استهداف ثوار بيتا يكشف زيف السلطة وفتح بشأن المقاومة الشعبية

استهداف ثوار بيتا يكشف زيف السلطة وفتح بشأن المقاومة الشعبية

الضفة الغربية – الشاهد| مثلت حادثة اعتقال أجهزة السلطة لعدد من شبان بلدة بيتا جنوب نابلس، دليلاُ إضافية على زيف الشعارات التي ترفعها السلطة وحركة فتح بشأن دعمها وتأييدها للمقاومة الشعبية.

حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة السلطة في فجر أمس الجمعة، جاءت كثمرة للقاء رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس ووزير جيش الاحتلال بني غانتس والذي بحث بشكل مفصل وقف وملاحقة أي تحركات للمقاومة الشعبية أو المسلحة.

السلطة التي صدمها نجاح أسلوب المقاومة الشعبية في جبل صبيح وتصاعد المقاومة الشعبية وابتكارها لأساليب جديدة في مواجهة جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، تخشى السلطة أن تمتد إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية وأن تشكل تحدياً كبيراً لها ولجيش الاحتلال.

محاولات إفشال الانتفاضة

السلطة استبقت وأد تلك الانتفاضة في بيتا حتى قبل لقاء غانتس – عباس، وتمثل ذلك في ما كشفه عدد من أهالي قرية بيتا عن رفض مستشفى النجاح استقبال جرحى بيتا والذين أصيبوا برصاص الاحتلال خلال تصديهم وطردهم للمستوطنين الذين احتلوا أراضيهم.

وأوضح الأهالي أن مستشفى النجاح رفض استقبال عدد من الجرحى وقامت بتحويلهم إلى مستشفيات أخرى، على الرغم من الحالة الخطرة التي كان يعاني منها بعض الجرحى.

وأطلق الأهالي هاشتاج "#جرحانا_كرامتنا_يا_مشفى_اللاوطنيه"، وذلك رداً على عدم استقبال مستشفى النجاح للجرحى، وهو الأمر الذي دفع بالمستشفى وبالمحافظ لتبرير ما جرى بأنه سوء فهم من بعض الجرحى الذين حضروا للمستشفى للعلاج.

تواطؤ السلطة

وكان غضب المواطنين في بلدة بيتا وقرى جنوب نابلس تجاه السلطة قد في التصاعد أثناء التصدي للهجمة الاستيطانية الإسرائيلية الهادفة للاستيلاء على أراضي جبل صبيح وجبل العرمة.

وعلى مدار سنوات طويلة، واجه المواطنون بصدورهم العارية ونجحوا في منع المستوطنين من الاستيلاء على العرمة وصبيح، في ظل غياب كامل لدور السلطة الفلسطينية.

لكن المواطنون شعروا مؤخرا أن دور السلطة انتقل من الغياب للتخذيل وافشال الجهود الشعبية في حماية الأراضي التابعة لبلدات بيتا وقبلان ويتما.

وفي أحداث الخطوات التي أثارت غضب الشارع البيتاوي، قامت لجنة تسيير البلدية برئاسة يوسف عصيدة (بدأت العمل في ديسمبر الماضي) بقطع الكهرباء عن جبل العرمة.

غضب شعبي

وطالب المواطنين أجهزة السلطة بالإفراج عن ثوار بيتا وقال أحد النشطاء على تويتر: " لوقف تصدى أهالى بيتا لمستوطنى جبل صبيح حركه التنسيق الأمنى فتح تعتقل ثوار جبل صبيح إرضاء للاحتلال ولغانيتس وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي الذى التقى به محمود عباس مؤخرا".

فيما اعتبر الناشط من بلدة بيتا حذيفة الدير أن اعتقال أجهزة السلطة عدداً من المواطنين من بلدة بيتا صدمة وضربة لم يكونوا يتوقعونها في هذه الظروف الاستثنائية لبلدة تقاوم الاحتلال.

فتح تدعم القمع

وبدلاً من الوقوف في وجه تغول أجهزة السلطة على الحريات العامة عبر ملاحقة واعتقال ثوار بلدة بيتا، سارعت حركة فتح الى الدفاع عن سلوك الأجهزة الأمنية المقيت عبر تهربها من بيان أصدرته الفصائل الفلسطينية في البلدة ونددت فيه باعتقال 4 من نشطاء المقاومة الشعبية على يد أجهزة السلطة.

وأصدرت حركة فتح بيانا صحفيا أمس الجمعة، أعلنت فيه انها ليست جزءا من بيان الفصائل، على الرغم من أن هذه الاعتداءات أثارت غضبا شعبيا واسعا بين صوف المواطنين، باعتباره جزءا من مخطط الاحتلال لاستهداف الثوار. 

مخطط إسرائيلي

ووصفت الفصائل الفلسطينية قيام أجهزة السلطة باعتقال نشطاء المقاومة الشعبية من بلدة بيتا في نابلس بأنه عمل غير وطني ويصب في خدمة الاحتلال الذي يسعى بكل قوة لوأد المقاومة في بيتا.

وأعربت الفصائل في بيانات منفصلة عن استهجانها لاستمرار استهداف البلدة على يد أجهزة السلطة عبر اعتقال ابنائها واقتحام منازلهم، فضلا عن غياب الدعم الذي تدعي السلطة انها توفره لأهل البلدة.

واستنكرت لجنة التنسيق الفصائلي في بلدة بيتا اعتداءات أجهزة أمن السلطة على البلدة وتنفيذ اعتقالات ومداهمات في أنحائها.

وقالت اللجنة في بيان صحفي: "في الوقت الذي تُفلت حكومة الاحتلال يد المستوطنين لتنفيذ جرائمهم بحق أبناء شعبنا الصامد، وفي الوقت الذي ينفذ جيش الاحتلال كل جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، من قتل واعتقال وتدمير ونهب للأرض وسرقة لكل ما هو فلسطيني، نتفاجأ بسلوك مثير للشك في بيتا، من حملة اعتقالات ومداهمات تقوم بها أجهزة السلطة بحق بيتا وشبابها.

وأضافت أن "سلوك أجهزة أمن السلطة الأخير يهدد النسيج الوطني والاجتماعي ويؤدي حتما إلى قتل الروح الوطنية في بيتا أيقونة المقاومة الشعبية، ونموذج الدفاع عن الأرض، حيث حققت بيتا انتصارا بهزيمة المستوطنين ودولة الاحتلال، وانسحابهم تحت ضغط الصمود الاسطوري الذي حققه شبابا بيتا، بوحدتهم وتلاحمهم ضد عصابات التلال ودولة الاحتلال".

إغلاق