قلق إسرائيلي من فوضى ما بعد عباس وسعي لتقسيم التركة

قلق إسرائيلي من فوضى ما بعد عباس وسعي لتقسيم التركة

الضفة الغربية – الشاهد| حذرت أوساط أمنية إسرائيلية من تراجع شعبية السلطة في الضفة الغربية، والتداعيات التي ستعقب اليوم التالي لرحيل رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس من على كرسي الحكم.

وقال المحلل العسكري لموقع واي نت العبري "رون بن يشاي": "هناك تحذيرات أمنية إسرائيلية من أن الصراع على تركة الرئيس الفلسطيني قد يتحول إلى فوضى مسلحة سرعان ما تنتقل وتتجه صوب إسرائيل".

وأوضح أن السيناريو الأسوأ الذي يثير قلق المسؤولين لدى الاحتلال هو تحول المعركة على قيادة السلطة في اليوم الذي سيلي محمود عباس، إلى فوضى عنيفة سرعان ما تنتقل إلى إسرائيل وتعطل حياة المستوطنين في الضفة.

وبين أن هذه الفوضى ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة وإلى انهيار حركة فتح وتحول التنظيم إلى مجموعات مسلحة تعمل لصالح القادة المتناحرين الأمر الذي سيسمح للمعارضة بالاستيلاء على السلطة وسيحبط أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وأشار بن يشاي إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لخلق ظروف لانتقال سلس للسلطة تتقسم به تركة أبو مازن (رئاسة منظمة التحرير، ورئاسة السلطة، ورئاسة حركة فتح) على اثنين أو ثلاثة من المقربين منه.

ورأى بن يشاي أنه لا يوجد شخص واحد في حركة فتح وخارجها في السلطة الفلسطينية يمكن أن يخلف عباس الذي ورث ياسر عرفات بسلاسة، لذلك يفكر كبار المسؤولين في حكومة بينيت ومسؤولون أمنيون لدى الاحتلال، إلى جانب شخصيات بارزة في حركة فتح، في تشكيل مجموعة قيادية يتشارك أعضاؤها دون نزاع، المناصب، التي يشغلها عباس حاليًا.

ولفت إلى تحركات تجري مختلفة واتصالات شخصية، والغرض منها تحديد هوية الورثة من الأشخاص المقربين من عباس، وتمهيد الطريق أمامهم ووضعهم في موقع متقدم لضمان فوزهم عندما يبدأ السباق على السلطة.

حمام دم

وتوقع الصحفي الاستخباري الإسرائيلي يوني بن مناحيم، أن تكون معركة خلافة محمود عباس بمثابة حمام دم داخل حركة فتح، في ضوء الصراعات المكتومة داخل الصف الأول للحركة بعد تعزيز تيار حسين الشيخ وماجد فرج على حساب باقي التيارات.

وأشار الصحفي في مقال كتبه على موقع "نيوز1" الى أن هناك جدل عميق في رأس حركة فتح، لافتا الى انه بمجرد غياب تنحي الرئيس عباس عن المسرح السياسي، يسود تخوف كبير من أعمال عنف خطيرة بين مختلف مسلحين فتح لأن خصوم حسين الشيخ وماجد فرج لن يوافقوا على حكمهم كقادة في السلطة الفلسطينية.

وذر من أن معركة خلافة دموية ستنشب بين مختلف مسلحي فتح، المسؤولون عن القرار العسكري، وسيكون الفائز هو الحاكم الفعلي، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً، منوها الى وجود غضب متصاعد في الشارع الفلسطيني بسبب القرارات الأخيرة لعباس، والتعيينات التي ينوي الموافقة عليها في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في 6 فبراير القادم.

عباس الضعيف

ووصفت مجلة فرنسية رئيس السلطة محمود عباس بأنه ضعيف ومُهدد بالانقراض داخلياً، مؤكدة أن حركة فتح تُعاني منذ الانتفاضة الثانية ورحيل زعيمها المؤسس ياسر عرفات.

وقالت مجلة "موند إفريك" الفرنسية: إن المعطيات والأزمات الداخلية تُبيّن أن هذه الحركة باتت مُهددة بالانفجار، لافتة الى أن أبرز الألغام المتوقع انفجارها هو عدم وجود خليفة لعباس الذي يناهز 86 عاماً.

وأشارت الى أن عباس الذي يحكم منذ ربع قرن، قد تآكلت شرعيته بشكلٍ كبير، في الوقت الذي تتحول فيه السلطة إلى دولة شبحية لا تملك من أمرها شيء سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

ولفتت الى أن عباس يعاني أيضا على صعيد السياسة الخارجية التي لا يبدو أنها على ما يُرام، معتبرة أن عباس يوقن تماما أن هذا التردي يعزز انعدام احتمال قيام دولة فلسطينية، وانه مجرد وهم يتبخر.

إغلاق