اشتية تلميذ غوبلز “الفاشل”

اشتية تلميذ غوبلز “الفاشل”

قدم جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازية نموذجا قويا للمسؤول المفوه والخطيب البارع، الذي أقنع الألمان أن هتلر هو المخلص لهم ولألمانيا، وقدم للسياسيين فنون الكذب والتدليس المبرمج، فاستلهمها منه كل مسؤول ضعيف وفاسد، ليغطي بها نفسه.

وبعد 64 عاما من انتحار غوبلز لا زال لديه تلاميذ يستلهمون منه شعار “أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس”، لكن معظمهم فاشلون، كرئيس الحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.

اشتية استلهم شعار “اكذب ثم اكذب” وطبقه كما هو دون أن يلائمه مع عصر التكنولوجيا وشبكات الإعلام الجديد والانفجار التقني؛ فأخذ يردد الأكاذيب “حتى كاد هو أن يصدقها” ويفصح عن نصف الحقائق، ويغطي نصفها الأسود.

فشل اشتية في الكذب والتدليس، لم يمنعه حتى الآن من الاستمرار في هذه السياسة، وبعد التستر على فساد سابقه رامي الحمد الله ووزرائه في مضاعفة رواتبهم في الوقت الذي كانوا يحدثون الموظفين والمواطنين عن التقشف والازمة المالية.

جاء اليوم، اشتية ليعيد تصريحاته المتكررة عن مواجهة الاحتلال ميدانيا واقتصاديا وسياسيا وهكذا، وباستخفاف مبتذل بعقول المواطنين، قال في تصريحات لصحيفة القدس تنشرها كاملة يوم الاثنين “سنمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام مناطق “أ” ليسب بالعنف وإنما بأجسادنا.. إسرائيل تجتاح مناطق السلطة والاتفاقيات الموقعة لا تسمح بهذا الاجتياحات ونحن سنكسر الأمر الواقع”.

وكان اشتية قد قال في مايو 2016 إنه تم ابلاغ الجانب الاسرائيلي بان التنسيق الامني الفلسطيني معه منتهي اذا ما استمرت اسرائيل في اجتياح مناطق “ا”، مؤكدا أن التصلب الاسرائيلي يعني نهاية العملية السياسية والامنية مع إسرائيل، وان السلطة الفلسطينية جاهزة لمثل هذا الامر، وجاهزة لان تدفع اي ثمن يترتب على هذا الموضوع.

وكرر اشتية التصريحات بمضمونها عدة مرات على فترات زمنية متعددة، وفي أرض الواقع بقي اشتية وحركة فتح تزيد من التنسيق الأمني لصالح الاحتلال، وتكسر كل المحرمات الوطنية في سبيل ذلك.

بل إنه منذ 2016 وحتى 2019، اتجه الاحتلال لتجربة مشروع روابط القرى من جديد، وفي عهد حكومة اشتية، بدأنا نرى مسؤولي الإدارة المدنية مع رؤساء البلديات في افتتاح المشاريع بالضفة الغربية، دون وجود للسلطة الفلسطينية.

وخلال شهر واحد، فعل اشتية عكس ما يقوله تماما، فروج للانفكاك الاقتصادي، ثم استورد من الاحتلال أفضل محصول فلسطيني وهو الزيتون، ومنع استيراد العجول على قلتها في الضفة.

كما يروج اليوم لتحدي الاحتلال ومنعه من التوغل في مناطق “أ”، بينما تنسق أجهزته الأمنية لصالح الاحتلال وحمايته مستوطنيه، وتقمع الحريات وتعتقل أي مشتبه بتفكيره في مقاومة الاحتلال، وتزجهم في السجون بدون تهمة حقيقية، كالاعتقال الإداري الإسرائيلي.

أما الانفكاك السياسي، وعواقب التصلب الإسرائيلي، كما قال اشتية في تصريحه عام 2016، فقد وصل به الحال اليوم لاستجداء أي اتصال سياسي مع الاحتلال، وان كان على مستوى لجان فنية لبحث اتفاقية باريس الملحق الاقتصادي لاتفاق أوسلو.

إغلاق