحتل بطلقة.

وعندما نقول إن السلطة خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني لا بد من نزعه حتى يلتئم الجرح وتقوى الضفة على التشافي من جرح الغدر لتقاوم المحتل لا نعني بذلك فتح ففتح منا ونحن ومنها، وها هي في غزة تقاوم كما كل الفصائل، المشكلة في من أفرغ فتح من جذوتها ويقوم بجرها لاصطفافات شخصية بل اصطفافات غير وطنية لمآرب تخدم الاحتلال ولا بد لأهل الضفة بكل انتماءاتهم أن يقفوا وقفة صدق مع أنفسهم وأن يسالوا أنفسهم سؤال واضح هل ما تقوم به الأجهزة الامنية في الضفة الغربية يخدم المشروع الوطني أم الاحتلال؟

وكل حر شريف يعرف الجواب بقرارة نفسه ويعلم علم اليقين أن ما يحد من تأثير قدرة المقاومة في الضفة الغربية هي السلطة وأجهزتها الأمنية مع الأسف، وهنا لا بد للشعب وخاصة الشباب الثائر المنتفض في الميادين من أخذ زمام المبادرة في تحجيم دور الأجهزة الأمنية بكافة الطرق المتاحة ابتداءً بالعصيان المدني وتطوير الاعتصامات لتشمل الاعتصام بالأكفان أمام مقرات الأجهزة في المدن المختلفة والمطالبة بتسليح الشعب ليقاوم المحتل والضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمناضلين.

ومن يقول أن هذه دعوة للفتنة فهو الفتنة بعينها فليس من المقبول ولا المعقول أن نقتل في كل مكان وكل مدينة وقرية وهذه الأجهزة مختبئة كالجرذان في جحورها وعند دعوة لمواجهة أو دعوة للذهاب لقبر يوسف مثلا تخرج هذه الأجهزة لتقف في وجه الشباب الثائر يقتل المزارع في حقله ويقتل المدرس والطالب في مدرسته وتحرق الأرض وتهدم بيوت في مناطق أ ” المصنفة محررة ” وهذه الأجهزة نائمة وعندما يصلها خبر بزرع عبوة لمقاومة الاحتلال تنتفض لتفكك تلك العبوة بلا خجل ولا حياء.

نعم السلطة في شكلها الحالي وعقيدتها الحالية هي سرطان لا بد من استئصاله من جسد الوطن وهي دعوة للعصيان المدني وتعطيل الحياة ومحاصرة مقرات الأجهزة الأمنية وعزل أبناء الأجهزة والعاميلن بها مجتمعيا ووطنيا حتى يتوبوا أو يكفوا أيديهم عن هذا الشعب.

إغلاق