مركز دراسات: متنفذون بفتح اختطفوا السلطة ورهنوها بمصالحهم الشخصية

مركز دراسات: متنفذون بفتح اختطفوا السلطة ورهنوها بمصالحهم الشخصية

رام الله – الشاهد| قال الباحث في مركز “يبوس” للدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات إن مجموعة من قيادات حركة فتح تختطف السلطة الفلسطينية التي ثمة مجموعة أوراق تمتلكها ويمكنها استخدامها ضد “إسرائيل”.

ووفق بشارات في اصريح فإن أبرزها أنها الكيان السياسي المعترف به ممثلا للفلسطينيين بناء على الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير، وبالتالي تقديم أوراق وتقارير رسمية أمام أي محفل دولي يتعلق بجرائم المستوطنين.

وأوضح أن الورقة الثانية هي امتلاكها لجهاز دبلوماسي كبير عبر السفراء والممثلين في السفارات بغالبية عواصم العالم، وهذه ورقة قوة مهمة.

وذكر أنه “يمكن للسفراء وضع خطة عمل واضحة بهذا الاتجاه لفضح كافة ممارسات المستوطنين أمام المحافل والبعثات الدبلوماسية الغربية ومخاطبة المؤسسات الدولية جميعا”.

ورأى بشارات أن بإمكان السلطة مخاطبة العالم باعتبارها كيانا سياسيا يمثل الفلسطينيين جميعا، بطبيعة ارتدادات ما يجري على الأرض من اعتداءات المستوطنين، وحمل هذه المعاناة إلى العالم عبر الأمم المتحدة باعتبارها ممثلة فيها، ومن خلال المجموعة العربية والإسلامية في مجلس الأمن، ما يمكنها من طرح هذا الملف بقوة على طاولة مجلس الأمن.

وتطرق إلى وجود قوة إضافية تمتلكها من خلال أجهزتها الأمنية والشرطية، “فمثلما يطلب منها التزامات أمنية للاحتلال، مطلوب منها أن توفر التزامات أمنية لحماية الفلسطينيين على الأرض، ويمكن أن تطلب تفعيل الأجهزة الشرطية على الأرض في المدن والقرى والمناطق التي يتعرض لها الفلسطينيون لاعتداءات ومواجهات من المستوطنين”.

وبين أن باستطاعة السلطة التهديد باستخدام القوة تجاه المستوطنين، على غرار تسليح وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المستوطنين، “إذ بإمكان السلطة التهديد بقرار بالمثل”.

ورغم امتلاك السلطة بعض أوراق القوة، إلا أن بشارات يعتقد أن هناك موانع تحول دون تنفيذها، وتتمثل في عدم توفر الإرادة السياسية بشكل أساسي، والخوف من تبعات أي قرار من القرارات.

وشدد على أن: “السلطة في شكلها الحالي لم تعد قائمة وفقا للعمل المؤسسي المتكامل؛ فهناك غياب لمنظمة التحرير ومؤسساتها وغياب للمجلس التشريعي وكافة الأطر ومؤسسات المجتمع المدني”.

ونبه إلى أن أصبح هناك حالة فجوة بين القيادة السياسية والمجتمع، وبات الخطاب السياسي يعبر عن مجموعة أشخاص بعيدا عن الكيان الفلسطيني”.

ووفق بشارات، فإن أي تحرك هو نتيجة الارتباط والارتهان للمواقف الدولية، وربط السلطة ومستقبلها السياسي بالرضا والقبول الدولي وتحديدا الولايات المتحدة، إضافة إلى التمويل وعدم القدرة على الإنفاق اقتصاديا، أو قدرتها على إحداث حالة تنمية داخلية.

ولفت إلى أن “السلطة تتخوف من أن أي خطوة قد تتخذ بهذا الاتجاه يمكن أن تتسبب بخطوات معاكسة تؤدي إلى تغييرها، وهذا ما شاهدناه في خطاب نتنياهو والإدارة الأمريكية، إذ شكلا ورقة ضغط على السلطة مؤخرا لتغييرها”.

ونوه الباحث إلى وجود خشية لدى قيادة السلطة من أن بقاءها في سدة الحكم مرتبط بتقديم تنازلات أخرى، أو عدم الذهاب لحالة من الصدام مع الاحتلال و المجتمع الدولي.

وأشار بشارات إلى إشكالية أخرى تتمثل في حالة الضعف العربي، إذ إن الموقف العربي والإسلامي والإقليمي لم يستطع تشكيل قرار ضاغط على الولايات المتحدة لوقف الحرب على غزة.

إغلاق