حسين الشيخ.. “انطوان لحد فلسطين”
رام الله – الشاهد| “انطوان لحد فلسطين”.. هو الاسم الذي اصطلح عليه الشارع الفلسطيني لتسمية حسين الشيخ القيادي في حركة فتح وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية الذي برز اسمه مؤخرا كمرشح لرئاستها عقب تقديمه خدمات أمنية جليلة لإسرائيل.
وبات الشيخ الذي يوصف بأنه رجل “إسرائيل” في المنطقة واحدًا من الأسماء المرشحة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويوصف بأنه الذراع اليمنى له وأحد المقربين منه.
كما تراه أوساط إسرائيلية وأمريكية بأنه شخص براغماتي، لتأكيده أن “التعاون مع إسرائيل” هو السبيل لنيل حقوق الشعب الفلسطيني وليس المقاومة.
فـ من هو حسين الشيخ؟
هو حسين شحادة محمد الشيخ وكنيته أبو جهاد من مواليد رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 1960.
ينحدر من عائلة تشتغل في التجارة نزحت خلال النكبة عام 1948 من قرية دير طريف قضاء الرملة، وهو أب لـ4 بنات وولدين.
تجربة الاعتقال
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1978 في سن الـ17، وحكم عليه بالسجن 11 عاما بتهمة الانتماء إلى خلية سرية، وتزامن نيله الحرية مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت شرارتها عام 1987.
استثمر فترة سجنه بتعلم اللغة العبرية التي أتقنها قراءة وكتابة ومحادثة، وهو ما سهل تواصله مع الاحتلال الإسرائيلي خلال التنسيق الأمني بين السلطة و”إسرائيل”.
المهام في حركة فتح
انضم حسين الشيخ إلى حركة فتح نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبعد خروجه من السجن عام 1989 انتخب عضوا في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، وعضوا في اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية، ونائبا لرئيس اللجان السياسية بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، قبل أن يصبح أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية عام 1999.
أمر الرئيس الراحل ياسر عرفات باعتقاله عام 2003، بعد توزيع بيان موقع باسمه وباسم كتائب شهداء الأقصى يتضمن هجوما على عدد من قيادات السلطة الفلسطينية، وقررت اللجنة المركزية لفتح حينها تنحيته من منصبه (أمين سر مرجعية فتح في الضفة) ودعت إلى اعتقاله ومحاكمته.
بعد تولي عباس رئاسة فتح والسلطة الفلسطينية انتخب الشيخ لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2008، ثم عضوا بلجنة الحوار الوطني في ملف المصالحة بين فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام2017.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لفتح في يناير/كانون الثاني 2022، وفي مايو/أيار من السنة نفسها كلفه عباس بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة خلفا لصائب عريقات الذي توفي في نوفمبر 2020 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
المسار في السلطة الفلسطينية
بعد إنشاء السلطة الفلسطينية إثر اتفاق أوسلو في بداية التسعينيات من القرن الماضي عمل حسين الشيخ في أجهزة أمن السلطة برتبة عقيد من 1994 حتى 1997، ثم عمل في التنسيق الأمني بين السلطة و”إسرائيل”، مما أهله لتولي منصب وزير الهيئة العامة للشؤون المدنية ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا التي تعتبر حلقة الوصل الرسمية الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، منذ 2007.
يتولى بهذا المنصب مسؤولية كل ما يتعلق بالعلاقة مع “إسرائيل”، مثل إدارة أموال المقاصة ولم الشمل والتسهيلات الاقتصادية والتصاريح التي يحتاجها الفلسطينيون لدخول الكيان للعمل أو زيارات عائلية أو للحصول على الرعاية الطبية أو لاستيراد أو تصدير السلع أو للحصول على بطاقات الهوية.
،
ينظر إلى حسين الشيخ على أنه الذراع اليمنى لعباس وأحد المقربين منه، إذ يرافقه في كل جولاته الخارجية والمؤتمرات الإقليمية والدولية، كما يحضر إلى جانبه في اجتماعاته بمقر المقاطعة، وتصفه الصحافة الغربية والإسرائيلية بأنه الخليفة المحتمل لعباس.
أثار تعيينه من عباس في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية عام 2022 جدلا في الأوساط الفلسطينية، وانتقد البعض تعيينه مباشرة دون الاحتكام إلى النظام الداخلي الذي ينص على انتخاب أمين السر في اجتماع اللجنة التنفيذية.
ويرى مراقبون أن تعيينه لتقريبه من رئاسة منظمة التحرير والسلطة، خاصة أن المسار الذي يسير فيه هو نفسه الذي أوصل عباس إلى موقعه الحالي، إذ كان يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية عند وفاة ياسر عرفات، فخلفه برئاسة منظمة التحرير، قبل رئاسة السلطة الفلسطينية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=67149