مطالبات جديدة للسلطة بوقف اللقاءات مع الاحتلال وتطبيق قرارات المركزي

مطالبات جديدة للسلطة بوقف اللقاءات مع الاحتلال وتطبيق قرارات المركزي

الضفة الغربية – الشاهد| طالبت حركة المبادرة الوطنية بوقف اللقاءات التي تجريها السلطة ومسؤوليها مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك رداً على تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت والتي أكد فيها رفض حكومته إقامة دولة فلسطينية.

وأشارت المبادرة في بيان لها صباح اليوم الأحد، أن السبب الإضافي الذي يدعو لوقف تلك اللقاءات هو حصر الاحتلال علاقاته مع السلطة في الجانب الأمني والاقتصادي ورفض مطلق لأي بحث سياسي مما يعني أن هدف قادة الاحتلال تكريس احتلالهم.

وذكرت المبادة في بيانها "أن حكام إسرائيل ألقوا باتفاق أوسلو في سلة المهملات، ومن غير المقبول استمرار الجانب الفلسطيني في الالتزام به من جانب واحد وآن الأوان منذ زمن لإدراك فشل اتفاق أوسلو ونهج المفاوضات، والمراهنة على حل وسط مع الاحتلال وتطبيق قرارات المجلس المركزي بالتحلل من الاتفاقات الظالمة".

ودعت المبادرة إلى تبني نهج كفاحي نضالي لمقاومة إجراءات الاحتلال وإعادة توحيد الصف الوطني حوله، والالتزام بالشراكة الديمقراطية وبناء قيادة وطنية موحدة لمواجهة الاستيطان والاحتلال وما تقوم به حكومة الاحتلال من تطبيق فعلي لصفقة القرن.

كما وطالبت بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وذلك في خطوة تمثل استعادة لحق الشعب في الخيار والمشاركة الديمقراطية.

وهم المفاوضات

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي يوم أمس السبت، أن أوهام فريق السلطة من وراء عقد المزيد من اللقاءات مع مسؤولين في الاحتلال وتسوّل المزيد منها، لن يتجاوز حدود "الأمن مقابل تسهيلات إنسانية واقتصادية"، وبالقدر الذي لا يتعدّى مستوى حرص الاحتلال على إبقائها أداةً لحفظ أمن الاحتلال والمستوطنين.

وأشار القيادي في الحركة ماهر الأخرس، الى أن السلطة وفريق "أوسلو" لن يفلحوا في فتح آفاق لاستئناف برنامجهم، المتمثل بإعادة إحياء التسوية مع الاحتلال، والإمعان في سياسة المراوحة بالمكان، والتعلّق على "الأوهام"، وذلك على وقع الرفض المتكرر للمستوى السياسي لدى الاحتلال، العودة للمفاوضات.

ودعا السلطة الفلسطينية وفريقها إلى الكف عن مسلسل اللقاءات العبثية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المزيد من التنازلات على حساب القضية الفلسطينية والحقوق العادلة لشعبنا الفلسطيني.

وقال إنه "بالرغم من أداء أجهزة أمن السلطة لدورها الوظيفيّ لصالح الاحتلال في ملاحقة المقاومة والمقاومين؛ إلّا أنه يرفض حتى فكرة التطرق إلى قضايا سياسية تحت سقف اتفاق أوسلو".

وأضاف: "لم يحققوا إلّا الامتيازات والمصالح الشخصية والمشاريع الربحيّة لهم؛ لذلك لا يمكنهم أن يطلقوا النار على اتفاق أوسلو، كما أطلق عليه الكيان النار منذ سنوات طويلة؛ إلّا من شقه الأمنيّ".

وشدد على أن إرهاب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته يفرض على السلطة ورموزها التحلّل من أوسلو وإفرازاته، والتحرّر من أوهام إمكانية استئناف المفاوضات مع الاحتلال.

لهث خلف سراب

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، عن أنه بالرغم من يقين عباس، باستحالة إطلاق مفاوضات سياسية مع حكومة الاحتلال الحالية، إلا أنه ما يزال يأمل في حدوث تغير في الموقف الإسرائيلي بالرغم من صعوبة حدوث هذا التغيير، مع توقع أن تقوم واشنطن بالضغط باتجاهه.

وذكرت المصادر أنه بسبب مواقف كل من رئيس الحكومة نفتالي بنيت ووزير خارجيته يائير لبيد وتركيبة الحكومة، يدرك عباس أن إطلاق مفاوضات سياسية مسألة معقدة، لكنه لا يلغي هذا المسار، ويدفع باتجاهه، في محاولة لكسر الجمود وإنضاج الظروف لانطلاق العملية مع أي تغيير مرتقب في تركيبة الحكومة الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، الأربعاء الماضي، عن تلك المصادر قولها إن ثمة تصور مشترك بين السلطة والأردن ومصر بضرورة تهيئة الظروف الآن بانتظار تغييرات في "إسرائيل".

وتابعت: "يوجد حراك أردني مصري وضغوط على الولايات المتحدة وعلى الأطراف الأخرى، من أجل دفع مسار سياسي، لكن ثمة قناعة أنه سيكون متأخراً وليس بشكل فوري".

وكانت المصادر تعقب على تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، قال فيها إنه يرفض فكرة اللقاء بعباس، في هذا الوقت، مؤكداً أنه لا يعارض ذلك من حيث المبدأ، "لكن لا يوجد مسوغ سياسي لمثل هذا اللقاء الآن".

وتأمل قيادة السلطة أن يغير ضغط أميركي من هذا الموقف، أو أنه يمكن إعادة تشكيل موقف إسرائيلي جديد، بعد تسلم وزير الخارجية الحالي يائير لبيد، للحكم في "إسرائيل" وفق اتفاق التناوب مع بنيت. علماً بأن لبيد يدعم حل الدولتين كما قال مراراً، لكنه يرى أن هذا الحل غير قابل للتحقيق في الوقت الحاضر.

عشرات اللقاءات

وأظهرت إحصائية صحفية عن عقد قيادات السلطة السياسية والأمنية قرابة الـ 50 لقاء معلن مع الاحتلال خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وتأتي تلك اللقاءات على الرغم من قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دوراته الثلاث الأخيرة والتي كانت أقرت وقف العلاقات مع الاحتلال.

وأشارت وكالة صفا في الإحصائية التي أجرتها، أن بعض تلك اللقاءات تم بصورة معلنة ناهيك عن اللقاء البعيدة عن وسائل الإعلام، فيما جرت لقاءات أخرى مع قيادات الاحتلال الأمنية والسياسية، وكذلك مع قادة أحزاب وأعضاء كنيست.

إغلاق